هل الاسقاط النجمي حقيقه أم خرافة
ماذا إن قلت لكم ربما نخرج الليلة من أجسادنا المادية ، لنحلق في الفضاء البعيد و بين الكواكب ، ثم نعود مرة أخري إلي الواقع .
تجربة سيعتبرها البعض منا محض خرافات و هلوسات و لكن من سبقنا من حضارات كان لهم رأي آخر .
هل حقاً بين أجسادنا المادية و أرواحنا وسيط ؟!
أكبر تجارب الغموض و الجدل ( الاسقاط النجمي ).
تجربة يعتبرها المؤيدون مهمة لصفاء العقل ، بينما يعتبرها المنتقدون خطيرة و منافية للعقل ، تجربة امتدت منذ العصور القديمة تصل إلي عصرنا هذا ، تجربة كانت ولازالت غامضة و مبهمة التفاصيل .
الاسقاط النجمي ظاهرة مثيرة للجدل بقوة ، تتمحور هذه الظاهرة حول إمكانية خروج الروح من الجسد إراديا مع الإبقاء علي الوعي الكامل للفرد و إبقاء الروح متصلة بالجسد بخيط رفيع ، يسميه الباحثون بالخيط الفضي ، و هي تختلف عن الحلم أو تجربة الإقتراب من الموت .
كذالك تفسر علي أنها المقدرة علي التحكم بالأحلام و التحكم بالروح و جعلها تسافر إلي أي مكان حتي لو كان خارج الكرة الأرضية ، بالطبع للتمكن من الوصول إلي هذه القدرة يجب إتباع خطوات معينة أبرزها المقدرة علي الاسترخاء و التأمل ، الخطوات الأخري سنتعرف عليها في سياق المقالة.
أما عن تاريخ و مكان نشأة هذه الظاهرة ، فالأمر بكل بساطة غير معروف ، فهذه الظاهرة بعكس ما يوحي إسمها فهي قديمة قدم الزمن ، أما بخصوص متي بدأ التداول باسمها الحالي ، فتشير بعض المصادر إلي أن من أوائل من قام بتجربة هذه الظاهرة و الكتابة عنها باسمها الحالي هو ايمانويل سويدينبرغ .
حيث قام ايمانويل بتجربة هذه الظاهرة أكثر من مرة ، و كتب عن تفاصيل ما حدث معه في مذكراته الروحية .
ظاهرة الاسقاط النجمي يندرج تحت مسماها أكثر من نوع و الأنواع لها تفرعات ، لنبدأ مع أول نوع و هو ..
الحلم الواعي
فكما هو مفهوم من أسمه ، المقصود هنا أن الشخص الحالم يكون علي دراية بوضعه ، أي علي علم إنه يحلم ، بل أن بعض الأشخاص أدعوا إنهم تحكموا ببيئة و و شخصيات و أحداث حلمهم بما ما يتوافق مع ما يريدون .
العلماء و المؤلفين الذين تداولوا هذا الموضوع أشاروا إلي وسيلتين لبدء حلم واعي.
الوسيلة الأولي الحلم الواعي الناتج عن الحلم و المقصود هنا أن شئ ما في الحلم يجعل الحالم علي دراية بأنه يحلم .
الوسيلة الثانية الاستيقاظ في الحلم الواعي ،، هنا ينتقل الشخص من حالة الاستيقاظ إلي حالة الحلم دون أن يفقد وعيه ، أي أنه يستطيع التحكم بمتي يبدأ الحلم و متي يستيقظ منه .
التخاطر
هو النوع الثاني من الاسقاط النجمي ، و المقصود نقل المعلومات و الأحاسيس والمشاعر من شخص لآخر دون حضور الطرفين و لكن أن يكونوا علي معرفة سابقة كانت أو حالية ، أول من صاغ هذا المصطلح هو العالم فريدريك دبليو اتش مايرز
مؤسس جمعية البحث النفسي فمن يريد أن يقوم بالاسقاط النجمي يمكنه بحسب هذه الفكرة و هي التخاطر أن ينقل أي خبر أو إحساس يريده إلي الشخص المبتغي حتي لو كان في أقصى نقطة من الأرض دون أن يغادر باب منزله .
