مأساة اختفاء قرية بأكملها في المغزب

كان الامر مرعبا ٫ ليلة سوداء عاشها المغاربة٫ ففي ظرف 20 ثانية انقلبت الدنيا رأسا على عقب٫ تزلزت الارض في المغرب واهتزت معها القلوب في كل العالم٫ ففي ليلة الجمعة 8 أيلول/سبتمبر 2023 وعلى الساعة ال11 ليلا و10 دقائق ٫ اهتزت الارض ٫ لقد كان زلزالا مدمرا ٫ بقوة 7 على درجة ريشتر٫ حيث سقطت المنازل وأصحابها نيام٫ ومع توالي ساعات الصباح انهالت الأخبار  المحزنة والقصص المأساوية  عن مخلفات الكارثة الطبيعية٫ التي قتلت حوالي 3000 قتيل والالاف من المصابين. وأبرز هذه القصص المأساوية كانت عن  قرية معزولة تسمى تنزيرت ٫ حيث أنها مسحت تماما من الخريطة ومات كل سكانها.

قرية تنزيرت

قرية تنزيرت هي واحدة من  القرى القريبة من مركز الزلزال المدمر٫ مما جعلها من بين النقاط التي سجلت أكبر وأهم الخسائر البشرية والمادية. هي قرية جبلية تقع جنوب مدينة مراكش٫ عدد سكانها لا يتجاوز الألف٫ وجل منازلها قديمة تعود لسنوات طويلة مضت٫ القرية صغيرة المساحة وبسبب موقعها الجبلي٫ كانت شبه معزولة عن باقي المناطق القريبة منها.

قصة تنزيرت المنكوبة بسبب الزلزال

قرية تنزيرت المنكوبة٫ هي بلاشك واحدة من أكثر قصص زلزال المغرب ألما وحزنا٫ فهي قريبة من مكان الزلزال٫ اذ تبعد بمسافة 80 كيلومتر جنوب مراكش مركز الهزة٫ حيث تسبب الزلزال في انهيار كل منازلها على أصحابها الذين كانوا  وقتها نائمين.

 مازاد من المأساة ومن تعقيد الامور٫ هو أن الطريق المؤدية الى القرية قطعت٫ بفعل الانهيارات الصخرية التي سببتها الزلزال٫  حيث أن المسلك الوحيد الذي أصبح ممكنا هو منعطف  صغير ضيق للغاية٫ يوجد قرب قرية ماريغا ٫ حيث تحولت القرية الي قرية معزولة تماما٫ مما جعل وصول فرق الانقاذ والاغاثة إليها صعبا جدا ٫ وعليه تحولت مأساة ساكنة القرية إلى  أحد أكثر المآسي الإنسانية تأثيراً.

ففي الساعات الأولى لحصول الزلزال٫ حيث كان الكثير من الضحايا لايزالون أحياء من ساكنة القرية٫  أغلبهم كان عالقا تحت الركام٫ بحيث كانوا بحاجة ماسة إلى بصيص أمل ينقذ حياتهم٫ لكن للاسف فإن المسعفين والمتطوعين لم  يتمكنوا من الوصول إليهم في الوقت المناسب٫ بسبب الطريق الصعبة التي كانت مقطوعة٫ بحيث حولتها إلى قرية منكوبة معزولة . للاسف قوة الزلزال مع صعوبة الوصول الى القرية٫ جعلت فرص العثور على أحياء شبه منعدمة.

وبحسب ساكنة قرية ماريغا المجاورة٫  والتي تبعد عن القرية المنكوبة بمسافة 10 كيلومترات٫ فإن ما حصل هو بالفعل كارثي٫  وأن الوصول الى تنزيرت من قريتهم ولو ان المسافة قصيرة٫ لا يمكن أن يتم  الا عبر   صعود الجبال الشاهقة والمرور من طرق جد ضيقة ومتعرجة بشكل يجعل المرور منها خطيرا جدا.

ففي الايام العادية٫ قبل وقوع الزلزال المدمر٫  كانت ساكنة قرية تنزيرت  تعاني كثيرا لأجل التنقل للحواضر٫ لاجل الوصول الى المستشفى وعلاج أبنائها٫ كما عانت القرية كما القرى الجبلية المجاورة من نقص كبير  في المرافق الخدماتية٫ فهي معزولة  حتى قبل أن يحصل الزلزال المدمر٫ ولتكتمل المأساة تحولت تنزيرت بعد الزلزال الى حطام وبقايا منازل دفن تحتها الاهالي٫ لقد اختفت وللاسف القرية.

انه لمن المحزن٫ ان نقول بان  القرية لم تعد موجودة٫ وانتهت قصة قرية معزولة اسمها  تنزيرت٫ تدمرت القرية تماما بسبب زلزال اكتوبر 2023 ومسحت تماما من الخريطة ٫ حيث لم ينجو ولا فرد واحد من الاهالي٫ كما تدمرت المنازل جميعها.