الهجرة غير الشرعية ( الاسباب والنتائج و وسائل الحد منها ) المقال الاول

الهجرة غير الشرعية ( الاسباب والنتائج و وسائل الحد منها ) المقال الاول

0 المراجعات

 الهجرة غير الشرعية ( الاسباب والنتائج و وسائل الحد منها ) 

image about الهجرة غير الشرعية ( الاسباب والنتائج و وسائل الحد منها ) المقال الاول

المحتويات 

 

1- المقدمة 

2 - تعريف الهجرة والهجرة غير الشرعية .

3 -  أسباب ودوافع الهجرة غير الشرعية .

4 - إنعكاسات و أثر الهجرة غير الشرعية.

5 -بعض الاعمال السينمائية التى تناولت الهجرة وأثارها على  الهجرة غير الشرعية بالإيجاب أو السلب 

  -  وسائل الحد من الهجرة غير الشرعية  . 

 

 

 

 

بسم الله الرحمن الرحيم 

وبعد فان جميع الاديان السماوية قد حثت على حفظ النفس البشرية بل وعلى حفظ الحياة عموما  وقال تعالى (( ولا تلقوا بايديكم الى التهلكة )) صدق الله العظيم هذا وقد رسخت لذلك كل الاعراف والمواثيق والقوانين الدولية ومنظمات حقوق الانسان .

ونظراً لما لظاهرة الهجرة غير الشرعية من تاثير شديد الخطورة على حفاظ تلك النفس البشرية واثرها السلبية على الامم والمجتمعات المختلفة سواء المستقبلة او المصدرة لتلك الهجرة فسوف اقوم بتغطية بسيطةلها فى هذا المقال  . فعلى بركة الله نبدأ,

الهجرة ظاهرة اجتماعية عرفها الانسان والحيوان والطير منذ بدء الخليقة وبفضلها تكونت الحضارات ونشأت المجتمعات وفى القديم استغل الانسان الهجرة خلال بحثه و سعيه للتكيف مع الطبيعة التى يهاجر اليها و التى تتوافر فيها سبل العيش الكريم له و لأفراد اسرته أو العشيرة التى ينتمى اليها أى ان الهجرة في القديم كانت في اغلب الاحيان تتم على شكل جماعات بهدف الحفاظ على الحياة وهرباً من الجفاف أو موجات الجراد او الغزو مما يعنى ان معظم الهجرات التى في الماضي كانت حتمية لا سبيل أخر للإنسان غيرها وذلك دون قيد أو شرط أو إذن بالانتقال إلى مكان معين سوى أن يكون ملائما للعيش . إلا أنه في عصرنا الحالي ومع الزيادة المستمرة في عدد السكان وتردى الظروف الاقتصادية تبعاً لذلك وفى ظل ثورة الاتصالات والمواصلات التى ساهمت في تسهيل حركة الظروف الاقتصادية وتسهيل حركة انتقال الافراد بين الدول والتقدم العلمى والصناعى في بعض الدول ( الدولة المتقدمة ) مثل امريكا ودول غرب اوربا وما تصوره وسائل الاعلام المختلفة من أن هذه الدول تتميز بمستوى معيشى مرتفع وذات رفاهية عالية و بأن باقى دول العالم ( الدول المتخلفة ) فإنها دول تعانى من الفقر و إخفاض المستوى المعيشى وعدم القدرة على تبنى نموذج تنموى ناجح لا سباب تاريخية وجغرافية كل ذلك جعل الحالمون بفرص العمل الممتازة وجنى المال السريع او تحقيق الشهرة وخصوصاً من الشباب يتطلعون الى الهجرة أو الانتقال الى تلك الأراضي حيث إمكانية تحقيق احلامهم .

ومع تزايد الهجرة الى تلك الدول المتقدمة التى كانت ترحب بذلك في بدابة الامر من أجل توفير الأيادي العاملة التى تحقق لها مزيداً من التقدم الصناعى والاقتصادى خصوصا بعد الحرب العالمية الاولى والثانية .أدى ذلك الى الضغط على مرافق الدول التى يتم الهجرة اليها وزيادة البطالة بها  خصوصا بين ابناء تلك الدول الذين اصبح المهاجرون منافسون لهم في فرص العمل خصوصا أذا كان المهاجرون يتمتعون بمهارة عالية في بعض الحرف او الصناعات أو التفوق العلمى كل ذلك أدى الى أن تصبح الهجرة الحرة غير مرحبا بها من تلك الدول التى تتم الهجرة اليها مما جعل تلك الدول تقوم بفرض قيود وشروط للهجرة اليها الغرض منها الحد من عدد المهاجرين و الانتقائية في نفس الوقت وقد ساعد على ذلك ظهور فكرة الدولة ورسم المعالم والحدود وسن النصوص والتشريعات وتقنينها  ووضوح سيادة كل دولة على إقليمها سواء كان برياً أو بحرياً أو جوياً  وأمام كل ذلك من ناحية وتضييق فرص قبول الهجرة إلى الدول المرغوب فيها من ناحية أخرى لجأ الحالمون والباحثون عن فرصة العمل إلى أساليب غير مشروعة للنفاذ الى تلك الدول فظهرت ((الهجرة غير الشرعية )) .

