الهجرة غير الشرعية (الاسباب والنتائج ووسائل الحد منها ) المقال الثالث
وسائل الحد من الهجرة غير الشرعية
هناك الكثير من الوسائل التى تستخدم للحد من الهجرة غير الشريعة منها ما يلى :-
- الوسائل الامنية والمتمثلة فى فرض الدولة سيطرتها على حدودها البرية والبحرية وزيادة نقاط المراقبة والتشديد على منافذ العبور ورفع كفاءة حرس الحدود وحرس السواحل .
- الوسائل القانونية والمتمثلة فى سن القوانين والتشريعات التى تعاقب على جريمة الهجرة غير الشريعة وتغليظ العقوبة .
- الاتفاقيات والمواثيق الدولة الخاصة بمكافحة الهجرة غير الشرعية .
وهذه الوسائل السابقة لوحدها ليست كافية للحد من ظاهرة الهجرة غير الشريعة ولذا كان يجب أن يكون هناك وسائل أخرى اكثر تأثيرا ومنها ما يلى:-
- التنشئة الاجتماعية سواء فى المدرسة او البيت والتى يجب أن تنمى قيمة العمل لدى الشباب وكذلك تنمية الشعور بالولاء والانتماء لديهم .
- التعليم يجب أن يتناول التعليم مشكلة الهجرة غير الشرعية ضمن المناهج الدراسية وكذلك عمل حملات توعية وندوات بالمدارس والجامعات الحكومية والخاصة عن أخطار الهجرة غير الشرعية وكذلك ربط التعليم بسوق العمل واكتشاف قدرات الطلاب وتنميتها وتطوير التعليم الفنى .
- الاعلان يجب أن يتبنى حملة إعلامية أو أكثر لمكافحة الهجرة غير الشرعية وتسليط الضوء على المخاطر الناتجة عنها هذا من ناحية ومن ناحية أخرى أن يقوم الاعلام بالعلان عن المشاريع والاستثمارات التى تقوم بها الدولة .
- مؤسسات المجتمع المدنى ورجال الاعمال والقطاع الخاص يجب أن يساهموا فى تمويل المشروعات التى تسهم فى الحد من ظاهرة الهجرة غير الشرعية وكذلك رعاية مشاريع المتميزين من الشباب والمخترعين الصغار والمواهب الرياضية والبحث العلمى مع الاعتماد على العمالة المصرية والاسهام فى إنشاء المدارس الصناعية وتوفير التامين الصحى والاجتماعى للعاملين .
- ضرورة قيام القطاع الخاص بالربط بينه وبين الورش الانتاجية الصغيرة والتى تقوم بانتاج نفس المنتجات التى يقوم بتصدرها القطاع الخاص .
- ضرورة قيام مؤسسات الدولة بالتوسع فى المشروعات كثيفة العمالة وتبنى المشروعات الصغيرة وزيادة المعروض من الوظائف للشباب .
- ضرورة قيام وزارة الشباب بعمل وتنظيم قوافل توعوية بالقرى التى يتواجد بها نسبة كبيرة من الهجرة غير الشرعية وكذلك التوسع فى برامج بناء القدرات وتمكين الشباب وإشراك الشباب فى إقامة المشروعات والمعارض وتنظيم ملتقيات التوظيف بالجامعات وعرض نماذج ناجحة من الشباب كنموذج للقدوة .
- ضرورة قيام وزارة القوى العاملة بعمل تسهيلات لإلحاق العملة بالخارج وتفعيل دور السفارات المصرية وتوفير مراكز تدريب تابعة لوزارة القوى العاملة لتأهيل الشباب .
- ضرورة قيام المؤسسات الدينية بتوجيه الخطاب الدينى بالمساجد والكنائس الى التوعية بمخاطر الهجرة غير الشرعية .
- ضرورة قيام وزارة التضامن الاجتماعى بعمل رصد لحالات الهجرة غير الشرعية وكذلك متابعة الحالات التى تم رصدها وتوفير التمويل للمشروعات الصغيرة ومتناهية الصغر .