الرؤية عن بعض أو الجلاء البصري
هو النوع الثالث من الاسقاط النجمي ، تفسير بسيط لهذا المصطلح هو قدرة الشخص علي رؤية و وصف حدث ما يحدث أو حدث في مكان بعيد عنه ، و لا يستطيع رؤيته بالعين المجردة ، يندرج تحت هذا المصطلح قدرات أخري تشمل أغلب الحواس كالشم و السمع و التذوق و الإحساس عن بعد .
خروج الروح من الجسد
هي أكثر الأنواع انتشاراً بالنسبة لظاهرة الاسقاط النجمي ، هذا المصطلح اعتمده جورج تيريل عام ١٩٤٣ في كتابه الظهورات
المقصود من هذا المصطلح كما هو واضح من أسمه أن الروح أو الجسد الأثيري أو الجسد النجمي بحسب تسميه المعتقدين بهذه الظاهرة تغادر الجسد المادي مع الإبقاء علي الحبل الفضي الذي ذكرته سابقاً رابط بينهما ، يندرج تحت مصطلح خروج الروح من الجسد أربع أنواع :
١ - الاسقاط النجمي القسري
هنا يعني خروج الروح قسرا من جسد الإنسان دون إرادته عند حدث معين ، فمثلاً عند تعرض شخص لحادث سيارة فهو بحسب هذه التجربة يستطيع الجسم الأثيري أن يخرج من الجسم المادي لرؤيه تحطم السيارة قبل أن يعود للجسم مرة أخرى.
٢ - الاسقاط اللاوعي
هذا النوع يعتبر أخف انواع الاسقاط النجمي ، و في أغلب الحالات التي يتعرض لها الإنسان لهذا النوع تمحي الأحداث المتعلقة بتلك التجربة لذاكرة الإنسان.
٣ - الإنتقال النجمي العشوائي
هو طريقة يتبعها من لا يسيطرون علي أنفسهم و علي عقلهم بالشكل الوافي الذي تقتضيه تجربة الاسقاط النجمي الكامل .
٤ - الاسقاط النجمي الكامل
في هذه الحاله يكون الشخص علي دراية تامة و وعي تام بما يقوم به ، و هي تجربة تستدعي الاسترخاء و التركيز الكامل ، لأن الخطأ ممنوع منعاً تاما في هذا النوع خصيصاً من هذا الاسقاط ، حيث إنه يمكنه أن يؤدي بحسب المنتقدين لهذه الظاهرة إلي الهلوسة الدائمة و فقدان الإتصال بالواقع و في بعض الأحيان إلي الشلل و نزيف الدماغ .
هذه كانت الأنواع التي كانت و مازالت تمارس إلي اليوم من قبل فئة كبيرة من الناس ، فكما ذكرت سابقا منشأ هذه الفكرة غير معروف تحديداً ، إلا أن الأكيد إنها تعود إلي الأزمنة القديمة أي حضارات ما قبل الميلاد .
فرافقوني لنتجول حول الكرة الأرضية و نعود بالزمن إلي الوراء لدراسة تاريخ هذه الظاهرة ، نبدأ برحلتنا إلي شمال إفريقيا و تحديدا الحضارة المصرية القديمة
حيث أن العديد من النقوش التي وجدت علي الآثار المصرية القديمة و توابيت الفراعنة المكتشفة ، كانت تمثل روحا لنفس الشخص الحي تحوم فوق جسدية ، كما وجدت كلمتي
با - كا محفورتين باللغة الهيروغليفية علي هذه الرسومات ، ترجم علماء الآثار هاتين الكلمتين بالتالي:
با تعني الروح.
كا تعني طاقة الحياة المبذولة أو الجسد الأثيري و رسمت علي شكل ذراعين مرفوعين لاعلي.
