"ذكاء المخاطر " عن المؤلف غيرد غيغيرنزر.

"ذكاء المخاطر " عن المؤلف غيرد غيغيرنزر.

0 المراجعات

لمن ينصح بهذا الكتاب ؟
•لعملاء البنوك و المصارف.
•للمراجعين و المرضى عند الأطباء و المراكز الطبية .
•لمتخذي القرارات الذين يسعون لأقصى فائدة ممكنة .

• عن الكتاب
"ذكاء المخاطر 2013م " , يتحدث الكتاب عن كيفية اتخاذ القرارات الجيدة في العديد من المجالات , منها : المالية و الصحية , كما يوضح دلالات و رموز بعض الأمور المتعارف عليها بشكل خاطىء , بالإضافة إلى توضيح الرؤية المتعلقة بالكثير من الأمور التي تدور من حولنا دون تضليل , و طريقة حساب الأمور للخروج بأقصى فائدة و أقل ضرر .

• عن المؤلف 
"غيرد غيغيرنزر " من  مواليد عام 1947 م , هو طبيب نفسي ألماني , يشغل الكثير من المراكز , فهو مدير فخري لمركز السلوك التكيفي و الإدراك , و مدير مركز "هاردينغ " لمحو أمية المخاطر , من مؤلفاته كتاب "الشعور الغريزي ", ز كتاب "الاستدلال ".

• المقدمة 
يلازم الإنسان طوال حياته الشّعور بالقلق والخوف من عدّة أمورٍ حياتيّةٍ، ولا ينتهي هذا القلق أبدًا، حيث يبقى متواصلًا فينتهي سببٌ ويبدأ آخر، وحلّ هذه الأزمات ومسبّبات القلق يكمن في اتّخاذ القرار الجيّد الّذي يعود بالفائدة ويقلّل من المخاطر، ففي الحياة لا يوجد ما يسمى بالأمر الأكيد، ولهذا لا يمكن اتّخاذ القرارات دون تفكيرٍ جيّدٍ ودراسةٍ مفصّلةٍ؛ لتجنًّب إلقاء نفسك في تهلكة المخاطر، ومع ذلك الجميع معرّضون للخطر وحدوث أمورٍ لم تكن بالحسبان.

• الخوف و وهم اليقين
بعد مرور الأزمات وانتهائها، تتجلّى الأخطاء في التّصرفات والأفعال، لنكتشف لاحقًا طريقة التّفكير الخاطئ والمشوّش الّذي كان أثناء الأزمات، إنّ الخوف يضلّل الرّؤية ويحدّ من مواجهة المخاطر، ولكون معظم التّعليم والإرشاد في حلّ الأزمات يكون نظريًّ، فعند وقوعها لا يعمل الكثيرون بهذه الإرشادات، لتكون هذه الأزمة التّجربة العمليّة الأولى.

التّخطيط للمستقبل بشكلٍ حتميٍّ وأكيدٍ من أكثر الأخطاء انتشارًا في أيامنا هذه، فلا شيء أكيدٌ ولا يمتلك أحدٌ القدرة على التّنبؤ بالمستقبل بشكلٍ يقينيٍّ، مثلما قال بينجامين فرانكلن: "إنّ لا شيء أكيدٌ إلّا الموت والضّرائب"، إنّ السّعي وراء وهم اليقين قد يدمّر الحياة ويعود بآثارٍ سلبيّةٍ، لذا يجب على الإنسان تعلّم العيش بيقينٍ أقلّ لتجنّب السّقوط، فمهما زاد أو قلّ احتمال الشّيء لا يمكن وصوله لليقين التّامّ الخالي من المخاطر.

• أنواع الاحتمالات و قواعد الإبهام
تنقسم المخاطر إلى مخاطر معروفةٍ كحالة الطّقس، وغير معروفةٍ والّتي يمكن استخدام الحدس والتّفكير لتوضيحها، وتتكوّن الاحتمالات من ثلاثة أنواعٍ، أولها: التّردّد وهو العمليّات الحسابيّة والإحصائيّة والاحتمالات، وثانيًا: التّصميم الماديّ الّذي يبنى على احتمالاتٍ وإحصائياتٍ سابقةٍ ومعروفةٍ ولها العديد من البرامج الحاسوبيّة، وأخيرًا: درجة اليقين الّتي تعتمد على أمورٍ ذاتيّةٍ، كالخبرة العمليّة، والانطباع العامّ أو الحدس، والأهمّ من الحساب والإحصاء هو التّواصل معها عن طريق فهمها ومعرفة آثارها، لتحقيق الغاية والهدف.

