الهجرة من الريف الى الحضر فى مصر وتاثيرات الحروب الروسية الاوكرانية عليها ( المقال الاول)
المحتويات:
1- تعرف الهجرة ,الهجرة الريفية الحضرية .تاريخ الهجرات من الريف الى الحضر
2- أشكال الهجرة
3- اسباب الهجرة من القرية الى المدينة
4- الاثار المترتبة على الهجرة بالنسبة للريف والحضر
5- سبل الحد من الهجرة الريفية الحضرية
6- تداعيات الحرب الروسية الاوكرانية على الهجرة الريفية الحضرية فى مصر
تعد الهجرة الريفية الحضرية اليوم من أهم مظاهر حركة السكان في الدول النامية خاصة الدول العربية والتي مازالت نسبة سكان الأرياف فيها مرتفعة ، ويرجع هذا النوع من الهجرة إلى كل من عوامل الطرد في المناطق الريفية وعوامل الجذب في المناطق الحضرية . وهناك عوامل كثيرة تقف وراء الهجرة ، لكن تظل أهمها المحفزات الاقتصادية ، ثم الضغط السكاني والكثافة السكانية ، و تضاؤل الفرص الاقتصادية ، و ندرة الخدمات والمرافق وانخفاض الإنتاج الزراعي الذي يسبب الفقر والجوع ، وافتقار المناطق الريفية للاستثمارات الصناعية والخدمات الاجتماعية والصحية والتعليمية والثقافية ، كذلك فإن حدوث الكوارث والحروب وتعاقب حدوث الجفاف والفيضانات كلها تمثل عوامل طرد تدفع الريفيين للهجرة إلى المناطق الحضرية .
وفي الجانب الآخر تمتاز المدن بكثير من عوامل الجذب مثل كونها مراكز لفرص العمل ، وارتفاع دخول سكانها ، كما أنها مراكز للتعليم والثقافة والنقل والمواصلات والخدمات الاجتماعية ، مما أدى إلى اتساع الفجوة التنموية بين الريف والحضر بالرغم من تقدم وسائل النقل التي ساهمة إلى حد كبير في التخفيف من العزلة الريفية .
ويعتبر المواطن المصري من أوائل الذين مارسوا الهجرة من الريف إلى الحضر من قديم ، فقد كان المهاجرون يأتون من المناطق الريفية كثيفة السكان مثلما حدث في محافظات المنوفية ، وأسوان والقليوبية ، وأسيوط ،وجرجا ، وسوهاج ،وقنا إلى كل محافظات مصر خاصة القاهرة والإسكندرية .
ونظر ا لخطورة هذه الظاهرة على الريف الذي ظل فترة طويلة على هامش اهتمامات الدولة وبالتالي زادت الفوارق بين الريف والمدينة ، إضافة إلى إفراغ الريف من ساكنيه خاصة الفئات النشطة من الشباب والذين يمكن أن يساهموا في تطوير الريف ، مما دفع الكثير منهم إلى الهجرة إلى المدينة ،والتي عانت من تزايد كبير في عدد سكانها مما خلق مشاكل واختلالا في مستوى السكن وزيادة في الكثافة السكانية، حيث ظهرت بيوت الصفيح وانتشرت العشوائيات والبنايات غير المرخصة ، وانتشرت الجريمة نتيجة تفاقم البطالة وتردي مستوى الخدمات في الحضر .
ونظر ا لكل ما سبق يتطلب الأمر إلقاء الضوء على هذه المشكلة التي أصبحت سمة من سمات المجتمع المصري المعاصر ومن ثم تبدو أهمية : دراسة العوامل المرتبطة والمحددة لاتجاه الشباب الريفي نحو الهجرة إلى المدينة ، وأهمية معرفة المشاكل التي تعاني منها المناطق الريفية الآن و التي تدفع الشباب الريفي للهجرة
للمدينة . فهذا يوفر للقائمين على أمر التنمية البيانات العلمية التي تساعدهم على اتخاذ القرارات المناسبة ، والتخطيط السليم للتنمية في الحاضر والمستقبل .
