لعنة الفراعنة حقيقة أم أسطورة!
( ملعونون هم الذين يقلقون راحه الملك )
اللعنة قد حلت !
تلك الكلمة ترافق كل حدث غريب ، فكيف يكون الأمر إذا تعلق بالفراعنة بخصوص قبورهم أو حتي مومياواتهم . ما القصة ؟
أحداث مؤلمة تتوالي و التزامن مخيف ، و لكن هل لتلك الأحداث تاريخ ؟
كثرت الأقاويل و الإعتقادات و الحقيقة الغامضة تستوجب البحث ، لنكتشف سويا حقيقة ما يسمي ب ( لعنة الفراعنة ) .
لعنة الفراعنة حقيقة أم أسطورة ، لغز عمره مئات الآلاف السنين ، موضوع اثار و ما زال يثير ليس إهتمام العلماء فقط ، بل كل من لديه حب التاريخ و غموضه .
عندما نذكر الفراعنة عدة أمور نفكر بها في ذهننا ، فنري الأهرامات العظيمة و دقة البنيان الهندسي ، و عظمة تلك الفترة
بكل ما شهدته من إزدهار علي كافة الأصعدة ، و علي المنقلب الآخر نحن نفكر تلقائياً بما يسمي بلعنة الفراعنة ، التي تصيب كل من يتجرأ علي إزعاج نوم الفرعون الأبدي ، عالماً كان أم لص مقابر ، فهي المعروف عنها أنها تصيب من يتعرض لها بالحظ السئ أو بالمرض أو بالاخطر من هذا كله ، الموت الغامض مجهول الأسباب ! عجيب !
هذا المصطلح جذب كثير من علماء الآثار ، و كتاب الفانتازيا التاريخية و مغامراتها ، و كان مادة دسمه لعدد لا يستهان به من الأفلام العالمية ، أما ما هو متعارف عليه أن بداية إنتشار أو الإهتمام بهذا المصطلح كان بعد فتح مقبرة الشاب ( توت عنخ آمون ) .
لكن الواقع أن مصطلح لعنة الفراعنة ظهر قبل ذلك بكثير .
في عام ١٦٩٩ كتب لويس بنشير حول تاجر بولندي ، قام بشراء مومياواتين من الاسكندريه ، و في طريق عودته أبلغ التاجر عن ما يشبه شبحين في عرض البحر ، يتسببان بعاصفة قوية ، ازدادت العاصفة سوءاً و ازداد الرعب الذي كان يراود التاجر حتي قام طاقم السفينة برمي المومياواتين في البحر ، لتهدء العاصفة علي الفور و يختفي الشبحين.
المختص بعلم الحضارات المصرية أو كما تدعي بعلم المصريات دومينيك مونتسيرات ذكر في مقابلة مع جريدة بريطانية أمر آخر ، حيث قال أن هذا المصطلح ظهر في القرن التاسع عشر الميلادي ، في عرض مسرحي حي ، لفك كفن مومياء أمام الجمهور ، و كان محور المسرحية الأهوال التي سيلقاها ، من يزعج المومياء .
تقول عالمة المصريات سليمه إكرام أن علي جدران المقابر في الجيزة و سقارة ، ليس الأهرامات فحسب ، وجدت كتابات هيروغليفية تدعوا إلي إحترام طهارة المكان و عدم إزعاج قاطنيه ، و أن جزاء من يخالف هذا الأمر هو المثول أمام محكمة الإلهه أو الموت .
لنركز جيداً أغلب الأحداث كانت بعد فتح مقبرة توت عنخ آمون عام ١٩٢٢ علي يد هوارد كارتر ، إلا أن بعض الروايات وصلت لنا بتاريخ يسبق هذا التاريخ ، بمكان بعيد عن مصر لعل أبرزها حادثة غرق ( التيتانيك ) .
هذه الحادثة الشهيرة عام ١٩١٢ م ، التي راح ضحيتها آلاف الأشخاص غرقا في المياه المتجمدة في المحيط الأطلسي ، ارتبط ارتباط وثيقاً بالفراعنه و لعنتهم .
كيف حدث ذلك الأمر ؟
فبحسب تقرير و رد في صحيفتي واشنطن بوست و نيويورك تايمز ، فإن مومياء الأميرة أمن رع
كان علي متن هذه السفينة ، هذا الأمر أكده أحد الناجين يدعي فريدريك كيمبر و الذي أضاف أن المسؤل عن نقل هو ويليام ستيد ، كان قد أخبرهم عن لعنة الفراعنة في الليلة التي سبقت حادثة الغرق بالظبط .
ستيد هذا غرق مع السفينة ، بعض من رأوا التابوت و نجوا ليخبرونا بما شاهدوه ، قالوا أن التابوت يحمل تعويذة ، فسرها المفسرون كالتالي أنهض من مرقدك يا أوزوريس ، نظرة منك تمحوا أعدائك الذين إنتهكوا حرمتك المقدسة .
