كيف أكون أم مثالية

كيف أكون أم مثالية

3 reviews

خدعوك فقالوا:  “الأم المثالية هي الزوجة والأم المربية الجيدة، هي التي عليها أن تُضحي كثيرًا لأجل أطفالها ؛ فتُضحي بعُمرها وبوقتها وصحتها، وأن تكون مُعطائه لأبعد الحدود، وعليها أن تتحمل حتى وإن كانت تمر بأوقات عصيبة".

 هنا أصبحت الأم تسعى لذلك أن تكون أُم مثالية لا ينقصها أمر في تربية أبناءها لتنشئتهم تنشئة صالحة مثالية! لكن هذا وضع الأم في ضغوطات نفسية عالية وعليها ألا تشتكي أو تعاني وأصبحت لا تتقبل أخطائها ولا أخطاء أبناؤها؛ فأصبحت تُعاني من مثالية أو وهم الكمال. فالمجتمع خدعكِ بتلك الصفات لترسيخها بداخلك وكأنها هو الطريق الصحيح لتكوني أُم مثالية.

نتوقف للحظة ونُفكر!  
-  هل على الأم أن تكون مثالية لا تخطئ أو تُعاني؟! 
فالإجابة: لا، لا ينبغي أن تكون الأم  كذلك؛ الأم نفس إنسانية أي بها ضعف ونقصان كأي بشر فكيف تكون مثالية أو تسعى للمثالية! 

- هل الإسلام يحثُ الأم على المثالية في التربية؟
الإجابة: لا، الإسلام يحث الأب والأم على التربية بحكمة ولطف وحزم مع خلق بيئة آمنة للطفل لتعلم من أخطاءه ولبناء شخصية قوية صالحة، لذلك يدعو الإسلام الأب والأم للحكمة والصبر والحزم واللطف وكذلك التقبل أي تتقبل طفلك كما هو بأخطاءه كي تتمكن من معالجة الأخطاء بشكل صحيح. ونلاحظ هنا أن الإسلام لم يخص الأم فقط بالتربية بل على الأب أيضا فهُما يُكملان بعضهما البعض في التربية، لذا وجب وضع خطة على أقل في تربية الأبناء.

 

إذًا، كيف أكون أم ومُربية جيدة؟ 

لتكوني أم ومُربية جيدة عليكِ بالبدء بذاتك، ما معنى ذلك! التربية الحقيقية هي تربية الأب والأم لذواتهم أولًا  أي يجتهدان في تزكية أنفسهم  وإصلاحها من الصفات والطباع الغير جيدة مع تطوير النفس بشكل صحيح؛ مثلا إن كان أحد الوالدين يعانون من عصبية فمن الطبيعي أن يكون الطفل كذلك- فهو يكتسب الصفات من والديه- أما المحاولة لإصلاح تلك الصفة في المُربي يجعل الأمر أهدأ مع الطفل وتعليمه كيفية إدارة المشاعر؛ وهذا لا يعني ألا سنغضب لكن لن يكون هو الأسلوب السائد المعتاد عليه الطفل!
فالأصل تهذيب النفس من صفات كالعصبية والغضب وكذلك السعي نحو الكمال والمثالية، والصوت العالي والعنف بأي شكل من أشكاله وغيرهم من صفات سلبية.

الأم  المُربية:

عليها أن تتقبل ذاتها بما هي عليه بأخطائها وبماضيها ثم تهذيب النفس وإصلاحها من الشوائب وتطويرها، ثم تُغير من تفكيرها خاصة في نقطة المثالية سواء كان بها أو مع أطفالها فتتقبل أنها مُخطئة وستُخطئ مع أطفالها-هذا أمر طبيعي-  فعند الخطأ ستُدرك ما ينبغي عليها إصلاحه، وتتقبل أخطاء أبناءها فالتعلُّم لن يأتي إلا بالخطأ مرارًا وتكرارًا؛ كما أيضا عليها ألا تضيع حق نفسها في العطاء والراحة وغيرهم كما قال الرسول “ ولنفسك عليك حق” 

      إذًا، أهم صفات الأم المربية:

