قصيدة "نور الفجر"
ضوء الفجر
في الصباح الباكرِ، يطلُّ النورُ
يسابقُ العتمةَ، ويشقُّ السورُ
يطيرُ الحلمُ فوقَ أجنحةِ الأملِ
يخترقُ الغيمَ، ويغمرُهُ السرورُ
كلُّ زهرةٍ تفتحُ عينيها
لتستقبلَ النهارَ، بلا فتورُ
والأشجارُ تنحني للمطرِ
تتلقى منهُ الودَّ والعطورُ
يا ليتَ الفجرَ يدومُ
ويبقى النورُ بلا عبورُ
لكنَّ الليلَ لا يتركُ مكانًا
حتى يعودُ، بكلِّ غرورُ
هكذا هي الحياةُ، كالنهرِ
بينَ الفرحِ والحزنِ، نمورُ
نعيشُ أيامَنا بشغفٍ
ونحلمُ بالغدِ الذي يدورُ
وفي قلبِ الليلِ، نسعى للضياء
نبحثُ عن نجمٍ، بينَ السطورُ
فكلُّ يومٍ، ينبثقُ لنا
أملٌ جديدٌ، كزهرةٍ في البذورُ
والطيورُ تشدو ألحانَها
تنثرُ الفرحَ في كلِّ الدورُ
والرياحُ تهدهدُ أغصانَها
كأنها تغني للورودِ الشذورُ
بينَ السماءِ والأرضِ نرسمُ
قصصَ الحبِّ، والحلمِ، والدهورُ
نحفرُ أسمَنا في ذاكِرتِها
ونبني على الأملِ الجسورُ
والأطفالُ يلعبونَ في الساحاتِ
ضحكاتهم تملأ الزهورُ
كلُّ لحظةٍ في عيونهم
تفيضُ حبًا بلا ثغورُ
وفي مساءٍ هادئٍ، نتأملُ
أحلامَنا التي تجوبُ البحورُ
نرسمُ المستقبلَ بألوانِنا
ونكتبُ الحكايا على السطورُ
نحنُ أبناءُ الشمسِ والقمرِ
نحيا بينَ الفصولِ والدهورُ
لا نعرفُ الخوفَ أو الانكسارَ
نحاربُ الحياةَ بلا فتورُ
وفي كلِّ يومٍ جديدٍ، نبدأُ
حكايةَ عشقٍ لا تخورُ
نغني للحياةِ، بأعلى صوتٍ
ونرقصُ على إيقاعِ الزهورُ
فالفجرُ يأتي ومعهُ الأملُ
يكتبُ لنا قصةً بلا مرورُ
وكلُّ شمسٍ تشرقُ، تعدنا
بغدٍ أجملَ، يملأُ الصدورُ
وفي المساء، يعود القمرُ
يلقي ضياءهُ على الصدورِ
والنجومُ تنثرُ نورَها
تضيء لنا طريقَ العبورِ
كلُّ نجمٍ في السماءِ يهمسُ
بأملٍ جديدٍ لا يبورُ
والقلبُ يملأهُ السرورُ
حينَ يسمعُ لحنَ الطيورِ
وفي ظلالِ الليلِ، نسيرُ
نبحثُ عن أحلامنا في العطورِ
نقتبسُ منها عطرَ الوجودِ
ونغمسُ أرواحنا في النورِ
نسيرُ على دربٍ لا نعرفُ
إلى أينَ يأخذنا الممرورُ
لكنَّنا نؤمنُ أنَّ الفجرَ
سيأتي، ويملأ العمرَ بالسرورِ
نحنُ نعيشُ بينَ لحظتينِ
لحظةُ حلمٍ ولحظةُ شعورُ
لا نفقدُ الأملَ أبدًا
حتى لو تكسّرت الأجفانُ والنورُ
في كلِّ يومٍ نبدأُ من جديدٍ
نسعى نحوَ غاياتٍ لا تغورُ
نبني على الأملِ جسرًا
ونمضي في الحياةِ بلا نفورِ
يا ليتَ الفجرَ يدومُ دومًا
ويظلُّ النورُ في القلوبِ يدورُ
لكنَّ الليلَ لا يتركُ مكانًا
حتى يعودَ لنا بالفتورِ
ومعَ ذلكَ، لا نتركُ الأملَ
فكلُّ صباحٍ يحملُ نورُ
نكتبُ في السماءِ أمانينا
ونرسمُ من الفجرِ العبورُ
فالفجرُ هو بدايةُ يومٍ
يملأُ الأرواحَ بالحبورِ
ونظلُّ ننتظرهُ دومًا
ليحملَ لنا الفرحَ والسُّرورُ
يا ليتَ الحياةَ تكونُ مثلَ الفجرِ
بلا حزنٍ ولا غيابِ النورُ
فنحياها بلا خوفٍ
ونرقصُ على لحنِ الزهورُ
ومعَ كلِّ شمسٍ تشرقُ، نتجددُ
كزهرةٍ تنمو في البذورُ
ونظلُّ نحيا ونعشقُ
حتى نلتقي بآخرِ الفصولُ
وفي كلِّ خيطٍ من نورِ الفجرِ
تتجددُ آمالنا وتزهرُ الزهورُ
نمضي في دروبِ الحياةِ بلا خوفٍ
ونغني للأملِ، لا يخبو ولا يغورُ
نرى في بريقِ الشمسِ صباحًا
وعدًا بغدٍ أجملَ، لا يبورُ
فالحياةُ، كما هي، مليئةٌ بالعثراتِ
لكنَّ قلوبنا تظلُّ عامرةً بالنورُ
تذكرنا النجومُ في السماءِ العاليةِ
بأنَّ الأحلامَ لها أجنحةٌ تطيرُ
وفي قلبِ الليلِ، تنبثقُ إشراقةُ فجرٍ
تزيلُ عن دروبنا كلَّ شعورٍ بالعسرِ والنفورُ
نحنُ من نصنعُ من آمالنا
قواربَ تعبرُ بنا نحوَ المستقبلِ المأمولُ
ولا يهمُّ كم تعثرنا في الطريقِ
ما دمنا نحملُ في قلوبنا الأملَ المغمورُ
وفي نهايةِ كلِّ يومٍ نودعُهُ
ننتظرُ الفجرَ الجديدَ، ونتعلقُ بالسطورُ
فكلُّ خيطٍ من النورِ يهمسُ لنا
بأنَّ الحياةَ تستحقُ كلَّ بذلٍ وشعورُ
فنحنُ نحيا بالحبِّ والأملِ
نغرسُ في الحياةِ بذورَ السعادةِ والسرورُ
ونظلُّ ننتظرُ شروقَ كلِّ شمسٍ
لنغني من جديدٍ، ونحلمُ بلا غرورُ