وصل العلماء لإستنتاج بعد ترجمة الكلمتين إلي أن المصريين القدماء أمنوا بقدرة الروح با علي الخروج و التجول حول الجسد المادي عبر الجسد الأثيري أي كا .
ننتقل إلى جنوب آسيا و تحديداً الهند .
عندما أتكلم عن الهند في موضوع روحي ، فإن أول ما يلفت النظر هي الديانة الهندوسية ، هذه الديانة معروفة إن من أبرز أركانها هو الاسترخاء و التأمل و اليوجا
لذلك فإن ذكر الجسم الروحي أو الطافي نجده مذكورا في أغلب الكتب الهندوسية ، أبرزها مخطوطة يوجافاشيشتا ماهارامايانا لمؤلفها ڤالميكي هو من أبرز المؤلفين و الشعراء القدامى الذين كتبوا بالغة السنسكريتية القديمة .
في مخطوطه ڤالميكي يذكر عده تجارب قام بها رهبان و نساك هندوس قدام بما يخص ظاهرة الاسقاط النجمي ، أما في العصر الحديث فالعديد من الرهبان الهندوس خاضوا هذه التجربة ، أذكر منهم باراماهاسنا و هو مرشد روحي كبير و أحد الرهبان الهندوس الذي وصل إلي مرتبة القداسة في هذه الديانة بتجربة الاسقاط النجمي.
نصل إلي شمال شرق آسيا ، إلي الحضارة الطاوية في الصين
هذه الحضارة التي أثرت لأكثر من ألفي عام في الصين و شرق آسيا ، حيث كان التأمل و جذب الطاقة أحد أهم مبادئ فلسفتها ، مما جعل الاسقاط النجمي موضوعا متداولا في كتبها القديمة و من هذه القصص قصة أحد الطاويين و يدعي زيانج زي و هو أحد الخالدين الثمانية بحسب هذا المعتقد .
يذكر أن زيانج هذا نام نوما عميقاً علي الطبل الذي كان أمامه ، فما كان من روحه أو جسده النجمي إلا أن خرجت إلي غرفة الطعام و تحدثت مع الأشخاص الموجودين في الغرفة ، فلما خرج تويزهاي و هو أحد الشخصيات الخالدة في الديانة الطاوية و من كان معه من الغرفة تفاجأوا بوجود جسد زيانج زي نائماً ، و في نفس الغرفة كان جسد زيانج زي النجمي يقرع الطبل ، و في اللحظة التالية استفاق زيانج النائم و اتحد مع جسده النجمي ، مرعب !
هذا الأمر بحسب الكتب الطاوية هو شيء رباني أختص به زيانج زي وحده.
نبقي في شرق آسيا و تحديداً في اليابان ، حيث يطلق على هذه الظاهرة اسم إيكيريو
و تتجسد في الأساطير اليابانية القديمة ، حيث أن الأساطير تقول أن الشخص الذي يحمل عداوة في قلبه لشخص أخر فإن روحه قادرة علي الخروج و الظهور أمام الشخص الذي يكرهه أما للعنه أو ايذائه.
لنذهب سويا إلي أمريكا الجنوبية و تحديداً إلي الأمازون ، هناك قبيله تدعي واي واي
هذه القبيلة تري أن زعيم القبيلة و مرشدها الروحي يستطيع القيام بطيران الروح لعده أغراض ، فمن الممكن أن يسافر بروحه ليستشير القمر أو أخوه القمر بحسب معتقدهم في هذه الأمور ، لجلب أسم لمولود حديث أو للسفر عبر قاع النهر لطلب العون من مخلوقات مخيفه.
و من هنا ننتقل إلى الجزء الأهم ألا و هو خطوات الاسقاط النجمي ، لكن قبل أن أبدأ بعرض الخطوات عليكم يجب أن أذكركم أن هذه الخطوات قد تختلف من شخص لآخر ، فهي كما ذكرت تختلف حسب مستوي التركيز و التأمل ، كما أن هذه الخطوات لم تذكر في كتاب محدد بل أن أغلب الكتب التي أيدت هذه التجربة أوردت هذه الخطوات ، و العديد من المدربين الروحيين كما يدعون أنفسهم قاموا بتفنيذ هذه الخطوات في محاضراتهم و مقابلاتهم أمثال روبرت بروس و لورا براون .