  1.  صبر وتغافل ومرونة “ تصبر على طفلها ولا تستعجل وتصبر على أخطاؤه التي حتما سيقع بها مرارًا وتكرارًا، وتغافل ألا تعلق على كل أخطاء وأفعال تصدر من الطفل بل نعلق على الأمور الهامة كتعدي الحدود مع الأم أو الأخطاء الكبيرة هنا يكون هنالك وقفات”
  2.  حزم وحكمة “ والحزم ليس معناه الشدة بل هو تطبيق القواعد والحدود بوضوح وثبات مع مراعاة احتياجات الطفل لا بأوامر مستمرة ؛ مثلا وضع حد بعدم التعدي على  الأم سواء كان بفعل أو بالصوت مع قاعدة تنبيه على السلوك ثم وضع عقاب إذا لم يُستجاب للتنبيه. والحزم ضده التهاون والتساهل،مثل تَمُر الأم سلوكيات الطفل فيها تعدي بحجة أنه صغير ولم يُدرك أو بحجة عدم المقدرة الأم على الطفل! فالحزم يبني للأم شخصية أمام أبناءها”
  3. الحب والتفاهم" الحب احتياج للطفل يُشعره بأنه محبوب ومقبول وآمن حتى إن أخطأ فهو مقبول- نوضح له أنه مقبول لكن السلوك الخاطئ لا- فتُعطي الأم الحب بتقبله كما هو بطباعه وصفاته وكذلك الأخطاء، وأيضا بالقُبلات والأحضان والكلمات اللطيفة الطيبة دون سبب، وأيضا تُسمعه مع محاولة فهم مشاعره واحتياجاته"
  4. الدعم والتشجيع “ يحتاج الطفل لسماع كلمات طيبة تشجعه لا كلمات سلبية، فكلمة أنت فاشل لن تُجدي معه نفعًا بل سيكون تأثيرها أسوأ على نفسية الابن؛ بل يحتاج لكلمات مثل أعلم أنك تبذل أو بذلت جهدك .. يُعجبني رأيك وتفكيرك ووجهات نظرك.. أعلم أنك ستُفكر في هذا الأمر بجدية.. لا بأس بالخطأ والفشل بل نتعلم منه.. وغيرهم؛ تلك العبارات سحر في قلب الابن"
  5. المصاحبة “ أن تكون الأم صاحبة الابن أو الابنه بذكاء لا بتعدي الحدود، فتُسمعه ما الذي يشعر به أو يُفكر به وتشاركه في أفكاره وآراؤه مع ترك حرية -محدوة- له في الاختيارات تضعها الأم أو الأب لمصلحته وهو يختار بينهم؛ والمصاحبة لا تعني أن تحكي المشاكل الشخصية أو الزوجية للابن ويتدخل في تلك المشاكل! هذا خطأ”
  6. القدرة على الحوار “ وهي صفة أساسية بها تستطيع الأم والأب التفاهم مع الابن وحمايته من المخاطر الفكرية أو النفسية وتلك الصفة تكون بعد كسب الابن ثقة بوالديه بالصفات السابقة؛ والحوار يكون بلغة يفهمها الابن ومواضع مهمة تُناقش معه بطرق غير مباشرة أو مباشرة، مثل نقاش موضوع كيفية اختيار الصديق؟ ما رأيه في موضوع كذا؟ وهكذا والحوار لا بالسيطرة  وفرض الرأي بل بالأدلة الدينية والعلمية ولكن إن كان الأمر تنفيذ لأمر ديني  فعليه أن يُنفذ- هذه قاعدة تُوضع في النقاش- ” 
  7. مساعدة الابن على البر “مساعدة الابن على بر الأم أو الأب، بالأفعال الحسنة والمساعدة والدعاء لهم وبالطاعة -محدودة- واحترام حديثهم،  ويقدر الابن أفعال والديه تجاهه 
    لذا على كل من الأم والاب يُشجع الابن على بر الآخر”
  8. العدل “ هو أن تعدل الأم بين أبناءها، وتعلم أن لكل ابن ميزة أكرمه الله بها، فلا تقل لأحد الأبناء افعل مثل اخيك! أو الأسوأ أن تُظهر الأم حبها لابن دون الآخر وترى الآخر شيطان! هذا يخلق عُدوانية وكره وبعض بين الأبناء؛ فحتى إن كنتِ تميلي لابن فلا تُظهريه بشكل مميز عن الأبناء الآخرين”

    لذا الأم المثالية لا تكون مثالية وكاملة لا ينقصها أمر بل تكون قادرة على فهم ذاتها أولًا وتقبلها و فهم احتياجاتها ومدركة أنها بشر لديها ضعف ونقصان ومحتاجة، ثم فهم الابن واحتياجاته وتقديم تلك الاحتياجات بشكل يُناسبه مع تقبله كما هو لتنشئته في بيئة آمنة  وصحيحة داخل المنزل ليكون شخصًا قويًا لا ضعيفًا، وكل ذلك حينما تنتبه الأم لما  عليه من دور وضعه الله لها في الإسلام دون تأثير من المجتمع أو وضع الأم تحت ضغوطات.
comments ( 0 )
please login to be able to comment
article by
articles

2

followings

2

followings

2

similar articles