ونظراً لخطورة هذه الظاهرة سواء على الدول المهاجر اليها او المهاجر منها  أو على المهاجر نفسه فقد وجب علينا إلقاء الضوء على هذه الظاهرة التي أصبحت مقلقة على المستولى الدولى والعالمى من الناحية الاقتصادية والاجتماعية والسياسة والامنية والنفسية  ومن ثم تبدو أهمية :  دراسة العوامل المرتبطة والمحددة لاتجاه الشباب للهجرة غير الشرعية ، وأهمية معرفة المشاكل التي يعاني منها الشباب في بلادهم وتدفعهم الى الهجرة غير الشرعية لعلنا قد نجد بين طيات هذا المقال ما يعننا على الحد من هذه الظاهرة غير محسوبة العواقب والتى يعانى منها الوطن العربى بأجمعه وليس أثقل ولا أمر على المرء من أن يتسلم ولده وفلذة كبده جثة هامدة إثر غرقه فى أحد مراكب الموت وليس مركب رشيد الذى كان على متنه 300 شاب مات منهم نحو 38 غرقاً عنا ببعيد . وسوف أحاول جاهداً من خلال العرض التالى  أن أغطى كل النقاط وأن كان هذا الموضوع من الصعب تغطيته بالكامل فى مقال واحد فإن أحسنت فمن الله وبفضله و إن لم يوافقنى الصواب فذلك من نفسى والتمس العذر فى ذلك .

تعـــــــــــــــــريف الهجـــرة غير الشرعية

الهجرة لغــــةً : مـن الفعل ( هجر و هجراً ) أي تباعد ,هجر الشيء أو الشخص هجراً وهجراناً :تركه واعرض عنه ,(هاجر ):ترك وطنه و (هاجر من مكان كذا, أو عنه): تركه وخرج الى غيره , (الهجرة ):انتقال الناس من موطن الى أخر . 

والهجرة حق من حقوق الانسان أمرت به وحثت عليه الاديان السماوية قال الله سبحانه وتعالى (( ألم تكن أرض الله واسعة فتهاجروا فيها)) ( النساء – الآية 97 ).

 كذلك أقرتها مواثيق الأمم المتحدة حيث أقرت بأن الانتقال من مكان إلى اخر هو حق من حقوق الانسان دون قيد او شرط و أنه لا يحق لدولة حرمان أي مواطن من حق السفر الا فى حالات معينة .

ولا يختلف تعــريف الهجــرة فى العلوم الاجتمــاعية عــن تعريفهـا فى اللغة كثيراً حيث تعرف الهجرة فــى علــم الاجــتماع كما يلى :-

تعرف الهجرة بأنها تغيير محل الإقامة من مكان (الأصل أو المغادرة) إلى مكان يطلق عليه (المقصد أو الوصول ) وبذلك تدخل الهجرة في إطار الانتقال والتحرك من الموطن الأصلي إلى محل إقامة جديدة على مسافة معينة يترتب عليها نتائج جغرافية وديموغرافية واقتصادية .  وإذا كان هذا الانتقال داخل الدولة ذاتها تكون الهجرة داخلية وإذا تخطت الحدود الخاصة بدولة معينة تكون هجرة خارجية. 

ومن منظور علم السكان 

فإن الهجرة تعنى : الانتقال فردياً كان أو جماعياً من موقع الى أخر بحثاً عن وضع أفضل اجتماعياً أو اقتصادياً أو دينياً أو سياسياً .وعموما فإن هذا الانتقال إذا كان خارج حدود الدولة وتم باى طريقة غير مشروعة سمى (هجرة غير شرعية ) .وعليه فان الهجرة غير الشرعية فى معناه العام هى : التسلل عبر الحدود البرية أو البحرية والإقامة بدولة أخرى بطريقة غير مشروعة .

وتعرف  الهجرة غير الشرعية من وجهة النظر القانونية :

بانها  الدخول والخروج غير القانوني من والى إقليم أو دولة من قبل أفراد أو جماعات من غير الأماكن المحددة لذلك دون التقييد والاعتداد بالضوابط والشروط الشرعية التي تفرضها كل دولة في مجال تنقل الأفراد.