أمّا عند التّعرّض للحالات الطّارئة أو الأزمات المفاجئة؛ فإنّ قواعد الإبهام هي الحلّ الفعّال السّريع لهذه الطّوارئ، حيث إنّها لا تعتمد على الكثير من المعلومات والتّفاصيل، فالبعض يطبّقها وهو واعٍ لها، والبعض الآخر يطبّقها باللّاوعيّ لاشعوريًّا، إنّ هذه القواعد ليست حدسًا أو حظًّا، إنّما هي ذكاءٌ فطريٌّ يكون في توجيه النّظر على الهدف ضمن رؤيةٍ استكشافيّةٍ دون تفاصيل، وتؤدّي لاتّخاذ قرارٍ جيّدٍ ومفيدٍ في وقتٍ وجهدٍ أقلّ، حيث أثبتت قواعد الإبهام فعاليّتها في بساطتها.

تدخل الاحتمالات والإحصائيّات في الكثير من المجالات الحياتيّة، منها الألعاب والمسابقات، على سبيل المثال في برنامج المسابقات الشّهير"هيّا نعقد صفقةً"، كان يوجد في المسابقة ثلاثة أبوابٍ، بابان وراءهما ماعزٌ، وبابٌ وراءه سيّارةٌ، في أحد الحلقات عند اختيار المتسابقة للباب الأوّل، فتح مونتي الباب الثّالث وكان وراءه ماعزٌ، ومن ثمّ عرض مونتي على المتسابقة تبديل إجابتها وقبلت، وكان هو الباب الفائز الّذي وراءه السّيارة، تعتمد هذه الألعاب على عدم اليقين من الإجابة الصّحيحة، والاحتمالات لا تعطي نتيجةً مضمونةً، إلّا أنّ تبديل الإجابة عاد بفوز المتسابقة، أمّا عند عرض النّقود بدلًا من فتح الباب، فالأفضل هو اختيار المال، فهو النّتيجة المضمونة، ويكون هذا باستخدام قواعد الإبهام الّتي تسعى لتحقيق أكبر فائدةٍ وأقلّ خسائر ممكنةٍ، أمّا في المجال الرّياضيّ، فيعتمد الخبراء على حدسهم وغريزتهم في اتّخاذ قراراتهم، على عكس المبتدئين الّذين يعتمدون على المعلومات والإرشادات الملموسة.

• القرارات الدفاعية و أنواع الأخطاء
الأخطاء موجودةٌ في كلّ مكانٍ، وإن لم تكن، فسيغيب الابتكار والإبداع معها؛ لأنّ الأخطاء تساعد على التّعلّم والاستفادة منها ولا تدلّ على الغباء، تقسم الأخطاء إلى نوعين: أوّلهما النّوع الجيّد المفيد، كأخطاء الأطفال الّتي تساعدهم على التّعلّم منذ الصّغر، وكخطأ المكتشف كريستوفر كولومبس عندما كان يبحث عن طريقٍ بحريٍّ يصل إلى الهند فاكتشف أميركا بسبب هذا الخطأ، أمّا عن الأخطاء السّيّئة، فهي مبنيّةٌ على اليقين وعدم الخطأ، وهذه الأخطاء قد تقلّل من الإبداع، وتزيد العقبات والمصاعب.

يخاف المعظم عند ارتكاب الأخطاء ويخبئونها خجلًا، إلّا أنّ من الأفضل نشرها للاستفادة منها، كنظام الطّيران الّذي قام بإنشاء قوائم للتّدقيق، والّتي تحتوي على أخطاء رحلات الطّيران السّابقة،؛ ليستفيدوا منها، ولتجنًّب تكرارها، ولتكون رحلات الطّيران أكثر أمنًا وسلامةً، أمّا عن النّطاق الطّبيّ، فيتعامل العاملون في هذا المجال مع الأخطاء بجدّيةٍ أكبر، باعتبار أنّ أيّ خطأ صغيرٍ سيؤدّي إلى لجوء المريض إلى القضاء لمحاسبة المقصرّين؛ لذا قام الأطّباء بإنشاء قوائم إعداداتٍ وخطواتٍ لتقليل احتمال حدوث الأخطاء، حيث تساعد هذه القوائم في الحفاظ على حياة المرضى، وهي خطواتٌ بسيطةٌ لا تزيد من التّكاليف، وليست بحاجةٍ لعمّالٍ جددٍ،مثلا اتّباع عددٍ من الخطوات الوقائيّة قبل إجراء فحص الدّمّ مثلًا.

يتّخذ العديد من العاملين بشتّى المجالات القرارات الدّفاعيّة الّتي تشتمل على قراراتٍ وإجراءاتٍ لا داعي لها، ولكن يتّخذونها لإخلاء مسؤوليّتهم الشّخصيّة والدّفاع عن أنفسهم، كلجوء معظم الأطّباء إلى فحوصاتٍ وصرف أدويةٍ فقط، خوفًا على أنفسهم من اللّوم والمسائلة القانونيّة.

