*العالم الأزهري الذي كفّر خطيب الجمعة دفاعًا عن النبي ﷺ: الشيخ محمد شاكر وموقف يهزّ القلوب
العالم الأزهري الذي كفّر خطيب الجمعة دفاعًا عن النبي صلى الله عليه وسلم
الشيخ محمد شاكر وموقف يهزّ القلوب

العنصر الأول: مقدمة – عندما يعلو صوت الحق
في زمنٍ كان فيه المدحُ للملوك والتقربُ إلى السلاطين سبيلاً للمناصب، وقف عالم أزهري شامخ، لا يخشى في الله لومة لائم.
ذلك هو **الشيخ محمد شاكر** – وكيل الأزهر الشريف في زمانه، ووالد المحدث الكبير **الشيخ أحمد شاكر** – الذي كتب اسمه بحروفٍ من نور في سجل العلماء الربانيين، بعدما تصدى لخطيبٍ تطاول على مقام النبي ﷺ صلى الله عليه وسلم دون أن يدرك حجم جرمه.
القصة لم تكن مجرد حادثة فقهية، بل كانت **معركة بين الإيمان والنفاق، وبين حب النبي ﷺصلى الله عليه وسلم ومجاراة السلطان.**
العنصر الثاني: خلفية المشهد – تكريم طه حسين وخطبة الجمعة
تبدأ القصة في ثلاثينيات القرن الماضي حين عاد **طه حسين** من فرنسا بعد دراسته، فكرمه **الملك فؤاد الأول**، وأقيمت **خطبة جمعة احتفالية** حضرها الملك، وطه حسين، وكبار رجال الدولة والعلماء.
وفي لحظة أراد فيها الخطيب أن يُظهر ولاءه للسلطان، وقع في **زلة لسان مهلكة**.
قال في مدحه للملك: “لا عبس ولا تولّى لما جاءه الأعمى.” قاصداً الإشارة إلى أن السلطان لم يتضجر من تكريم “الأعمى” (طه حسين).
> لكن هذه الجملة، رغم ظاهرها البريء، كانت تحمل في طيّاتها **تعريضاً بالنبي محمد ﷺ*صلى الله علية وسلم * الذي نزلت فيه الآية الكريمة ﴿عَبَسَ وَتَوَلَّى أَنْ جَاءَهُ الْأَعْمَى﴾.
العنصر الثالث: الموقف الحاسم – وقوف وكيل الأزهر
بعد انتهاء الصلاة، وقف **الشيخ محمد شاكر** شامخاً بين الناس، وقال بصوتٍ عالٍ: “أعيدوا صلاتكم ظهراً، فإن الخطيب قد كفر!”
ضج المسجد بالدهشة، لكن الشيخ لم يتراجع. كان يعلم أن ما قاله الخطيب **تعريضٌ صريح بالنبي ﷺ**، إذ جعل السلطان أعظم من الرسول الذي عاتبه الله.
> فما كان من الناس إلا أن أطاعوا، وأعادوا الصلاة، **توقيراً لرسول الله ﷺصلى الله علية وسلم **، واتباعاً لقول العالم الصادق الذي لم تأخذه في الله رأفة.
العنصر الرابع: البعد الشرعي – لماذا كفّر الشيخ الخطيب؟
الشيخ محمد شاكر لم يتكلم عن هوى. بل استند إلى قاعدة شرعية راسخة:
من **ينتقص من قدر النبي ﷺ أو يعرض به سخرية أو مقارنة تفضيلٍ على وجه التعريض أو التهكم، فقد كفر**.
الخطيب، بقوله، جعل السلطان منـزهاً عن “العبوس والتولّي” بينما نسب ذلك إلى النبي ﷺ، وهو **ذمٌّ ضمني لخير الخلق**.
قال تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ﴾.
فلم يكن الشيخ شاكر متسرعاً، بل **عالماً غيوراً على جناب النبوة.**
العنصر الخامس: المواجهة أمام السلطان والقضاء**
لم يكتفِ الشيخ بالحكم الشرعي، بل **رفع رسالة إلى السلطان حسين كامل** (سلطان مصر آنذاك) يُبلغه بما حدث.
وعندما حاول بعض المتملقين أن يوغروا صدر السلطان عليه، أجاب السلطان بحكمة:
> “الأزهر أدرى وأعلم، وأنا لا أستطيع أن أحمي خطيباً أعرض بالنبي ﷺصلى الله عليه وسلم .”
> لكن الخطيب، بإيعاز من بعض المنافقين، رفع **قضية ضد الشيخ محمد شاكر** بتهمة “التشهير”.
> وفي المحكمة، قال الشيخ شاكر للقاضي بثقة العلماء:
> “أنا لا أريد علماء الأزهر ولا أهل اللغة العربية، بل أريد مستشرقين كافرين بالله، ليقولوا: هل ما قاله الخطيب تعريض بالنبي أم لا؟”
> حينها **أُسقطت الدعوى**، وسحب الخطيب قضيته خجلاً، ثم فُصل من عمله.
العنصر السادس: العقوبة الإلهية – كما يرويها ابنه
بعد أعوامٍ قليلة، يروي **الشيخ أحمد شاكر** – ابن الشيخ محمد شاكر – قائلاً:
> “والله لقد رأيت الخطيب بعيني بعد بضع سنين، وكان متكبراً متعالياً، فأصبح ذليلاً مهيناً، خادماً على باب مسجدٍ من مساجد القاهرة، يتلقى نعال المصلين.”
> ويضيف:
> “لم أشمت به، لكني رأيت فيه آية من آيات الله. ومن يهن الله فما له من مكرم.”
> هكذا كان الجزاء في الدنيا قبل الآخرة، **جزاء من مسّ مقام النبي ﷺ صلى الله عليه وسلم بسوء.**
العنصر السابع: العبرة والعظمة – حين قال الحق فهابه السلطان
لم يكن الشيخ محمد شاكر مجرد فقيه، بل **رمزاً لهيبة الأزهر**، وصورة للعالم الذي لا يُباع ولا يُشترى.
أعظم ما في الموقف أن **السلطان نفسه لم يعترض**، بل أقرّ للعلماء بحقهم في حماية العقيدة.
فقال مقولته الخالدة:
> “الأزهر أدرى وأعلم، ولا أستطيع أن أحمي من تعرّض لسيدنا رسول الله ﷺ.”صلى الله عليه وسلم
> كلمات خالدة تُثبت أن **من يعظّم النبي، يعظّمه الله.**
العنصر الثامن: خاتمة – دروس من موقف خالد
تلك الحادثة لم تكن مجرد قصة تاريخية، بل **درسٌ خالد للأمة كلها**:
أن الدفاع عن النبي ﷺ لا يُقاس بالمناصب، بل بالغيرة الصادقة والإيمان الحق.
لقد ضرب الشيخ محمد شاكر أروع مثال في **الولاء للرسول ﷺصلى الله عليه وسلم والجرأة في قول الحق**، حين سكت الناس ونطق هو.
ولذا قال المحدث أحمد شاكر بعد سنوات:
“كان أبي رجلاً، والعلماء الحقيقيون لا يخافون إلا الله.”
رحم الله الشيخ **محمد شاكر**، الذي علمنا أن **حب النبي ﷺ ليس شعاراً يُرفع، بل موقفٌ يُثبت**.
هذة هى قصة العالم الأزهري الشيخ محمد شاكر الذي كفّر خطيب الجمعة دفاعًا عن النبي ﷺ حين تعرّض له بالتعريض، فوقف وحده أمام السلطان والعلماء ليصون مقام النبوة.