يا لها من تعويذة كانت سبب في غرق آلاف البشر !
حادثة أخري في عرض البحر ، يخبرنا عنها عاطف أبو الدهب وكيل وزارة الآثار الأسبق ، حيث يقول أن الباخرة كوين اليزابيث
التي غرقت أوائل القرن الماضي ، جذبت الإنتباه حيث كشف أحد الغطاسين بعد أن عاين موقع الغرق ، أن أجهزة السفينة سليمة ولا يوجد أي عطل يمكن أن يكون سبب في إغراقها ، لكن ما كان مثير للاستغراب هو وجود تابوت مصري مسروق و ملفوف بقطع باليه من القماش ، مخبأ في غرفة الماكينات ، و الأغرب من هذا الكتابات التي وجدت عليه ، و التي تم تفسيرها علي أنها لعنات تصيب كل من يقترب من التابوت.
د. حسين عبد البصير و هو روائي و أثري مصري يخبرنا عن قصة غريبة يتم تداولها بين العامة ، هذه القصة هي حول مومياء في منطقة سقارة الأثرية عمرها ألفين و خمسمائة عام ، هذه المومياء تخرج من تابوتها و تحلق في الهواء علي إرتفاع قدمين لمدة ثمان ساعات ، ثم تعود لترقد في تابوتها ستة عشر ساعة ، و هذا الأمر يتكرر يومياً بحسب سكان المنطقة . مرعب !
و لكن يبقي أبرز ما ارتبط بهذه اللعنة ، هو ما أصاب فريق الاستكشاف عند فتح مقبرة توت عنخ آمون ، بداية بالعاصمة الرملية الهوجاء التي هبت مع فتح باب المقبرة ، و رؤية الصقر الذي كان يرفرف بجناحيه بشكل غاضب فوق المقبرة ، وصولاً إلي عصفور الكنار الذهبي و بخصوص هذا يخبرنا العالم المتخصص في الحضارة المصرية و هو أحد العلماء الذين وصلوا مع كارتر بعد فتح المقبرة ، أن كارتر أرسل مساعدة إلي غرفته في الفندق لأمر طارئ ، و عند وصول المساعد إلي الغرفة ، سمع صوت يشبه الاستغاثة الضعيفة ، هذا الصوت كان قادم من الشرفة التي كان كارتر يضع عليه قفص عصفور الكنار الخاص به ، توجه المساعد إلي الشرفة ليكتشف ثعبان كوبرا ضخم ، ملتف حول القفص لادغا العصفور و ملتهما إياه ، المساعد قتل الكوبرا ، ليس هذا كل شئ .
عند شيوع الخبر ربط أهالي المنطقة ما حصل بفتح مقبرة توت عنخ آمون ، خصوصاً أن الكوبرا هو الرمز الذي كان يوضع علي تاج الفراعنة الملوك ، كما هو موضح بالصورة
بعد هذه الحادثة بدأت الأحداث تتوالي ، فبعد فتح المقبرة بسته أشهر يوم الافتتاح .
أصيب اللورد كارد نارڤر الممول لفتح المقبرة ، بحرارة شديدة و نوبات من الصرع ، ليموت في منتصف الليل ، في نفس الوقت حدث إنقطاع تام للتيار الكهربائي عن مدينة القاهرة حسب ما ذكرته إحدى حفيدات كارد نارفر ، و أضافت أن كلبة كارد نارفر كانت تنبح بشكل غريب و صاخب قبل وفاتها . يا إلهي!
الملفت في الأمر أن الكلبة ماتت في نفس الوقت الذي مات فيه كارد نارفر ، حيث أشار تشريح الجثة أن سبب الوفاة هو تسمم بالدم ، أدي إلي إلتهاب رئوي حاد ، هذا التسمم بسبب لدغة بعوضه تعرض لها داخل مقبرة الملك توت ، ثم جرح بعدها بإله الحلاقة .
بعد دفن اللورد كارد بوقت ، تم فحص مومياء الملك توت ، ليجد العلماء جرحاً علي خد الملك الأيسر ، لكن بالطبع لم يستطيعوا أن يثبتوا تشابه الجرح مع اللورد كارد .
بالتزامن مع إنتحار عالم الآثار هيوغ إيڤيلين وايت تاركاً خلفة رساله كتبها بدمه تحمل عبارة واحدة اللعنة قد حلت .
الموت لاحق أخرين أيضا شاركوا بفتح المقبرة ، حيث لاقي سكرتير كارد الموت المفاجئ لينتحر والده بعدها ، لم يقف الأمر عند هذا الحد ، عند تشيع جنازة سكرتير كارد مات طفل صغير دهسا تحت حوافر الحصان ، الذي كان يجر عربة التابوت .
