كن أسعد الناس في حياتك الدنيا

كن أسعد الناس في حياتك الدنيا

0 المراجعات

كن أسعد الناس بالدنيا

يعتبر البحث عن الراحة والسعادة في الحياة الدنيا من المطالب العليا والأساسية لدى كل إنسان، فالراحة والسعادة هي الغاية التي يؤملها كل إنسان من الحياة بأسرها, ولا سبيل أمامه لنيل هذه الراحة والوصول إلى تلك السعادة إلا بالرضا. فهناك الكثير من البشر لا يرضى عن نفسه ولا يعجبه حاله، ولا رزقه، ولا زوجه، ولا ولده، ولا أهله، فهو آسف دومًا على ما مضى من عمره، مهما وصل في دنياه من العلو، ومهما حقق في حياته من نجاح, وهو يتقلب بين مشاعر السخط وأفكار الحسرة والندم والأسف في الليل والنهار, فلا يعرف للرضا طعمًا ولا يتذوق في الحياة نعيمًا، ولا يشعر في دنياه بلذة، ولو علم المسكين ما في الرضا بالمكتوب من الطمأنينة والراحة وهدوء البال والشعور بالبهجة, لفرح بكل قليل, ورضي بفوات كل كثير. أما إصراره على الندم والأسف في الليل والنهار، فلا يزيده إلا مرضًا، ولا يملؤه إلا حسرة وكآبة ، فينتهي به الحال إلى الحقد والحسد على الآخرين، مهما تعددت عنده الخيرات.

وفيما يلي بعض النصائح التي تعين على التخلص من هذه المشكلة:

أولًا: عليك بالاستعانة بالله في سبيل التخلص من هذه المشكلة، فتدعوه وتخلص في دعائه، وتلح عليه في السؤال والطلب؛ لأنه سبحانه يحب الملحين في الدعاء، ومن لم يسأل الله يغضب عليه.

ثانيًا: انظر أمامك ولا تنظر إلى الوراء, وتأمل أحوال غيرك من المكروبين والمهمومين،  وغيرهم من أصحاب المصائب المختلفة, فإن تدبرت أحوال هؤلاء سهل عليك كل صعب، وهان عليك عسير، ولقلت في نفسك الحمد لله الذي عافاني مما ابتلى به غيري، ولذلك لا تندم إلا على معصية الله سبحانه وتفويت الكثير من الطاعات, ولا تتحسر على ما فات إلا لتجتهد فيما هو آت، واعلم أن كل ما هو من كسب الدنيا آت آت.

 

ثالثًا: لا تغتر بالدنيا, ولا تفرح بها فهي غرورة وزائلة غير باقية وما عند الله خير وأبقى، فكل من سكن الأرض وعمرها من الملوك وشعوب الأمم السابقة يسكن الآن باطن الأرض، وما خبر هؤلاء عنك أيها القارئ ببعيد.

رابعًا: تأمل نعم الله عليك، فكل واحد في هذه الحياة الدنيا يمتلك الكثير من النعم الكثير ولكن لا يشعر بها، وفكر فيما لو أنك حرمت من تلك النعم يومًا ما, عندئذ ستعرف قدرها، وستشعر بفضل الله عليك بها، فتشكره على ذلك. 

خامسًا: دع الخمول والكسل والغل والحقد والحسد، وعليك بالسعي الجاد والعمل الدؤوب على تعليم نفسك الرضا، وتدريبها على ذلك، فإن نجحت في ذلك فلن تتأثر بما تجده عند غيرك مما هو ليس في يدك، وكنت أفرح الناس بدنياك؛ لأن من ملأ الله قلبه بالرضا فلا يتأثر بما يجده عند غيره مما ليس في يده. 

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة

المقالات

5

متابعين

13

متابعهم

26

مقالات مشابة