أما الخطوات فيجب أن تبدأ دائماً بالتدرب علي التأمل و التركيز و الاسترخاء قبل القيام بأي خطوه أخري ، بعد التمكن من التحكم بالاسترخاء و التركيز العقلي ينصح المدربون بالبدأ بعملية ( الحلم الواعي ) التي ذكرناها سابقاً ، بعد التمرس فيها يمكنك البدأ لتحضير عملية خروج الجسد الأثيري أو النجمي من الجسد المادي ، فأولا :
عليك الاستلقاء بمكان هادئ ، و يفضل أن تشغل موسيقي هادئه لتساعدك في دخول جو التأمل بعد أن تنزع أي خواتم أو أساور أو ساعه ، أما عن ملابسك يجب أن تكون فضفاضة ، بعد أن تتمدد يجب عليك الاستمرار بالقول لنفسك و لعقلك أنك ستبقي يقظا عند مغادرة جسدك الأثيري لفترة معينه ، لتحديد تلك الفترة يجب عليك بحسب بعض الخبراء ضبط المنبه للمده التي ترغب بترك جسدك فيها ، و عندما يرن المنبه عليك الاستيقاظ.
حسنا نعود إلي الجسد ، بعد أن تعطي الأمر لعقلك للبقاء يقظا ستجد أنك ستنام و لكنك ستكون بكامل وعيك لما سيحدث ، و هذا بفضل كل جلسات التأمل و الاسترخاء التي قمت بها سابقا .
ابدأ بتخيل أنك تتسلق الحبل و هي تقنيه روبرت بروس ، فتتخيل إنك تتسلق حبلا و تتأرجح للأمام و للخلف ، في كل هذه المراحل يجب أن يبقي تركيزك علي شعورك بكل ما تقوم به ، ستشعر بعد حين من تكرارك للارجحه علي الحبل بما يشبه الوخزات الكهربائية ، بما يعني إنك أصبحت علي مقربه من ترك جسدك المادي لتسافر بجسدك الأثيري إلي الوجه التي تريدها ،
إذا أصبحت الأن بجسدك الأثيري أو النجمي فعليك فوراً الإبتعاد عن جسدك المادي كي لا تفشل التجربة ، بعد اتحادك مع جسدك الأثيري أبدا بالسفر أينما شئت حتي لو كان خارج الكرة الأرضية لتشبع فضولك .
الأن تريد العودة ، أما أن تنتظر المنبه ليرن ، أو ببساطة حلق و عد إلي جسدك المادي ، هكذا يقال . غريب !
أعلم أن العديد منكم سيجد هذا الأمر منافي للعقل ، لكن المفارقة أن مواقع التواصل الاجتماعي تظهر العديد من هذه التجارب التي تؤكد أصحابها أنهم اعتمدوا الخطوات السابقة للقيام بعملية الاسقاط النجمي ، لنتعرف علي بعضها سويا.
إحدي السيدات التي تتعرض للاسقاط النجمي القصري ، أي إنه ليس بإرادتها أن تقوم بهذه التجربة ، تقول عنها أنها تجربة بشعه فهي بحسب قولها كانت تنظر إلي جسدها من سقف الغرفة و هو ممدد بجانب زوجها و طفلتها الرضيعة ، حيث كان يحيط بالسرير أشكال سوداء مخيفه ، و المخيف أكثر أن هذه السيدة ذكرت أيضاً العناكب النجمية الضخمة التي تتغذى علي هالات الناس ، فتقول هذه المرأة أنها رأت العناكب تتغذي علي هالة إبنتها الرضيعة و هربوا بمجرد أنهم أحسوا إنها رأتهم ، مما يجعلها تستيقظ صارخة مرعوبة و هي تؤكد أن كل ما تراه ليس بحلم .