•المعاملات المالية و المصرفية 
يراقب الكثيرون الأسواق الماليّة، كأسعار صرف العملات والتّوقّعات والتّنبؤات، ولكنّ هذه التّنبؤات ليست بالأمر اليقين، بل هي توقّعاتٌ معرّضةٌ للصّواب والخطأ، وتعدّ المشاكل الماليّة كثيرةً ومجالها واسعًا، والأغلب يرى في حلّ هذه المشاكل الحلول المعقّدة الّتي ليست بالضّرورة أن تكون فعّالةً، على سبيل المثال فاز هاري ماركويتز بجائزة نوبل في الاقتصاد جرّاء حلّ المشاكل الماليّة باستخدام التّباين المتوسّط أو "نظريّة المحفظة"، الّتي هي من قواعد الإبهام وتنصّ على (N\1) أي أخذ النّصف من المال لتفادي ما قد يعود به من ندمٍ، سواءً كان بسبب الخسارة أو الرّبح.

عندما تقلّل من يقينك وتبسّط الأمور، ستعطي نتائج أفضل من تعقيدها، كما يمكنك البحث عمّا هو في صالحك وفائدتك من خلال الفهم الجيّد لكلّ المعاملات وتفاصيلها وفوائدها ومخاطرها، وعدم ترك أيّ شيءٍ مبهمٍ، حيث يستخدم الكثير من العاملين في الشّركات والبنوك مفاهيم معقّدةً ومبهمةً، لمحاولة تضليل النّاس، وإقناعهم بسهولةٍ ليستفيدوا منهم، فإنّ محاولة الفهم والاستفسار عن شيءٍ ما ليس أمرًا مشينًا وقد يحدّ من الخسائر الماديّة.

• القرارات الغريزية و القائد الجيد 
ينبع القرار الغريزيّ من الدّاخل دون أسبابٍ مقنعةٍ، البعض يفضّل القرارات المبنيّة على الدّراسات والإحصاءات الواقعيّة الملموسة، والبعض الآخر يفضّل استخدام حدسه في اتّخاذ القرارات، يستخدم الهرم الوظيفيّ بجميع مراتبه الحدس في اتّخاذ بعض القرارات ولو كانت قليلةً، ولكن أحيانًا مع عدم وجود مبرّراتٍ وأسبابٍ عقلانيّةٍ ومنطقيّةٍ لرفض أو قبول القرارات، يلجؤون إلى القرارات الدّفاعيّة لتجنّب المسؤوليّة وحماية أنفسهم.

يعتمد القائد الجيّد على أدوات التّكيّف في اتخّاذ القرارات، وهي مجموعةٌ من قواعد الإبهام، حيث تشمل السّماح للموظّفين بأداء وظائفهم براحةٍ، وتعزيزهم ومنحهم الاستقلال في الابتكار والإبداع، ومنحهم الحوافز الماديّة الّتي تعطيهم الدّافع للاستمرار في العطاء وتقديم الأفضل، واعتماد اللّامركزيّة في التّشغيل والإستراتيجيّات، ويتميّز القائد الجيّد بمرونة التّعامل مع موظّفيه، واستماعه لهم، ويختلف كلّ قائدٍ عن الآخر في أسلوبه وقواعده، ولكن يشترك الجميع في اتّخاذ القرارات المناسبة في الوقت المناسب.

• إقتباس 
“An intuition is neither caprice nor a sixth sense but a form of unconscious intelligence.”


"الحدس ليس نزوةً ولا حاسةً سادسةً ولكنّه شكلٌ من أشكال الذّكاء اللّاواعي."

• الخاتمة 
العالم في مختلف مجالاته لا يقين به حتّى وإن كثرت المعلومات والإحصاءات، ويكمن الحلّ في تقدير وتقييم المخاطر، ومحاولة الحصول على أعلى فائدةٍ ممكنةٍ، وعدم الشّعور بالإحباط عند التّعرّض لأزماتٍ، حيث إنّها مستمرّةٌ طوال الحياة وتتوالى حتى الممات، من أزماتٍ ماديّةٍ وصحيّةٍ واجتماعيّةٍ وغيرها، فالأهمّ هو القدرة على اتّخاذ القرار المناسب الّذي يعود بأقلّ خسائر ممكنةٍ، و  أهمّ خطوات النّجاح في اتّخاذ القرارات الجيّدة تتمثّل بالتّعلّم وزيادة الوعيّ منذ الصّغر، وتوعية الأطفال والمعلّمين والخبراء وجميع فئات المجتمع، وتعليمهم الدّلالات في الاحتمالات والنّسب والإحصائيّات وليس فقط حفظها، والمهارات الرّياضيّة المختلفة في عالم الحساب، وما تعنيه النّتائج الإيجابيّة والسّلبيّة والإنذارات الكاذبة؛ لتنتج بيئةً متوازنةً متكاملةً يعمّها الثّقة وعدم الاستغلال.

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة

articles

10

followers

10

followings

1

مقالات مشابة