أما من وجهة نظر علم الاجتماع فتعرف الهجرة غير الشرعية بانها :

 ظاهرة تنشأ بتأثير نموذج يحتذى به . وتلعب وسائل الاعلام دورا هاماً حيث أن الفرد الذى يمتلك استعدادا للهجرة يندفع بقوة التقليد نحو ممارسة هذا السلوك فيصبح مخالفاً بذلك القيم والمعايير التى يشترك فيها غالبية الناس ويصبح بذلك فعل المغادرة غير الشرعية للبلاد سلوك منحرف مع إضفاء وصمة الإنحراف على المهاجر غير الشرعى مما يبلور نقمة الجمهور ضد الشخص الذى يمارس هذا السلوك . 

أسباب الهجــــرة غير الشرعية ودوافعها 

ترجع أسباب الهجرة غير الشروعية – وفقا لآراء العديد من الباحثين – إلى مجموعة من الأسباب الاقتصادية و الاجتماعية والسياسية ، وتفصيلها على الوجه التالي

  1. - الدوافع الاقتصادية 

وهي أهم الأسباب التي تدفع الافراد  لخوض هذه المغامرة دون الاكتراث بما يكتنفها من مخاطر أو مخالفات قانونية. ويمكن تلخيص هذه الأسباب فيما يعانيه هؤلاء المهاجرون من بطالة أو انخفاض الأجور وتدني مستوى المعيشة في أوطانهم ، وفي المقابل التطلع إلى الجنة الموعودة في بلاد المهجر والتي تتمثل في الأجور المجزية وتسهيلات البحث العلمي والتقدير الذي يلقاه الموهوبون وغيرها من العوامل التي تجذب الأفراد والكفاءات إلى تلك البلاد. والملاحظ أن دول الطرد غالبا تكون من الدول الفقيرة ( دول أمريكا اللاتينية والأفريقية والأسيوية ) ، وأن دول الجذب هي الدول المتقدمة مثل الولايات المتحدة الأمريكية والغربية الأوروبية. وتزداد المشكلة تعقيدًا مع ارتفاع معدلات الفقر في الدول الفقيرة واتجاه الدول الغنية نحو الانتقائية وتضييق فرص الهجرة المشروعة في وجه الراغبين في الهجرة إليها .

2 -  الدوافع الاجتماعية

ترتبط الدوافع الاجتماعية بالدوافع الاقتصادية ارتباطا طرديا . فالبطالة وتدني مستويات المعيشة على الرغم من آنها عوامل اقتصادية ، إلا أنها ذات انعكاسات اجتماعية ونفسية وأمنية سلبية في ذات المجتمع التي تنشأ فيه. فالأفراد يتطلعون إلى الهجرة بدافع حلم النجاح الاجتماعي أو بحثا عن الوجاهة الاجتماعية المفقودة في بلادهم بفعل البطالة والفقر، ويندفعون نحو الهجرة وقبول المخاطرة ، إلى الحد الذي يقبلون فيه أي عمل – مهما كان مذلا أو تافها – سعيا وراء تحقيق أحلامهم الذاتية. وتحولت فكرة الهجرة إلى عملية ضرورية ومؤقته لمدة سنتين أو خمس يتم خلالها جمع أكبر قدر من المدخرات اللازمة للزواج وتوفير مسكن لائق ومشروع صغير لاستكمال مسيرة الحياة.... وهكذا تصبح الأوضاع الاجتماعية إحدى الدوافع الشديدة التي تدفع الشباب على اختلاف تخصصاتهم إلى الهجرة إلى البلدان الغنية ، مما يؤدي إلى إنتشار ظاهرة الهجرة حتى ولو كانت في صورتها غير المشروعة. ويضيف البعد الديموجرافي ( السكاني ) مزيدا من التعقيد على مشكلة الهجرة غير المشروعة ، من خلال الزيادة المطردة في تعداد السكان في الدول الفقيرة مقابل انخفاض كبير في تعداد السكان في الدول الغنية مما يتوقع معه زيادة محاولات الهجرة غير المشروعة من الدول الفقيرة إلى الدول الغنية .

3 -  الدوافع السياسية

 تؤدي الصراعات السياسية ، ونظم الحكم الجائرة ، إلى هروب نسبة كبيرة من المواطنين إلى الدول المجاورة الأكثر ديموقراطية ، أوالتي يشيع فيها الهدوء والسلام . ولكن الحروب الدولية ، والحروب الأهلية تأتي على رأس قائمة الدوافع السياسية التي تؤدي إلي الهجرة إلى أي بلد آخر حيث الأمن والاستقرار ، فإذا لم يفتح هذا البلد حدوده لهؤلاء المنكوبين الفارين من جحيم الحروب بطريقة مشروعة ، فلا خيار أمامهم سوى الهجرة غير المشروعة مهما كانت العواقب. وبنظرة سريعة على الخريطة العالمية نلحظ بوضوح تزايد أعداد الحروب الدولية والأهلية في كثير من دول العالم وخاصة خلال السنوات الأخيرة ، آما في العراق وفلسطين وأفغانستان ودول البلقان وبعض الدول الأفريقية مثل السودان والصومال وغيرها وليس سوريا وقضية اللاجئين السوريين عنا ببعيد  .

