✨ جيل الأمل وسط العتمة: كيف يواجه الشباب التحديات الاقتصادية؟

✨ جيل الأمل وسط العتمة: كيف يواجه الشباب التحديات الاقتصادية؟

1 reviews

✨ جيل الأمل وسط العتمة: كيف يواجه الشباب التحديات الاقتصادية؟

في زوايا هذا العصر المتقلّب، وبين أمواج الأزمات الاقتصادية المتلاحقة، ينهض جيلٌ جديدٌ لا يعرف الاستسلام. جيلٌ وُلد في قلب العاصفة، وشبّ على وقع التضخم، والبطالة، وضغوطات الحياة اليومية، لكنه رغم ذلك... اختار أن يكون جيل الأمل.

لسنا أمام رواية خيالية ولا لوحة وردية ترسمها الأحلام. نحن أمام واقع قاسٍ، لكنه ينبت فيه بذورٌ من نور. شبابٌ بلا وظائف ثابتة، وآخرون بشهادات جامعية بلا فرص، وآخرون يحاربون على جبهات الحياة وحدهم. لكن مع كل ذلك، هناك من فتح متجره الإلكتروني من غرفة نومه، وهناك من تعلم التصميم والبرمجة من الإنترنت، وهناك من بات يدرّس عبر الشاشة لأطفال من قارات لم يزرها قط.

إن التحديات الاقتصادية التي يعيشها هذا الجيل لم تعد تقتصر على لقمة العيش فقط، بل أصبحت معركة بقاء نفسي أيضًا. الضغوط النفسية، وتوقعات الأهل، ونظرات المجتمع، كلّها أصبحت ثقلاً على كاهل الشاب أو الشابة. ومع ذلك، يبتكرون. يصرّون. ينهضون في كل مرة يسقطون.

لقد تغيّرت أدوات النضال اليوم، فلم يعد السلاح الوحيد هو الشهادة الجامعية، بل صار الإنترنت منصة لمن يجرؤ، ووسيلة لمن يؤمن بقدراته. العمل الحر أصبح ملاذًا، وريادة الأعمال باتت حلماً قابلاً للتحقيق. الشباب اليوم لا ينتظرون أن تأتي الفرصة، بل يصنعونها.

نرى صانعي محتوى يحوّلون موهبتهم إلى مصدر رزق، ومبرمجين شباب يطوّرون تطبيقات تُستخدم عالميًا، وفتيات يُدرن مشاريعهن الصغيرة من منازلهن، متحدّيات القيود المجتمعية والاقتصادية. لقد أعاد هذا الجيل تعريف معنى النجاح، فلم يعد مرتبطًا بوظيفة حكومية أو عقد دائم، بل بالقدرة على الصمود والاستمرار والإبداع.

لكن، لا يمكننا الحديث عن الأمل دون الإشارة إلى الوجع. هناك من تعب، ومن انهار، ومن لم يجد يدًا تسنده. وهناك من تاه في زحمة المقارنات وضياع الأحلام. وهنا، يأتي دور المجتمع. نحن بحاجة إلى بيئة تُشجّع، لا تُحبط. إلى صوتٍ يقول: "أنت قادر" بدلًا من "أنت فاشل". إلى منصات تدعم الشباب لا تسخر من محاولاتهم الأولى.

جيل الأمل لا يحتاج لمعجزة، بل فقط فرصة... ونظرة تفهّم. يحتاج إلى من يصدق أنه يقدر، إلى من يؤمن بأن البذور تنمو في الظلمة، وأن الطاقات تُكتشف تحت الضغط.

فلنمنح هذا الجيل الدعم لا اللوم. ولنكن شركاء في بناء مستقبلٍ مختلف، يليق بشبابٍ لم يخلقوا الأزمة، لكنهم قرروا أن يحلوها... بطريقتهم.

 

comments ( 0 )
please login to be able to comment
article by
articles

60

followings

5

followings

1

similar articles