السحر الأسود حقيقتة و انواعة
كثيرا ما نسمع أن سبب فشلنا أو بطالتنا ، طلاقنا أو تأخر زواجنا و حتي مرضنا يعود إلي ممارسات شريرة تندرج تحت خانة السحر و الشعوذة .
في البداية هي إتباع تعاليم شيطانية ، بخور ، شموع ، أعضاء حيوانية و دماء يجمعها شئ واحد كتابات و طلاسم غير مفهومة ، و الغاية اذي و ضرر كبير لا تحمد عواقبه.
ما سأتحدث عنه اليوم البعض يؤمن به و البعض الأخر يعتبره خرافة ، هي أخطر الممارسات التي عرفتها البشرية منذ بدأ التاريخ و حتي اليوم ، بقيت سرية و طي الكتمان المطلق حتي الأمس القريب .
السحر الأسود!!
إن كنتم تعتقدون أن السحر الأسود هو ممارسة حديثة العهد ، فقد عرفت البشرية هذه الممارسة منذ آلاف السنين خصوصا منذ عهد الفراعنة.
في هذه المقاله سوف اتحدث عن تاريخ السحر الأسود ، أنواعه و أساليبه ، أبرز القصص و الشخصيات المتعلقة بهذه الممارسة و كتب السحر الشهيرة .
تاريخ السحر.
عرفت البشرية ممارسة السحر منذ فجر التاريخ ، بحيث اعتبرت مختلف الحضارات السحرة و المشعوذين ذوي شأن عظيم و أعطتهم مناصب قيادية عالية ، و حتي تركت إتخاذ القرارات السياسية و الاجتماعية بين أيديهم ، بالإستناد إلي أن لديهم قدرات خارقه لا يملكها أحد ، أهمها القدرة على تغير الواقع.
البداية من الحضارة الفرعونية التي لم تشغل العلماء و الباحثين بملوكها و فراعنتها و بتطورهم الحضاري و المعماري فقط ، بل هناك جانب آخر أهتم به العلماء بشكل كبير السحر .
و قد أعتبر العلماء أن السحر الفرعوني هو أخطر أنواع السحر لدرجة أطلق عليه اللعنة .
و بذكر اللعنة التي هي لغز من الغاز التاريخ ، لابد من التفريق بين السحر و العرافة.
العرافة تعني أن يمتلك صاحبها قدرة على معرفة الغيب ، أما السحر فمن يمارسه يؤثر علي الواقع و يغيره أو يلحق به ضرر ما .
وصف العلماء و الباحثين السحر الذي كان يمارس في الحضارة الفرعونية بالسحر الدفاعي ، الذي يهدف إلى طرد الأرواح الشريرة و حماية الفرعون و ممتلكاته بعد الموت ، ليتمكن من إتمام رحلته في العالم الأخر .
و في هذا السياق قال العالم المصري الدكتور زاهي حواس في كتابه جنون إسمه الفراعنة.
حيث يقول إنه كثيراً ما نري علي جدران المقابر نصوصاً و نقوشا تهدف إلى حماية القبر و صاحبة و ترهيب كل من يحاول الخراب في القبر ، تذكرون الحوادث التي ذكرتها سابقاً أليس كذلك ؟
السحر الفرعوني لم يلقي علي المقابر و حسب ، بل كان علي الفرعون بدوره حفظ العديد من الطلاسم ، التي نراها منقوشة أيضاً علي القبر .
ليمر عبر بوابات العالم الأخر و ينجو بنفسه من الثعابين و كل المخلوقات المفترسة التي تعترض طريقة ،ليس هذا فحسب حيث ذكر الدكتور حواس أن الفراعنة ولاسيما الكهنة منهم ، كانو يمارسون السحر علي الاحياء ، لماذا؟
و ذلك للإنتقام في أغلب الأحيان ،، و قد إستعان البردية المصرية ، التي تقول أن كاهنا فوجئ بخيانة زوجته له ، فانتظر إلي أن نزل الشاب الخائن إلي المياه ،و أطلق عليه تمساح باستخدام السحر تحول إلي تمساح ضخم التهم الشاب .شي لا يصدق !
