فك خيوط أغرب جريمة قتل في المغرب٫ بعد 12 سنة من ارتكابها
في سنة 2012، وفي إحدى حلقات البرنامج التلفزيوني الشهير " مختفون " الذي يعنى بحالات الاختفاء بالقناة الثانية المغربية، ظهرت سيدة مكلومة، وهي تناشد المغاربة، بمساعدتها في العثور على زوجها الذي اختفى في ظروف غامضة، كانت الزوجة حزينة وتبكي بشدة خوفا على زوجها المختفي، وتحكي كيف أنها هي وأبناؤها أصبحوا يعيشون الحزن على فراق الاب والفقر من بعده، لأنها ربة بيت ومريضة بالقلب، وأن الاب كان هو الوحيد الذي يعمل لإعالتهم، وبحسب تصريحات الزوجة في ذات البرنامج، أن زوجها كان في البيت، قبل أن يأتي لزيارته رجل مجهول بسيارة، ركبها الزوج ثم اختفى إلى الأبد .
الصدمة بعد 12 سنة من غياب الزوج
في نهاية شهر ماي من العام الجاري، عاش الرأي العام المغربي، تحت وقع صدمة هائلة جدا، حين قدمت قوة من الشرطة العلمية، إلى أحد البيوت الشعبية في مدينة مارتيل بشمال المملكة المغربية، وبدأت تبحث في مرآب بأسفل البيت، لتنتشل بقايا جثة.
الصدمة الثانية، كانت أن المنزل هو نفسه منزل السيدة التي ظهرت في برنامج مختفون تبكي على فراق زوجها، والجثة التي عثر عليها، ما هي إلا جثة الزوج المختفي.
أما الصدمة الثالثة والكبيرة، فهي اعتقال زوجة المختفي، وذلك بتهمة قتل الزوج ودفنه بمرآب المنزل الذي يعود إلى ملكيتها.
جيران الزوجة القاتلة، وهم يتابعون تطورات واقعة جريمة القتل هاته، والتي حصلت سنة 2012، وانكشفت فصولها بعد 11 سنة، بالضبط في مايو سنة 2023، كانوا مصدومين، لأنهم كانوا متأكدين من أن الزوج اختفى فعلا، وكانوا يَرثون لحال الزوجة وأبنائها، حيث لم يستوعبوا أنه طيلة هذه المدة والزوج مدفون بينهم، وأن الزوجة الطيبة والتي ظلت تبكي طيلة هذه السنين، هي نفسها القاتلة.
كيف اكتشفت الجريمة؟
شقيق القاتلة هو نفسه شريكها في الجريمة، حيث قام بتقديم نفسه للمصالح الأمنية بمدينة القنيطرة ( مدينة صغيرة توجد قرب العاصمة المغربية الرباط)، واعترف بتفاصيل الجريمة، وأخبرهم بمكان دفن بقايا الجثة، وبحسب ما قاله للشرطة، فإنه ندم ندما شديدا على ما اقترفت يداه، وأن ضميره ظل يؤنبه طيلة السنوات 11 الماضية، ليقرر في الأخير أن يعترف بالسر ويرتاح. وقد اعترف شقيق الزوجة، بأنه كان شريكا في التصفية الجسدية لصهره، مؤكدا تورط شقيقته أيضا في الجريمة.
مباشرة بعد اعترافات أخ الزوجة، اتصلت مصالح الشرطة القضائية بمدينة القنيطرة بمصالح الشرطة القضائية بمدينة تطوان، وذلك للتحقق من صحة الشهادة التي أدلى بها شقيق زوجة المختفي، لتقوم المصالح الأمنية بمدينة تطوان، بإجراء عمليات البحث والتحري، وتتأكد من وجود بقايا جثة بمرآب المنزل الذي تقيم به الزوجة. وبحسب المصدر الأمني، فإن الزوجة اعترفت بسهولة بكل المنسوب إليها.
إعادة نشر مقاطع فيديو نداء الزوجة القاتلة في البرنامج التلفزيوني " مختفون"
بعد انكشاف خيوط هذه الجريمة النكراء، بعد أكثر من 11 سنة من وقوعها، أعاد نشطاء مغاربة نشر مقطع فيديو من حلقة بثث سنة 2012، للزوجة القاتلة وهي تبكي على زوجها المختفي في برنامج مختفون الشهير، على القناة التلفزيونية الثانية المغربية، حيث ظهرت الزوجة وهي تمثل ببراعة دور الزوجة المكلومة والمحروقة على اختفاء زوجها وتناشد عموم المغاربة من مواطنين وسلطات مساعدتها من أجل العثور عليه.
لعنة كبيرة وراء هذه العائلة
الغاز هذه العائلة لم تتوقف هنا، فالمآسي لم تتوقف باختفاء ومقتل الاب، حيث أن الابن البكر للزوجين، اختفى هو كذلك سنوات قليلة بعد اختفاء أبيه، وأصبح يشك العديد من المتابعين، في كون قد تمت تصفيته هو كذلك، حيث يشك بعض الأشخاص في أن الابن قد اكتشف الجريمة، وقامت الام بقتله كذلك.
لم تتوقف اللعنة هنا، بحيث أن الابنة الكبرى التي ظهرت مع الام في البرنامج نفسه، وهي كذلك محروقة على أبيها، توفيت قبل سنوات، في ظروف غامضة، ويتساءل المتابعون، أية لعنة أصابت هذه الأسرة؟؟
