أين هي تجربتي؟

أين هي تجربتي؟

0 reviews

أين هي تجربتي؟


من المؤكد أنك صادفت يوما، حوارا تلفزيا لشخص في مقتبل العمر، يتحدث عن إنجازاته و وخبراته. فتشدك سيرته الذاتية لما تحويه من مؤهلات ، و انجازات عدة ، وتجارب  متنوعة ،مما مكنه من  البروز رغم صغر سنه.
تتابعه بإهتمام وإنسجام تام ،لنهاية الحوار قبل أن يبدأ حوارك الداخلي.أين هي تجربتي؟

 


أين هي تجربتي ؟


التجربة هي ختم جواز سفرك اللذي من دونها لا يمكنك المغادرة . تفسح لك مجالات للاكتشاف والتعمق الذاتي قبل ان تكون خبرة تتقاسمها مع الآخر ،هي جولتك الروحية والنفسية  والعقلية اللتي لن يخوضها عنك  شخص آخر ،ولذا فأنت ملزم  ان تضمنها  ارشيفك الداخلي .

 

 

 

تنبع شخصيتك  وفرادتها،من جعبتك وما تحويه من تجارب ذاتية، هي ما تشكل شخصيتك وتصقل معدنك .
فتصنع منك شخصية قوية، مستقلةبأرئيها وأفكارها، قادرة  على اتخاذ القرارات الحاسمة، دون تردد أو تأجيل ،نظرا لما خبرته في الحياة، من قصص وتجارب غزيرة، عززت نظرتك وحكمك على الامور، وروت فكرك بعصارة  الحياة.


كيف أصنع تجربتي؟

 

• حاول أن تنزع عنك جلباب والديك، و  أدخل معترك الحياة الحقيقية   في سن مبكرة.

• إعمل حتى وإن  كنت لازلت طالبا.فالعمل يعلمك روح  المسؤولية، ولإعتماد على الذات مبكرا. كما يحقق لك الاستقلالية المادية، التي تحفزك للبذل أكثر.
لا يهم ما نوع العمل، بقدر أهمية التجربة   في حد ذاتها اللتي تكسبك خبرة  ،قد لا تختبرها أبدا لولا التجربة.


• للتجربة دور مهم في بناء الوعي لديك، وتعزيز ملكة التفكير  السليم، القائم على المنطق، والتمييز بين الاشياء، على عكس من ليس له خبرة.


• إستشر فما خاب من إستشار. أن تستأنس لرأي والديك، أو من هو أكبر منك  سنا، وتجربة في الحياة، ليس بالامر السيء ، لكن يجب ان تقف  عند حدود المشورة، بينما ينبع القرار منك أنت وحدك.


• لا تخف حتى وإن كانت قرراتك خاطئة أحيانا، المهم أن  تعتمدها على أساس عقلي ومنطقي، وأن تشور على قلبك أيضا ،دون أن تتنازعك الأهواء.

• أن تكون مسؤولا مسؤولية كاملة أمام نفسك، وأمام الاخرين ،في حالة الوقوع في الخطأ ، وأن تنزع عنك صفة الجبن ،و الإختباء وراء إصبعك الموجه لإحدهم.

 

•  قيم حجم خسارتك ،وحدد الاخطاء فيها وتعلم منها درسا ،للأيام القادمة. فهو من شأنه أن يعلي فيك روح المسؤولية والتحدي . فالشخص المسؤول والملتزم بقراراته، يكون محل ثقة وإحترام من قبل الاخرين.

 

• إقرأ و إقرأ ثم إقرأ، إن القراءة هي بوابتك نحو عوالم المعرفة والتعلم ، تثري زادك  تنمي مداركك العقلية، وتعلمك التفكير الموزون والتحليل العميق للامور .وهو ما يؤهلك لأن تكون أحكامك موضوعية بدون إنحياز.

 •  تعلمك  التجربة، الانضباط والجدية، مع حضور ذهني  سريع،  يمكنك من الحسم و المواجهة عند اللزوم.

 

• من خلال التجربة فقط ،يمكنك التعرف على ذاتك ، تختبر فيك قوة التحمل  والصبر على المعوقات  ،و مدى ايمانك بهدفك النهائي، والمثابرة الوصول إليه .

 

• كن اجتماعياو عزز  روح التطوع فيك.
إن إنخراطك في الحياة الاجتماعية بمختلف هياكلها ،من جمعيات (الهلال الاحمر/منظمات الاغاثة/الاتحادات) ،و المنظمات الشبابية(الكشافة/ المصائف والجولان)  والمجتمع المدني. كفيل أن تجعل منك شخصا إجتماعيا بدرجة اولى، محب للمشاركة والتعاون، واعي بمشاغل مجتمعك.
مما يرفع إحساسك بالاخر وبدعمه، ويؤصل فيك روح المواطنة.

 


أعطيني حريتي أطلق يديا


كمجتمعات شرقية تحكمها العاطفة، تظل تحوطنا الوصاية الابوية، الى مرحلة عمرية متقدمة. مستأنسين بمقولة "أكبر منك بيوم أكثر منك حيلة"
وعلى هذا الاساس، يتعامل معنا والدينا و لأوصياء فينا و أولياء أمورنا، كحائط دون دعامات ،أيل للسقوط في كل لحظة، إن نحن خرجنا من تحت وصايته.

 

{ اولادكم ابناء الحياة المشتاقة الى نفسها،بكم يأتون الى العالم،ولكن ليس منكم. }
[جبران خليل جبران]

 

قد يعز الأمر كله الى العاطفة الجياشة، التي تميزنا كمجتمعات شرقية، مبنية على روح الجماعة والاحاطة بها معنويا وماديا.
وهو و إن يكون له إيجابيات عدة فإن له سلبيات أيضا:


• حيث يخلق روح الاتكالية فينا
• الهروب وعدم تحمل المسؤولية خاصة عند الخطأ مع الاعتماد على من يصلح من ورائنا.
• عدم القدرة على إتخاذ قرار أحادي
• التشكيك في القدرات وإنعدام الثقة في النفس
• المماطلة والتسويف في الانجاز
• إتخاذ قرارات مبنية على العاطفة وعدم اعتماد العقل والمنطق في تحليل الامور.

 

من أقوى نقاط الفردية،  انها تخلق شخصا مسؤولا مسؤولية كاملة، عن نفسه وبالتالي عن  المجتمع . قادرا على اتخاذ قراراته بوعي كامل ، والالتزام بها ، مع بصيرة نافذة وعقل متفتح على كل المشاريب، و الاختلافات. على عكس المجموعة المنغلقة على ذاتها ، والتي تجتر ماضها.

ولأن الحاجة هي أم الاختراع.  فالفردانية  دائما ما كانت هي  مصدرا  لكل الاختراعات، والاكتشافات التي تضفي رفاهية على حياتنا اليوم

 


تتدرج على سلم عمرك، بين صعود هبوط ترهقك فيها الحياة،  بتجارب  واختبارات، لكن تكمن نشوة الظفر في قيمة الرحلة.

 


[التجربة] [الخبرة] [الحياة] [العمل] [المسؤولية] [الانجازات] [الشخصية]

 

 


نرجو أن ينال المقال إعجابكم ،وتابعوا
باقي مقالاتنا.

 

 

 

 

 

 

 

 


   

comments ( 0 )
please login to be able to comment
article by

articles

10

followers

3

followings

7

similar articles