المليونير الأمريكي جورج جاي له قصة هو الآخر ، فهو لم يشارك في فتح المقبرة ، إلا إنه أصيب بالعمى عند رؤيته للتابوت و مات بعدها مباشرة .
حادثة أخري يخبرنا بها العالم هنري فيلد أثناء زيارته للمقبرة ، أنه شاهد إهداء كارد لصديقة يدا محنطة محاطة بسوار منقوش عليه ما فسر بالتالي اللعنة ستلاحق من ينقل جسدي ، ستصيبه النار و الماء و الهواء ، حيث تعرض منزل صديق كارد للحرق و تدمر بالكامل .
علي الرغم من حالات السرقة العديدة التي حصلت ، و تم التبليغ عنها إلا إنه لم تسجل أي حالة خاصة بالعنة ، ربما خوفاً من السارقين لتنكشف هويتهم . ربما
لكن الغريب في الأمر أن تلك السرقات ليست وليده يومنا هذا بل هي من زمن الفراعنة ، من الأشخاص الذين يجهزون الملوك للحياة الأخري ، حيث كل مقبرة و الجدران يوجد عليها منقوشات مفسرة علي إنها ستصيب السارق أو اي شخص معتدي باللعنة ، و لكن هم كانوا يسرقون و ينهبون القبور دون خوف ، فهل فعلاً السارقين القدامى كانوا علي علم أن هذه النقوش لم تكن إلا وسيلة لابعادهم ، أم أن الفقر و النقم علي الملوك هو الذي دفعهم لفعل ذلك ، لا أحد يعلم .
ما راي العلم في هذا الجدل التاريخي ؟
انقسم العلماء بين مصدق لهذه الفكرة و رافض لها ، حيث العلماء الذين يصدقون يرجعون الأصل إلي حوادث الموت و القصص الغريبة التي حدثت ، من أبرزهم الباحثة و العالمة سليمة إكرام
التي تقول أن مصطلح اللعنة كان موجود في مصر القديمة ، كنوع من الحماية لقبور الملوك ، و هو ما يبدوا واضحاً من النقوش علي جدران المقابر ، و أيضًا و كيل وزارة الآثار السابق عاطف أبو الدهب يعتقد في لعنة الفراعنة ، حيث يقول نحن في عالم يحمل الكثير من الغموض .
و في المقابل عدة آراء لعلماء بارزين ترفض هذه الفكرة
الدكتور زاهي حواس عالم آثار مصري و وزير سابق لشؤون الآثار.
فهو لا يعتقد في وجود اللعنة و يقول أن ما حدث كان محض الصدفة ، بالإضافة إلي الدراسات و الأبحاث التي أجراها هو و فريقه و علماء آخرين أيضاً ، و التي تثبت وجود غازات سامة تنتج عن تحلل المواد العضوية من مأكل و مشرب و ملبس كانت توضع مع جثة الفرعون الميت لتساعده في حياته الجديدة في عالم آخر ، أهم هذه الغازات غاز الرادون المشع و التي له آثار سلبية كثيرة علي الجهاز المناعي و التنفسي و العصبي في نفس الوقت .
أما عن كل ما أثير عن الحوادث التي تلت موكب نقل المومياوات الملكية
عام ٢٠٢١ فقد شهدت مصر بعدها حوادث مؤسفة منها حادثة قطار طوخ و جنوح السفينة في قناة السويس و الحرائق و تهدم الأبنية و ربطها بلعنة الفراعنه ، أكد الدكتور زاهي في مكالمة هاتفية لبرنامج تلفزيوني أن كل ما حدث ليس له أي علاقة بما يسمي لعنة الفراعنة و أن موت العلماء في السابق هو بسبب الجراثيم السامة في غرف المومياوات ، و هو ما تم التعامل معه جيداً فيما بعد عند فتح المقابر . ما رأيكم أنتم ؟
دكتور جمال محرز أيضاً رفض فكرة لعنة الفراعنة ، موضحاً إنه قضي معظم حياته في المقابر الملكية و لم يصبه اذي.
أقاويل أخري تقول أن دكتور جمال توفي اثر سكتة قلبية عند نزعة قناع توت عنخ آمون للمرة الثانية .
هل حدث ذلك بسبب اللعنة أم هو إنتهاء الأجل ؟
بعد كل ما تحدثت عنه يبقي السؤال الأبرز.
هل اللعنة حقيقه أم أسطورة ؟
هل تعتقدوا إنها فعلا حقيقة أم هي صدفه و قدر مكتوب ؟ ، ماذا عن السحر الأسود و حماية القبور بما يسمي الرصد؟ ، الذي يعود تاريخه للفراعنه و ربما إلي ما قبل الفراعنة ، هل لذلك صلة ؟ أو من يدري لعله بحثاً أخر.