وقبل كل هذا أو ذاك فإن هذه الجهود لن تؤتى ثمارها ولا النتائج المرجوة منها الا فى ظل مجتمع متوازن ينعم فيه الفرد وخصوصا الشباب بقدر كبير من الحرية والانتماء وإحساسهم بقيمتهم فى المجتمع و أن هناك من يهتم بهم وبمشاكلهم مجتمع تتوافر فيه كل مقومات عدالة توزيع الاجور والثروات وفرص العمل وإتاحتها أمام الكفاءات والمتميزين مجتمع يرعى البحث العلمى ويشجع عليه ويعطى القيمة للعلم و العلماء مجتمع ينعم بقدر كبير من التكافل الاجتماعى وبه مظلة للتامين الصحى تشمل جميع فئات الشعب عندها فقط سوف يكون هذا المجتمع جاذباً غير طارد لشبابه وبذلك يتم الحد من ظاهرة الهجرة غير الشرعية بل القضاء عليها تماماً .
=================================
فى النهاية نكرر أن الهجرة هى ظاهرة اجتماعية قديمة ومستمرة بفضلها تكونت حضارات ونشات مجتمعات وأنها قديم كانت تتم بصفة جماعية من الشعوب والعشائر فى سبيل البحث عن وضع أفضل للحياة عندما تسوء الاحوال المحيطة بالأفراد داخل مجتمعهم اى انها كانت فى معظم الاحوال قهرية وحتمية لا سبيل للإنسان غيرها للهرب من هذه الظروف السيئة وقد اتفقت جميع تعريفات الهجرة على أنها الانتقال من فردا أو جماعات من موقع الى أخر بحثاً عن وضع أفضل اجتماعياً أو اقتصادياً أو دينياً أو سياسياً .وعموما فإن هذا الانتقال إذا كان خارج حدود الدولة وتم باى طريقة غير مشروعة سمى (هجرة غير شرعية ) .وعليه فان الهجرة غير الشرعية فى معناه العام هى : التسلل عبر الحدود البرية أو البحرية والإقامة بدولة أخرى بطريقة غير مشروعة . والتعريف السابق للهجرة يحمل فى طياته دوافع الهجرة عموما والهجرة غير الشرعية خاصة وقد تناولنا فى البحث وسائل الحد من الهجرة غير الشرعية الا أنه اكدنا ونؤكد أن أفضل وسيلة للحد منها هو التنشئة الاجتماعية التى تنمى داخل الفرد الاحساس بالولاء والانتماء وكذلك قيمة العمل مع إعطاء الشباب القدر الكافى من الحرية و الاهتمام بهم وبمشاكلهم وتحقيق أكبر قدر من العدالة فى توزيع الاجور والثروات وتوفير فرص العمل المناسبة مع العمل على تنمية مهارات الشباب ورفع قدراتهم و الاهتمام بالعلم والبحث العلمى وتسليط المزيد من الضوء على أخطار الهجرة غير الشرعية عن طريق الاعلام المرئي والمسموع خصوصا السينما والتليفزيون لقدرتهما على الوصول والنفاذ الى الغالبية العظمة من الناس وقيام الاعلام بتغيير الصورة التى قام هو نفسه بترسيخها فى أزهان الشباب عن دول المهجر وتوضيح أنها ليست جنة الله فى الارض وليست مقصد وملاذ الحالمين وأنها كغيرها من دول العالم لها ما لها وعليها ما عليها بل على العكس قد تكون فى كثير من الاحيان أسوء حالا من الدول المصدرة للهجرة حيث طغت بها قيم ومبادئ بعيدة كل البعد عن الرحمة والإنسانية فى ظل الرأسمالية المتوحشة التى اجتاحت تلك الدول وفى النهاية فإن النجاح فى مدينة الإنسان الحقيقية هو الاساس وإن لم ينجح الانسان فى محيطه و أسرته فإنه يصعب عليه تحقيق النجاح فى مكان أخر .
====================================
المـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــراجع
(1)مجمع اللغة العربية المعجم الوجيز .ط 1 ,2014 ,الهيئة العامة للمطابع الاميرية ,القاهرة.
(2) محمد مغربى و أخرون الهجرة غير الشرعية في منطقة البحر الابيض المتوسط (المخاطر واستراتيجية
المواجهة ) ,2014 ,ابن القيم للنشر والتوزيع ,دار الروافد الثقافية .
(3) فايزة بركان أليات التصدى للهجرة غير الشرعية ,رسالة ماجستير ,جامعة الحاج لخضر ,
بانتة ,2011/2012.
(4) أحمد ممد هاشم الإعلام والهجرة غير المشروعة , كلية الحقوق جامعة طنطا المؤتمر العلمى الرابع 23-24 /4/2017
(5) حمدى شعبان الهجرة غير المشروعة (الضرورة والحاجة ) ,أكاديمية الشرطة - مصر .