تجربة أخري يرويها أستاذ جامعي بسوريا ، حيث يسرد محمود أن تجربتة التي تعود لعام ١٩٨٧ عندما كان يبلغ من العمر ١٦ عاما ، فيقول أنه من عادته أن يصلي في غرفة الضيوف لذلك دخلها في أحد الأيام و أوصد الباب للحفاظ علي الهدوء و الخشوع ، لكن ما حدث تاليا جعله يعيش أغرب تجربة في حياته لازلت إلي الأن تتجسد أمام حياته ،
فعندما وصل في صلاته إلي الرحمن الرحيم ، اختفت السجادة من أمامه و لم يعد باستطاعته سماع أصوات أهله في الغرفة المجاورة ، ليجد نفسه محمول علي عنق طائر طويل العنق كثيف الشعر ، و أحس بوجود أحد خلفه يهمس له بأنه ذاهب إلي رحلة إلي السماء ، ثم نظر إلي أسفل ليجد الأرض تبتعد كلما حلق به الطائر أكثر ،
يتابع محمود فيقول أن المخلوق أستمر في الطيران حتي أخرجه من المجرة كلها ، كان الصوت من خلفه يردد جملة واحدة مازلنا في السماء الدنيا ، أما كيف عاد إلي واقعه فيقول أن مذنب فجأه ظهر أمامهم و أرتطم بهما مشتعل نارا لم يحس بحرارتها ، بل الذي حدث إنه خاف كثيراً ، ليتفاجأ بفقدانه البصر فجأة ثم رؤيته للظلام ثم تعود له الرؤية ، فيجد نفسه واقف بدون توازن علي سجادة الصلاة ، فيكمل من حيث وقف في صورة الفاتحة ليرتل مالك يوم الدين ، حقا مرعب !!
تجربة أخري من مصر يدعي صاحبها محمد إسماعيل صاحب ال ٢٠ عاما ، يقول محمد إنه من أشد المؤيدين لتجربة الاسقاط النجمي ، بل إنه بدأ بدراسة هذا الأمر و التعمق فيه قبل سنه من تطبيق التجربة ، و قبل شهر من موعد التجربة واظب علي جلسات التأمل و الاسترخاء تمهيداً لخوضه الاسقاط النجمي ، و مع تجربته الأولي يقول محمد أنه أستيقظ في صباح التجربة و هو يحس باسترخاء كبير ، فهو قد نام من الليلة السابقة و هو يمارس التأمل ، لذلك قرر أن يقوم بالاسقاط النجمي في هذا الصباح .
يشرح محمد خطوات تجربته ، فيقول أنه نام علي ظهره و أعطي الأمر إلي عقله للبقاء يقظا خلال الرحلة ، و بعد ثواني قليلة بدأ يحس بأعراض الشلل ، فتخيل نفسه يخرج من جسده متجهاً إلي غرفه المعيشه ، و بالفعل وجد نفسه يطير في الغرفة و هو يشعر بسعادة غامرة أنتقل بعدها إلي خارج المنزل و أخد يحلق في محيط منطقته ، تملك محمد الإحساس إنه ضائع فأراد العودة إلى جسده ، فتخيل ذلك ليتحول كل شئ حوله إلي بيئه زرقاء ، و يجد نفسه مربوطا بقطار سريع ، فجأه وجد محمد نفسه عائدا إلي جسده المادي بحسب قوله و عاد شعوره بأعضاء جسده .
يضيف محمد أن هذه كانت أولي تجاربه و تابعها بعدة تجارب جعلته من المتمرسين في تجربة الاسقاط النجمي بحسب زعمه .
إحدي أشهر التجارب و التي وثقت في سجلات العلماء ، كانت من انجو سوان عام ١٩٧٨ بأنه سافر إلى كوكب المشتري بل و قام بتقديم ٦٥ معلومة غير معروفة للعلماء عن هذا الكوكب ، لذلك عندما حصلت مركبتي بارينار ١٠ و بايونير ١٠ علي معلومات عن هذا الكوكب قام العلماء بمقارنه النتائج بما قدمه سوان ، فجأت النتائج كالتالي :
١١ معلومة صحيحة لكنها مذكورة في كتب أخري .