لم تقتصر ممارسة السحر الأسود علي الفراعنة فحسب ، لكن الانتشار الحقيقي للسحر كان في الحضارة البابلية .
أعتبر السحر في الحضارة البابلية الأخطر ، لأنه علي خلاف الحضارة الفرعونية ، فقد انتشر السحر الأسود بين الناس جميعاً في الحضارة البابلية ، في حين اقتصر في الحضارة الفرعونية علي الكهنة فقط ، هم الكهنه المرتلين أو غاريو حب في اللغة المصرية القديمة هم مسؤلون عن أعمال السحر .
لكن في الحضارة البابلية انتشر السحر بين الناس عن طريق الشياطين ، الأمر الذي ذكره الله عزّ وجل في كتابه العزيز ، إذ قال
بسم الله الرحمن الرحيم
الذي ارتبط اسمه ببرج بابل الأسطوري ، حيث كان يمارس النمرود السحر و يسخر الجن و الشياطين لخدمته ، و لكنه مات في النهاية بسبب بعوضه دخلت رأسه و استقرت فيه لأيام عديدة . عجيب!
لننتقل إلي أنواع السحر .
حسب ممارسي السحر هناك ثلاث أنواع.
السحر الأبيض: الذي يستخدم في أعمال الخير.
السحر الأسود: و هو الأخطر ، الذي يستخدم لإحداث ضرر أو اذي أو لأي غاية شريرة.
السحر الأحمر : و هو الأوسط ما بين الأبيض و الأسود ، يستخدم لحل المشكلات .
و علي الرغم من انتشار هذا التصنيف بين الناس ، إلا أن الكثيرين يرفضونه و يعتبرون أن السحر هو نوع واحد فقط ، و هو ضار لا محال، أي أسود فقط .
ممارسوا السحر يتبعون طرق معينة لتحقيق مبتغاهم و رغبة من يلجأ إليهم ، حيث نجدهم يقولون كلمات و جمل غير مفهومة في كثير من الأحيان ، و ذلك لاستحضار القوه الشريرة ، التي تساعدهم علي إتمام السحر ، كما يؤدون العديد من حركات جسدية ولا سيما بأيديهم ، لإتمام مرحلة إعداد السحر ، هذا بجانب إستخدام الشموع و البخور و الاضواء ، في المقابل قد نجدهم يستخدمون بعض من المواد الملموسة مثل الشعر و الاعضاء الحيوانية كالاسنان و العيون و بعض العظام ، بالإضافة إلي بعض الأعشاب و الأحجار أو الدمي و الدبابيس و الأخطر الدماء
حقا مرعب !
قد نجد ممارسة السحر تقتصر علي إلقاء تعويذة أو قراءة طلاسم غير مفهومة ، النقطة البارزة هنا إنه بات للسحر قواعد و أسس ، و الدليل الكتب التي ذكرت تلك القواعد بالتفصيل الممل ، من أشهرهم
كتاب شمس المعارف الكبرى و كتاب العزيف و هم من الكتب المحرمة
و لكنهم ليس أول كتابين تناولا السحر فا الكتابين الأقدم هم كتاب التلمود و كتاب الكابالا .
أوضح الدكتور عودة عبدالله في كتابه التلمود أسس السحر كما أوضح أثر هذه الأسس علي الشخصية اليهودية ، حيث أن كتاب التلمود هو أول كتاب سحري ، حيث لفت أن الكتاب يذكر في صفحاته أن علماء التلمود قادرين على خلق رجل بعد قتل رجل أخر و تحويل الخضار و الفواكه إلي حيوانات و تحويل الماء إلي عقاب ، ليس هذا فحسب الأخطر تحويل الإنسان إلي حيوان.
تعني كلمة تلمود الدراسة أو التعليم ، و يعتبر الكتاب من أهم الكتب الدينية عند اليهود ، حيث يعتبر أنه الكتاب الذي يضم التعاليم اليهودية الشفهية ، و التعاليم المنصوصة في التلمود بقيت مجهولة لسنوات عديدة .
