
"مش غبي ...... بس مش شبههم "
“ الذكاء مش رقم… والنجاح مش سباق سرعة"
قبل ما تبدأ تقرأ، لازم تبقى عارف إن المقال ده هيهدّ معتقداتك القديمة عن الذكاء.
كلنا بنتقاس بمسطرة واحدة، رغم إن في ناس دماغها مخلوقة بمعادلة محدش فاهمها غيرها.
المقال ده مش معمول عشان يرضيك… معمول عشان يفوّقك.
ولعله يكون بداية تتحرك بيها من دايرة "أنا مش ذكي" أو "أنا مش كفاية".
أول حاجة لازم تصدقها:
مفيش شخص غبي.
أيوه، زي ما قريت كده.
كل البشر اللي ربنا خلقهم أذكياء، بس كل واحد بدرجة معينة أو في مجال مختلف.
وعلميًا مفيش حاجة اسمها إنسان معدل ذكائه صفر.
أقل معدل ذكاء تم تسجيله في التاريخ كان حوالي 20–25 IQ، وده في حالات نادرة جدًا، ومع ذلك، الشخص بيكون قادر يتفاعل مع العالم حواليه بشكل بسيط.
يعني حتى اللي عنده أضعف معدل… لسه عنده نوع من الذكاء.
الذكاء مش شرط إنك تذاكر بسرعة، أو تفهم من أول مرة.
كتير بنسمع الجملة الشهيرة دي:
> "هو أحسن منك في إيه يعني؟ هو عنده مخين؟"
بصراحة؟ لأ. هو عنده مخ واحد زيك.
بس آه، في ناس فعلاً معدل ذكائهم أعلى.
بس السؤال المهم:
العبرة بالمعدل ولا بالنتيجة ؟
“ الذكاء يعوض بالمجهود ”
ناس كتير عاشوا وماتوا وكانوا أذكى منك بمراحل، بس ما عملوش حاجة تُذكر.
وفي ناس كانت قدراتهم محدودة، بس بجد اشتغلوا ووصلوا.
فكر فيها كده:
اللي شاطر بس نايم… عمره ما هيوصل.
واللي عادي بس مكمل… هيوصل قبله وعشان كدا هتفضل من أغبى الجمل اللي سمعتها:
> "اعمل بذكاء مش بمجهود، أصل لو بالسعي والتعب كان الحمار بقى قاعد على ذهب."
الحقيقة؟ أنا مش معترضة على الجملة كلها، أنا معترضة على الفكرة.
لأن ببساطة:
إنت مش حمار. إنت إنسان
وأنجح الناس حاليًا؟
آه، كانوا أذكياء…
بس كانوا بيشتغلوا بمجهود مرعب.
زي مين مثلًا؟
زي إيلون ماسك، اللي بيشتغل من 14 لـ16 ساعة في اليوم ما بين Tesla وSpaceX، وبيقول إن نومه أحيانًا بيبقى على الأرض جنب مكتبه.
وزي جيف بيزوس، مؤسس Amazon، اللي في بداياته كان بيشتغل بالـ12 ساعة يوميًا في جراج بيته.
وزي بيل غيتس، اللي بدأ Microsoft وهو مراهق، وكان بيشتغل بالساعات لدرجة إنه ينسى ياكل.
وزي جاك ما، مؤسس Alibaba، اللي كان بيشتغل ست أيام في الأسبوع من 9 الصبح لـ9 بالليل.
ووارن بافيت، رغم إنه كبير في السن، لكنه بيقضي يومه ما بين القراءة والتحليل 6 لـ8 ساعات يوميًا.
الناس دي ما كانتش نايمة، ولا كانت معتمدة على ذكاءها بس.
همّ جمعوا بين الذكاء + الشغل الحقيقي.
“ المهم توصل … مش توصل بسرعة ”
ممكن غيرك يذاكر ساعتين يخلص كل حاجة، وإنت تفضل 12 ساعة على نفس الدرس.
بس في الآخر، النتيجة هتكون واحدة.
إنت وصلت، حتى لو اتأخرت.
والمقارنة في السرعة عمرها ما كانت مقياس حقيقي لأي حاجة.
وهنا هيجي سؤال في بالك انا عارفة يخلينا نتنقل للنقطة التانية
طب هو دا مش ظلم؟
أنا أشتغل بالساعات، وغيري ينجز في وقت أقل؟ ربنا ليه مدينا معدلات ذكاء مختلفة؟"
الإجابة بكل بساطة:
لأ، مش ظلم.
ومش هقولك بقى عشان توازن الحياة والكلام بتاع ميس في الابتدائي.
بس هفكرك بآية :
"نحن قسمنا بينهم معيشتهم في الحياة الدنيا، ورفعنا بعضهم فوق بعض درجات ليتخذ بعضهم بعضًا سُخريًا."
– سورة الزخرف، الآية 32
معنى الآية بأسلوب تفهمه:
نفترض دلوقتي إنك شغال موظف في شركة، فأنت دلوقتي أقل من صاحب الشركة وشغال لصالحه.
في نفس الوقت، وإنت مروح، بتعدي على السوبر ماركت تشتري حاجة، الكاشير اللي واقف بيحسب الحاجة ويعبيها، هو أقل منك وشغال لصالحك.
وهكذا دايرة الحياة ماشية:
عبارة عن درجات، مفيش إنسان أقدر أقول عليه أعلى حد، ولا إنسان أقدر أقول عليه أقل حد.
هي دايرة كلنا شغالين فيها لصالح بعض من غير ما نحس.
وطبعًا، معيار مين أعلى أو أقل مش الذكاء بس.
في عوامل كتير:
الحالة المادية، طبيعة الظروف، نمط الحياة، الدراسة…
بس دا مش موضوعنا دلوقتي.
لو الكلام دا لسه مش مقنعك…
فإنت وأنا عارفين إن ربنا مش ظالم. ودي لوحدها كفاية.
وأي نقص عندك في أي حاجة، ربنا عوّضه بزيادة في حاجة تانية ناقصة عند غيرك.
و"ربنا مش بيدي كل حاجة لحد"… ودي نقطة لازم تفضل ثابتة في دماغك.
اللي أذكى منك، أكيد عنده حاجة أقل منك، مش شرط تبان ليك…
بس خليك متأكد انها موجودة.
وفي الختام يا صديقي :
المجهود عمره ما كان مقياس للغباء.
والإنجاز السريع عمره ما كان مقياس للذكاء.
العبرة في النتيجة.
واللي يوصل… هو اللي يحكي.
في أقل منك… ووصل.
وفي أعلى منك… ومقدرش يوصل.
لأن ببساطة:
النجاح مش صدفة… النجاح قرار.
قرار إنك تبدأ، وتكمل، مهما كانت إمكانياتك.
شهد حسن ..