4- العــــــــــــــــــــولمة 

تعكس العولمة واحدة من أشد تعقيدات الحياة العصرية من التكنولوجيا والاسواق الحرة وتدوير راس المال والمنافسة فى الاسواق العالمية مما يجعل الحياة اليومية صعبة ومعقدة ومكلفة  وانتقلت  إرهاصات العولمة الى العالم الفقير اساسا او متوسط الدخل فى احسن الاحوال فحملت العولمة الانهيار للاسواق الوطنية من الاقتصاديات امام تيار الرأسمالية  وقوى السوق مع عدم قدرتها على المنافسة , مع تنوع الخدمات والسلع و زيادة السكان فى العالم وضعف دور الدولة فى توفير الضمان لحياة الافراد فى ظل غياب الدور المنوط  بمؤسساتها وكل هذا انعكس على عدم قدرة الافراد على الحصول على مستلزمات الحياة الكريمة ونتيجة لذلك أثير لدى الشباب الحالم بالحياة الكريمة المتطلع الى بناء مستقبل زاهر الرغبة فى الهجرة لتغيير الوضع السيئ الذى يعيش فيه .

5 – الدوافــــع البيئيــــة 

تدفع العوامل المناخية السيئ والتقلبات المناخية والكوارث الطبيعية كل عام باعداد هائلة من البشر الى الحراك والهجرة لاسيما فى المجتمعات والدول ذات البنيات و الهياكل الاقتصادية المتخلفة والتى تعتمد على الزراعة بالاضافة إلى انعدام العدالة فى التوظيف وتوزيع الثروات ما يفرز ويفتح المجال واسعا امام بروز ثقافة جمعية طاردة يتولد معها الرغبة فى الهجرة إلى اماكن اكثر أمانا تتوافر فيها سبل الحياة الكريمة واوضاع بيئية أفضل .

6- العوامل المحفــزة 

وتتجلى فى صورة النجاح الاجتماعى للمغتربين وأثار الإعلام 

أ ) صورة النجاح الاجتماعى :

  الذى يظهره المهاجر عند عودته إلى بلده لقضاء العطلة حيث يتفانى فى إبراز مظاهر الغنى (سيارة ,هدايا ، استثمار عقاري , الخ ) وهكذا يرى من يحلم بالانتقال والهجرة الى المدينة او الدولة القادم منه المهاجر بانها مدينة الاحلام والجنة المنتظرة و أنها الامل الوحيد فى تحقيق ما يرغب به اى شاب طموح ومتطلع الى غد افضل حتى لو كان ذلك بطرق غير شرعية وعلى حساب حياته أيضاً.

ب) أثار الاعلام 

 لعبت وسائل الاعلام وتكنولوجيا المعلومات دوراً بارزاً فى تطوير ثقافة الهجرة غير الشرعية ,حيث إن تكنولوجيا الإعلام فرضت على عالمنا نوعيتان من الحياة متباينتين تصلان الى درجة التناقض ..

الحياة الاولى : هى نوعية الحياة السائدة فى مجتمعات الدول المتخلفة والنامية والتى يعيش فيها الشباب المقدم على الهجرة حيث تردى الأوضاع الإقتصادية  والمعيشية وغياب فرص العمل .

الحياة الثانية : وهى نوعية الحياة التى تعيشها المجتمعات الاوربية والدول المتقدمة حيث تتوافر شبكة أمان و تأمين إجتماعى ضد العوز و الحاجة وحيث تتوافر فرص العمل بأنماطه المختلفة و بمعدلات كفاية .      

وهذه الصورة التى صورها الاعلام كانت حافزاً أثار لدى الشباب الحالم بالحياة الكريمة المتطلع الى بناء مستقبل زاهر الرغبة فى الهجرة لتغيير الوضع السيئ الذى يعيش فيه .

إضافت الى كل ما سبق فان الاشخاص المطلوبين أمنياً سواء فى جرائم قتل او إختلاس أو مخدرات او إرهاب يلجأ الكثير منهم الى الهجرة غير الشرعية لبعض الدول الاجنبية هرباً من الملاحقة الامنية خصوصأ الى الدول التى لا يوجد بها اتفاقية تسليم مجرمين مع دول أخرى .

==========================

انتظر باقى الموضوع فى المقال القادم 

 

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة

المقالات

27

متابعين

70

متابعهم

92

مقالات مشابة