بالنسبة لكتاب الكابالا ، فتعود أسسه إلي قصه الحاخام شمعون بن يوحاي الشهيرة ، التي وقعت في فترة الإمبراطورية الرومانية ، و المنصوصة في النصوص اليهودية ، بحيث تشكل أفكار الحاخام إلي بروز فكرة الكابالا فيما بعد و لاول مرة في التاريخ ، إذ تقول القصة أن الحاخام تمكن من الهرب من الرومان الذين كانوا يريدون اعدامه ، متخفيا عنهم في كهف لمدة ١٣ سنه ، و خلال مكوثه فيه كان يجري تأملاته في الله و في الكون ، مسترشدا بالنصوص اليهودية ، نجد في الكابالا طقوس السحر و وسائل الاتصال بالشياطبن و الأرواح الشريرة و أرواح الموتى ،و كيفيه تسخيرها و حتي تقمصها ، ينسب بعض العلماء تسميه كابالا إلي اللغة الآرامية، حيث تعني القبول و التلقي كاشارة إلي تلقي الروايات الشفاهية و العلوم كما حدث في التلمود ، فبحسب التلمود تلقي موسي عليه السلام تعاليم الله عز وجل شفهياً .
يذكر أن كتاب الكابالا من الكتب بالغة السرية ، و لم يكن العالم علي علم بمحتواها إلا قبل سنوات عدة ، بعد ما رفع الحظر عن إكتشاف محتواها و دراسته .
لنتحدث عن الكتب التي اشتهرت في العصر الحديث .
البداية مع كتاب شمس المعارف الكبرى .
و هنا للابد من التنوية إن هذا الكتاب ممنوع في الدول الإسلامية ، و قرائته محرمة ، يتناول الكتاب بشكل أساسي كيفية تحضير الجن ،
أختفي هذا الكتاب من فترة ، ثم أعيدت طباعته في بيروت في مكتبه حديثا في العام ١٩٨٥ م.
فالهدف منه واضح لذالك قام العالم الإسلامي بتحريمه .
أما كتاب العزيف .
إسم الكتاب العزيف يعني الأصوات التي تصدر ليلا من الحشرات ، و التي كان يعتقد أنها أصوات الجن و الشياطين ، هو عبارة عن كتاب تاريخ أكثر من كونه كتاب سحر ، الكتاب يتحدث عن الحضارات و الكيانات القديمة و كيفية الإتصال بهم و استحضار هم .
حسب الكتاب هناك أجناس أخري سكنت الأرض قبل الإنسان ، و أن المعرفة البشرية انتقلت للبشر من أجناس تعيش خارج هذه الأرض ، و من وراء هذا العالم و ظنا بأن صاحب الكتاب أتصل بالكيانات القديمة عن طريق السحر و حذر بأنهم قادمون لاسترجاع كوكب الارض من البشر .
علي الرغم من كل هذه التفاصيل و المعلومات ، إلا أن عالم السحر مازال غامضا و يثير الفضول .
أعلم ما تفكرون به هذه الأمور تشبه أفلام الرعب ، يبقي العلم عند الله تعالى .
في الختام يمكننا تلخيص الموضوع بالآتي السحر من الممارسات القديمة ، التي تهدف إلي أحداث الضرر بمن حولها ، و هو إلي يومنا هذا محط اهتمام العلماء و الباحثين و حتي صانعي الأفلام ، حيث نجد العديد من الأعمال العربية و العالمية التي تناولت أعمال السحر و الشعوذة .
فما رأيكم ما الذي يجذب الناس إلي هذا العالم المظلم ؟
هل هي السلطة و القوة الزائفتين ؟
أم الاعتقاد أن بإمكانهم تغير الواقع و المستقبل ، مهما كان السبب فالأكيد هو علي من يسلك هذه الدرب أن يدرك أنها أعمال شيطانية ، نهانا الله عزّ وجل عنها نهيا قاطعاً ،و أن يعي احتمالية أن تكون العواقب وخيمة جدا و الضرر كبير .
أسأل الله عزّ وجل أن يبعد عنا و عنكم ضرر السحر و السحره .