معلومة صحيحة واحدة لم تذكر من قبل .
٧ معلومات بديهية.
٥ ملعومات عبارة عن تخمينات علمية .
٩ معلومات غامضة غير ممكن التحقق منها.
٣٠ معلومة خاطئة تماماً.
معلومتان علي الأرجح صحيحتين.
فقدر العلماء النسبة للمعلومات الصحيحة التي قدمها سوان ب ٣٥٪ لذلك اعتبروها غير مقنعة علمياً ولا يمكن إثبات صحة ما أدعي .
هذه التجربة هي واحدة من ضمن العديد من التجارب التي أجريت للتأكد من حقيقة الاسقاط النجمي ،
لذلك سيكون الرأي العلمي مضافاً اليه رأي الأديان هو المحور التالي في هذه المقالة.
كعادة أي ظاهرة أو تجربة تنقسم الآراء العلمية و البحثية حولها بين مؤيد و معارض و هذا الحال ينطبق علي تجربة الاسقاط النجمي ، فقد تناول العديد من العلماء و الكتاب هذه الظاهرة إن كان بقصد تأييدها أو انتقادها و لعل من أبرز مؤيدين هذه الظاهرة ، الكاتبة الشهيرة علي مر العصور هيلين كيلير .
ففي كتابها عقيدتي تروي قصة سفرها إلي أثينا رغم أنها بقيت في غرفتها ، فهي تقول أنها كانت بعيدة جداً علي الرغم أنها لم تغادر غرفتها ، وقد كان واضح لها أن السبب يكمن في كونها تخلصت من جسدها المادي و حلقت بروحها إلي مكان يبعد ألاف الأميال ، فلا مساحة يمكن أن تحد الروح بحسب كتاب هيلين كيلر .
العديد غيرها من العلماء و الكتاب و الباحثين ناصروا هذه التجربة ، أذكر منهم روبرت مونرو الذي ترجمت مقالاته بعنوان رحلات إلي عوالم أخري لعدة لغالت .
مايكل كريستون أسهب في سرد تفاصيل و شروحات تجربة الاسقاط النجمي في كتابه الغير خيالي الرحلات ، و العديد من الكتاب الذين كان لهم دور أساسي في نشر ثقافة الاسقاط النجمي ، هذه بعض من الآراء المؤيدة فماذا عن الآراء المعارضه .
لا يوجد أي دليل علمي ليومنا هذا يثبت صحة الاسقاط النجمي بل إن أغلب العلماء فسروا أن ما تعرض له الأشخاص الذين يدعون أنهم خاضوا هذه التجربة ما هو إلا هلوسات قد تنتج عن تحفيز زائد للنشاط الدماغي أو تناول جرعات زائدة من حبوب الهلوسة ، كالعالم و الكاتب روبرت كارول الذي أكد أن كل التجارب التي أجريت على هؤلاء الأشخاص لم تظهر نتائج واضحة لدعم هذه النظرية .
بوب بروس من مشروع كوينز لاند العلمي و المختص بظاهرة الاسقاط النجمي
أكد أن ما مر به هؤلاء الأشخاص ما هو إلا تخيلات و أحلام ، و أضاف أن العلماء يعرفون كل ما تم اكتشافه عن الأبعاد ، و ما يمكن أن يتسبب كل بعد به ، و لكن وصف الاسقاط النجمي لا ينطبق علي أي بعد لذلك لا يمكن تصنيفه بالصحيح علمياً.
دونافان راوكليف عالم النفس كتب في إحدى مقالاته أن الاسقاط النجمي يمكن تفسيره علي أنه تخيلات و هلوسات و أحلام شبه واقعية و بالطبع التجربة التي ذكرناها عن سوان و رحلته لكوكب المشتري ، تبقي من أكثر الادله اقناعا لدي العلماء بزيف هذه الظاهرة ، هذا ما كان بشأن العلم فماذا عن الأديان و بالأخص السماوية الثلاثة ، لنري .
