شجرة اليقطين .. أمي الغالية ...........

شجرة اليقطين .. أمي الغالية ...........

0 reviews

أيّا مِبخرة عود النّدِ و العَنبرْ.. 

ايا جميلة الرّوح و المنظرْ.. 

كل الوجود مِن ريحها تعطرْ ..

هذي "صفاءُ الود" لا كذِب..!

..خجلت من شذى عِطرها ..

كل  ورود  البساتين.. 

تراقصتْ  على صدرِها ..

كلُ أوراق  الرّياحين.. 

و مياه السواقي لها مُنجذب..! 

لِمقدمها  أزاهير الرّوض فاح  .. 

تغنت بِاسمها عصافير الصباح ..

كأنها قِديسة تحملُ بيدها مِصباح ..!

و ظلام الليل مُنسحب..! 

ذاك ثوبُها   المُعتق  بالطيب ..

كأنهُ ياسمينةٌ تفتحتْ بِالأصيل ..

يُضاحكُ نسيمُها الفجر العليل.. 

يشهقُ بِعطرها القلب   الغليل ..

يا نزولَ الغيث مِن السُّحب.! 

إذا لثمت  كفيها   الشِفاهُ.. 

أذا قبّلت  جبينها  الافواه ..

ما خابَ حاجٌ اليها بِمسعاهُ ..

ترقرقَ في الوجدِ نهرٌ عذب ..!

تلفحنا نوائبُ الدّهر بِحرها ..

فنأوي إلى  ظِلها   الظليل ..

نلوذُ الى  حضنها   البتيل ..

شممنا عِندها اريجا رَطب.! 

..اذا ضاقت بِنا صروف الدّهرِ.. !

غماً…. و حزناً.. .. و نصبْ 

رقدنا   في    حِجرها..

تمسحنا   بِدفء  كفها ..

كم وسِعنا صدرها الرّحب..! 

تفتشُ الحارات عن صِبيانها ..

نفزعُ اليها إذ سمِعنا  نِداءها ..

فتغسلُ منِا وجوهاً عليها  غبرة.. 

و الرُّقيا   بآيات  سورة  البقرة ..

كم خشيتْ علينا فَحمةُ المَغرب..! 

.. وإذا ما رَجِعنَا من غربةٍ ..

وقفتْ عِند شرفة الشوق ..

وقلبها الواجفُ في خفقٍ ..

.. شرّعتْ  لنا  ذِراعيها..

.. تشرنقَ الدّمعُ  بِعينيها ..

تنادي.. هلمّوا إليا .. و اقترب.! 

نلجُ  بابَ   البيت   نزعقُها.. 

امّاه.. امّاه.. امّاه..!! 

فتلقانا بَوجهٍ بشوش طلقُ ..

و فيضا من القبلات غدقُ ..

فالبيت بِدونها خربٌ.. خَرب..! 

..تبيتُ  بِقربنا  في   سهرٍ ..

و بكفها   الدافئ   الناعم ..

و بصوتها الحنون  الناغم ..

تمسح بالذكر  وجوهنا ..!

تمسد  بِالحبِ   عيوننا ..!

ما غمض لها جفنٌ و ما تعب..! 

واذ رقدنا الفراش   من  لغبٍ

فرّت الى   ربها  على   عجلِ

رفعت أكفّ الضراعة في وجلِ 

وقلبها بالخواطرِ ملتهب ….! 

و في ليالي   الشتاء   الباردة ..

و المزراب ينشج خلف النافذة ..

شدت علينا لِحَاف الصوف ..

اشعلتْ النّار بِموقد الحَطبِ..! 

تبيت  ليلة    العيد   في   سهرٍ

محنّوة الظهرِ على مَكِن الخياطةُ

و حبّات عرقٍ على الجبين مهراقةٌ.. 

تغفوا لمبة الكاز.. و عينها سهرانة

تكابدُ آلام الرأس و الرّكَب..! 

في ليلة  عيد   الفطرِ  السعيدْ ..

تعجن التمر و السمن والسميدْ ..

فتزكوا رائحة الكعك في البعيدِ ..

يا طيبُ المأكلِ و المشرب..! 

واذا انقضى الشهر و هلّ هِلالهُ ..

و رحل الليل و معه    سِراجهُ.. 

و ديكُ   الفَجرِ  علا  صياحهُ ..

فنروح في فرحٍ و لهوٍ و طرب.! 

يسعى اليها الضيوف و المحبين ..

يغمرهم الحُبَ.. و فيض الحنين ..

كأنها عريشُ   شجرة  اليقطين ..

كل المهنئين منها في  جلب ..! 

يا مشهودةُ الخُلق في سِفر الأولين ..

يا محمودةُ الذِكر في صُحفِ الآخِرين ..

دعونا الله   ان   نكون   معاً.. 

على سررٍ في   جَنةٍ متقابلين.. ! 

..في رغدِ   عيشٍ  و قَضب..!! 

أيّا سلةً محشوةٍ  بزهرِ الياسمين ..

سيظل حُبك يسري في الشرايين ..

سيظل عبق الحاضرين و الغائبين

فهذي " صَفاءُ الوّد "  لا كذب..! 

افلت بعد رحيلها الشمس و القمر ..!

و انقطعت من بعدها خيوط المطر ..!

و يبست في غيابها عروق الشجر.. !

و كل ما تلاها  صار في صخب ..! 

سلاما عليك..! وداعا لك .. يا امّاً.! 

علمتنا نطق الحروف الهجائية.. 

و ترتيب حقائبنا المدرسية.. 

و سرد الحواديث المسائية ..

 

 

 

 

comments ( 0 )
please login to be able to comment
article by

articles

35

followers

2

followings

8

similar articles