ظاهرة التسول تتفاقم يوما بعد يوم..
ظاهرة التسول تتفاقم يوما بعد يوم.
.
تعريف التسول:
هي استعطاف الناس من أجل الحصول على مقدار من المال أو قليلا من الطعام أو...........
وهي ظاهرة منتشرة في كامل أنحاء العالم وبالأخص في الدول العربية
تأثيراتها على المجتمع:
أيا كانت الأسباب فالنتيجة مرة ،تدمع لرؤيتها العين ويحزن لأجلها الفؤاد.
تؤدي إلى تدهور منظومة القيم،
قال أمير الشعراء أحمد شوقي :
إنما الأمم الأخلاق ما بقيت فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا
تعلم الأطفال الكسل والاتكالية والربح السهل وسلوكات تؤدي إلى الإنحراف فالشارع لا يرحم
.
التسول جريمة في حق الأطفال
تجدهم في كل مكان : أمام المساجد ،في الأسواق ،بجانب واجهات المحلات، في الطرقات ،.......لا يخلو مكان منهم :
فهذه امرأة تحمل صغيرها على ذراعيها تستعطف الناس بكلمات محفوظة.
وهذا رجل معوق ممدد على الرصيف يعرض إعاقته على الملإ ملتمسا منهم إشفاقا.
وذاك شيخ يلف جسمه برداء رث منزويا ينتظر قلوبا.رحيمه تعطف عليه
منظر يسيء للإنسانية
حتى وأنت في سيارتك ،عالق في زحمة السير،يطل عليك طفل مرددا ، صدكة ، صدكة.
أتساءل: ما ذنب ذلك الطفل الذي يقضي النهار
بطوله تحت أشعة الشمس صيفا والمطر شتاء.؟
قال الله تعالى في الآية 70 من سورة الإسراء
بسم الله الرحمن الرحيم
ولقد كرمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر ورزقناهم من الثمرات وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلاً
. صدق الله العظيم
التسول بين الماضي والحاضر
في وقت مضى وأضنه لن يعود،كان التسول عيبا ولهذا كان عدد المتسولين قليلا يقتصر فقط على أولئك الذين يمرون بظروف صعبة للغاية، وكانواا يتسولون على مضض، مضطرين لا مخيرين
تجد الواحد منهم يعيش على الماء والخبز لكنه لا يبدي فقره ولا يمد يده.
جاء في الآية273 من سورة البقرة
..............يحسبهم الجاهل أغنياء من التعفف، تعرفهم من سيماهم لا يسألون الناس إلحافا .......
أما اليوم فقد اختلط الحابل بالنابل واستفحلت الظاهرة ولم نعد نفهم : ألحاجة يتسول البعض
أم امتهنها حرفةللربح السهل وتفنن فيها؟
طبعا منذ الأزل الفقر والغنى أخوان ولكن ما أريد قوله هو أن منظومة القيم قد انهارت وليس فيما يتعلق بالتسول فقط
حكى لي شخص ، هناك. امرأة كل صباح تجدها في المكان كذا وفي منتصف النهار تختفي لا نعلم كيف ومتى ومانراها إلا وقد عادت بملابسها الرثة تجمع من هذا ومن ذاك ما استطاعت إليه سبيلا من النقود.
وذات مساء خطر لي أن أراقبها لأرى إلى أين وجهتها ةوما جعلني أندهش هو عندما رأيتها تسرع الخطى إلى أن وصلت إلى سيارة فارهة آخر طراز كانت متوقفة
، خلعت ثوبها وغطاء رأسها البالي، فظهرت في كامل أناقتها ،ركبت السيارة وانطلقت وبقيت مذهولا……
أي زمان هذا الزمان؟
يستوقفك شاب قائلا أعطني أجرة الطريق لأعود إلى مدينة كذا ويشرح ويعلل دونما حرج.
الحلول المقترحة للحد من ظاهرة التسول
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
اليد العليا خير من اليد السفلى
العمل وحده يمكنه أن يضمن للإنسان العيش الكريم لهذا يجب:
توفير مناصب شغل لكل عاطل عن العمل.
أما هؤلاء العاجزون عن العمل فقد جعل لهم الله في مال الغني نصيبا و صندوق الزكاة مبادرة حسنة إلا أن القائم عليه يجب أن يكون أمينا لنضمن استفادة الفقراء منه ولكن أرى أن نطبق المثل القائل: لا تعطني سمكا علمني كيف أصطاد
،.أقترح تقديم المساعدات بشكل تجعل الفقير يخرج من دائرة الفقر ويمكن له فيما بعد بتشغيل عدد من الفقراء.وذلك مع طريق المشاريع المصغرة
تكوين الشباب في الحرف المختلفة كل حسب ما يسمح به مستواه الدراسي ومرافقتهم لإنشاء مؤسساتهم الصغيرة
التكفل التام بكبارالسن الذين لا عائل لهم من طرف الدولة بوضعهم في دور العجزة لتقديم لهم الرعاية الازمة والعيش الكريم.
ولكن الله سبحانه و تعالى أوصانا بالوالدين إحسانا
إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما وقل لهما قولا كريما
ولهذا يجب فرض عقوبات على كل من يتنصل من مهمته تجاه من كانوا السبب في وجوده
.فرض عقوبات على هؤلاء المتطفلين ،الذين يأخذون أموال غيرهم دون وجه حق، هؤلاء المحتالون الذين يمتصون دماء العاملين الكادحين..
قال الشاعر ألو القاسم الشابي:
فلا الأفق يحضن ميت الطير ولا النحل يلثم ميت الزهر
….فاسع وراء رزقك في أرض الله الواسعة واعلم أن نعمة القناعة والرضا هي أكبر نعمة في الوجود
أنت ايها الغني اعلم ان في مالك حق للفقير فأده له و الأقربون أولى بالمعروف
وفي الأخير أتمنى أن يكون مقالي قد نال رضاكم وشكرا.