الديانات الإسلامية و المسيحية واليهودية تنفي هذه الظاهرة تماماً ،
ففي اليهودية لا نري ذكرا وافيا عن هذا الموضوع غير نفيه في إطار عدم مقدرة أحد علي التحكم بدخول و خروج الروح من الجسد غير الرب .
أما في المسيحية و بالتحديد في المسيحية الحديثة ، فهي لا تؤمن بالاسقاط النجمي و تدعوا علنا إلي التعامل مع هذه الظاهرة كما يتم التعامل مع الأحلام ، لكن الملفت للنظر أن كتب العهد القديم و بالأخص كتاب سفر الجامعة أورد في الفصل الأخير منه رساله بولس إلي أهل مدينة يونانية قديمة و فسرها بعض علماء اللاهوت ، علي أن بولس الرسول كان يتحدث عن نفسه و تجربة الصعود إلي الفردوس ، تاركاً جسده المادي محلقا بروحه .
نصل إلى الإسلام هذا التجربة مرفوضة رفضا تاما ، و ذلك لأنها بحسب علماء المسلمين ، أولا و الأهم تعتمد على التحكم بخروج الروح و من ثم عودتها إلى الجسد بأمر من صاحب الجسد و هو ما يعد كفرا بالعلوم الغيبية بل و إلحاد .
لأن المعتقد الإسلامي يؤمن بأن لا يخرج الروح من الجسد إلا الله عزّ وجل فهو المتحكم بالروح و أجلها ، و كذلك يعتبر الإسلام هذه التجربة لم تبني علي دليل واضح و علم بين ، لذلك هي مجرد أوهام و بقايا من العقائد البوذية و الوثنية .
هذا الموقف من الإسلام دفع بعض المؤيدين إلي تجربه الاسقاط النجمي ، إلي ربط حادثة الاسراء و المعراج المقدسة لدي المسلمين بالاسقاط النجمي ، فهم بحسب زعمهم أن الرسول عليه الصلاة والسلام لم يسري بجسده إلي بيت المقدس بل أسري بروحه أو بالأصح بجسده الأثيري إلي هناك .
أتي الرد السريع من كبار العلماء المسلمين من مختلف المذاهب ، حيث استدلوا بالايه الكريمة من سورة الإسراء ،
بسم الله الرحمن الرحيم
فجاء تفسير العلماء المسلمين علي أن الله عز وجل استخدام كلمه عبد و هي في اللغة تطلق على الجسد و الروح معا ، إذا الرسول صلى الله عليه وسلم أسري بجسده و روحه و ليس فقط روحه كما ادعي البعض ، و هي من معجزات النبوه ، كما أن لفظ لنريه دلاله علي الرؤية و هي متعلقة بحاسة البصر المرتبطة بالحواس الخمسة التابعة للجسد المادي .
و الدليل الأكبر أن الرسول ركب البراق في رحلته من المسجد الحرام إلي المسجد الأقصي، في حين يدعي أنصار الاسقاط النجمي أن الروح لا تحتاج إلى أي وسيلة تنقل و هذا ما اعترض مع ادعائتهم بشأن الإسراء والمعراج.
إذا اصدقائي بعد أن خضنا رحله عن الاسقاط النجمي ، و ضعت بين ايديكم كل ما توصلنا إليه في بحثنا هذا يبقي السؤال الأبرز .
ما رأيكم ؟ هل تجربه الاسقاط النجمي تجربة حقيقية ؟ أو لها تفسير أخر بعيداً عن الحلم ؟
و هل حقاً إذا اتبعنا الخطوات المذكورة سابقا سنتمكن من تطبيقها ؟
أو هل لدينا الجرأة للقيام بها دون معرفة حقيقتها و المخاطر التي قد تنجم عنها ؟
و هل من الممكن أن يتمكن العلماء يوماً ما من فك شفرة هذا اللغز ؟
لا أحد يعلم!!