الطلة الحلوة رزق

الطلة الحلوة رزق

2 المراجعات

الطلة الحلوة رزق

أما حدث لأحد منا قبل ذلك أن قابل شخص ما بالصدفة في أي مكان وقد أحس بداخله بشيء ما غريب يجذبه ناحية ذلك الشخص؟!

أما سأل أحد منا نفسه يا ترى ما هذا الشيء الذي شعر به؟! أو ماذا يسمى؟!

فيا ترى أيمكن أن يكون هو شكل جميل؟! أم روح طيبة تجذب إليها من حولها بطيبها ونقاءها؟!

image about الطلة الحلوة رزق

فإذا فكرنا في الشكل يمكن أن نجد أننا كثيرا ما قابلنا من هم شديدي الجمال الشكلي لكن كم وجدنا أنهم أبعد ما يكون عن قلوبنا ولم نستطع الاقتراب منهم أو التعرف عليهم أكثر.

أما الروح الطيبة في رأيي هي الجاذب الأكثر والأشد قوة لكل من حولها والتي لا يمكن للشكل أن يؤثر بها.

ويمكن أن يكون هناك من يرى أن مزيجا بين الشكل الجميل وبين الروح الطيبة يكون هو الأكثر تأثيرا على قلوب الناس من حولها. وأعتقد أن هذا المزيج هو ما نسميه نحن ب(الطلة).

 

فالطلة هي سر الجاذبية الذي حير الكثير تفسيره هي ذلك الشيء الذي يسبب الراحة والشعور الطيب الذي يجذبنا بقوة نحو من نحبهم ونسعد بلقائهم وبالحديث معهم هي سر الله في كثير من خلقه... فمن منا يمكن له أن يختار روحه أو حتى شكله؟! من منا يستطيع أن يدخل قلوب من حوله مهما حاول أن يزين شكله أو يدعي لنفسه مكانة ليست له؟!

والإجابة بالتأكيد: أن لا أحد....

ومن هنا جاء دعاء النبي ﷺ «اللهم حسن خلقي كما حسنت خلقي». 

وذلك لأنه كان يدري أن قلوب الناس بين يدي خالقها وأن ليس لأحد منا أن يتحكم في قلوب من حوله أو حتى الاقتراب منها وإنما ذلك كله بيد الله -سبحانه وتعالى-.

بالفعل الطلة الحلوة رزق لكن من ناحية أخرى على قدر ما هي رزق على قدر ما هي ابتلاء بل وابتلاء كبير أيضا على أصحابها.

فلو ضربنا مثلا للدنيا كفدان أرض بمساحة أربعة وعشرين قيراط؛ ومع اعترافنا بأن بالتأكيد كل إنسان منا يأخذ الأربع وعشرين قيراط بشكل كامل في الدنيا وكل منا بالطبع له قسمته التي تختلف من شخص لآخر.

فتخيل معي أن هناك أحد قد أخذ على الأقل عشرين قيراط منهم فقط في هذه الطلة... فهل سيكون من السهل تقسيم باقي احتياجاتنا من الدنيا على الأربعة قيراط الباقين؟!

بالنسبة لي يبدو هذا الأمر من الصعوبة بمكان، ومع ذلك نجد أن صاحب الطلة هذا يعيش طوال عمره في حروب مع أناس هو لم يسع لها من الأصل... ما بين حاسد وحاقد وغيور وبين الذي يعتبره صفقة أو مشروع من الممكن أن يتعذب حرفيا لكي يصل إليه لكن ليس لأجله إنما من أجل تلك الطلة لكي يصنع منها واجهة يزين بها فساده وأخطاءه مثله كمثل غلاف الكتاب المزين المزخرف الذي إذا حاولت قراءته لن تجد به إلا التفاهة والهراء.

image about الطلة الحلوة رزق

وعندما تتأثر أو تنتهي تلك الطلة سيكون هو أول من يبتعد بل وينسى أو يتناسى فضل صاحب تلك الطلة (الصفقة أو المشروع) وذلك لأن الصفقة تكون قد انتهت وتحقق الهدف المطلوب بالفعل.

فالدنيا ليست كلها طلة فالشكل لا يدوم إنما الروح هي الدائمة وما يحدث من خلف تلك الطلة لأصحابها حقا هو أكبر بكثير من تحملهم... نعم؛ (الطلة الحلوة رزق) لكن لا يوجد أحد يستطيع اختيار شكله أو روحه إنما هو اختيار الله لخلقه بالكلية.

 

وفي النهاية أسأل الله أن يلهم أصحاب تلك الطلة الصبر على ما يعانوا منه في حياتهم. وأن نسأله أن يحسن خلقنا كما حسن خلقنا.

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة

المقالات

6

متابعين

7

متابعهم

7

مقالات مشابة