تعريف الهجرة
الهجرة لغةً : من الفعل ( هجر و هجراً ) أي تباعد ,هجر الشئ أو الشخص هجراً وهجراناً :تركه واعرض عنه ,(هاجر ):ترك وطنه و (هاجر من مكان كذا, أو عنه): تركه وخرج الى غيره , (الهجرة ):إنتقال الناس من موطن الى أخر .
ولا يختلف تعريف الهجرة فى العلوم الاجتماعية عن تعريفها فى اللغة كثيراً حيث تعرف الهجرة فى علم الاجتماع كما يلى :-
تعرف الهجرة بأنها تغيير محل الإقامة من مكان (الأصل أو المغادرة) إلى مكان يطلق عليه (المقصد أو الوصول ) وبذلك تدخل الهجرة في إطار الانتقال والتحرك من الموطن الأصلي إلى محل إقامة جديدة على مسافة معينة يترتب عليها نتائج جغرافية وديموجرافية واقتصادية . وإذا كان هذا الانتقال داخل الدولة ذاتها تكون الهجرة داخلية وإذا تخطت الحدود الخاصة بدولة معينة تكون هجرة خارجية.
وتعرف الهجرة من الريف الى الحضر على انها:-
هجرة و إنتقال أفراد أو جماعة بصورة مؤقتة أو دائمة بصورة اختيارية أو قهرية من مكان ريفى الى مكان حضرى داخل الحدود السياسية للبلد الواحد
تاريخ الهجرات من الأرياف للحضر
تعتبر الثورة الصناعية نقطة تحول هامة في تاريخ البشرية، إذ إنّها أدّت إلى تسارع ملحوظ في عملية الهجرة من الريف إلى المدينة، كما أنّ ازدياد أعداد ساكني المدن أدّى بأصحاب المصانع إلى التفكير بتوسيع اعمالهم والتوجه نحو دفع القوة العاملة إلى مزيد من التخصص في الأعمال التي يقومون بها. بحلول القرن التاسع عشر كان هناك آلافٌ من العمال في الصناعة، إذ فاضت المدن بالمهاجرين من الأرياف على وعود بفرص عمل ورواتب مدفوعة، أغلبهم عاش في ظروفٍ مزرية، وأجبروا على العيش في أحياء فقيرةٍ مكتظةٍ وملوّثة، مغمورة بالنفايات والأمراض والقوارض، كما كانت المدن مصممة للتجارة والصناعة، فشوارعها نظمت بطريقة تراعي العمل ومتطلباته ونموه دون النظر إلى احتياجات الإنسان فيها كالخصوصية والاستجمام.
و قد تم تقسيم التسلسل التاريخي لأنماط الهجرة الريفية الحضرية المصرية إلى ثلاث مراحل :
المرحلة الأولى: من أوائل القرن التاسع عشر وحتى بداية الخمسينات والمهاجرون في هذه المرحلة هم المنفتحون ،الطموحون ،والأكثر معرفة وتعليما والأعلى من حيث المستوى الاقتصادي والاجتماعي ، وكان معظمهم من الصعيد خاصة أسوان وكان معهم خدمهم الأكثر فقرا والباحثين عن عمل ،
المرحلة الثانية : وهي فترة انطلاق الثورة وعصر التنمية (عصر الناصرية ) والتصنيع النشط ، والمهاجرون هم الذين جاءوا للعمل في المصانع التي أنشأتها الثورة في القاهرة وحلوان وهم الأكثر فقر ا والأقل تعليماً وكانوا يقومون بالأعمال غير الماهرة والخدمية.
المرحلة الثالثة : وهي مرحلة الانفتاح في منتصف السبعينات وحتى الآن ( عصر العولمة ) والمهاجرون فيها يشبهون المهاجرون في المرحلة الثانية مع اختلاطهم بالمهاجرين بدول الخليج والعراق والدول العربية الأخرى وفي بداية الثمانينات ظهرت حركة عمران كبيرة في القاهرة شجعتها موارد العاملين بالخارج إضافة إلى بناء المدن الجديدة مثل ( السادس من أكتوبر والعاشر من رمضان) مما جذب أعداد كبيرة من الريفيين إليهم .
======================================================
ترقبوا باقى الموضوع فى المقالات القادمة