اضطرابات و تقلب نوايا

اضطرابات و تقلب نوايا

تقييم 0 من 5.
0 المراجعات

                            اضطرابات و تقلب نوايا

 

قبل ما أبدأ وأقولّكم القصيدة اللي جاية، لازم نتكلم بصراحة عن شكل الناس اللي بقينا نشوفه حوالينا كل يوم. بقينا عايشين في زمن الكلمة اللي تتقال في وشّك غير اللي تتقال في ضهرك، والابتسامة اللي تشوفها غير اللي القلب شايلها. ناس تبان طيبة، وقلوبها مليانة غيرة… وناس تبان قريبة، وهي في أول فرصة تقلب عليك.

والمشكلة إننا مش بس بنقابل ناس بوشّين، لكن كمان بنقابل ناس مش راضية عن حياتها ولا حالها، وكل ما تشوف غيرها كويس تحسّ إن الدنيا بتمشي ضدّها. بدل ما يتعبوا على نفسهم، يفضلوا يبصّوا للي في إيد غيرهم… ولو اتقدّمت خطوة، يتغاظوا… ولو وقفت مكانك، يشمتوا… ولو اتأخّرت، يقولّوا “أصلها كانت باينة”. كأنهم مش لاقيين راحة غير لما يشوفوا حد تاني بيتعب أو بيقع.

ومنهم كمان النوع اللي ما يعرفش يسيب حد في حاله، تلاقيه يدخل في حياتك من غير ما تطلب، ويعلّق على حاجتك، وعلى شكلك، وعلى طريقتك، وعلى رزقك، وفي الآخر يقولّك: “أنا بتكلم من محبة”. وهما في الحقيقة لا محبة ولا حاجة… مجرد ناس اتعودوا يفتشوا في حياة اللي حواليهم، حتى لو مفيش حاجة تخصّهم أصلًا.

وبين كل الأنواع دي، تلاقي الفرق كبير بين اللي يحبك بجد وبين اللي يمثل… بين اللي قلبه ثابت وبين اللي يتغير في ثانية… بين اللي يقف جنبك، وبين اللي يسيبك وقت ما تحتاجه. وده اللي بيخلّي الإنسان يعاني، لأن القلوب بقت مش مفهومة… والناس بقت زي الفصول، يوم ربيع ويوم شتا يلسع.

والقصيدة اللي هتسمعوها دلوقتي بتحكي بالضبط عن الحالة دي… عن الناس اللي تبان ملايكة، وفي باطنها شياطين… وعن اللي يبتسم لك ويغدر، واللي ما يعجبوش حاله ولا حال غيره… وعن الاختلاف الكبير بين ظاهر الناس وباطنها.

ودلوقتي… اسمعوا الأبيات.

يال   الذي هو  آه  منهما 

                              و  يال  من  آه  و هو  و ليس  منا 

و ويل لشريك أعان علينا 

                              و ويل   لمن  أعان   و  ليس   منا

ف  شتان بين الظلم وبيننا

                              وبيننا   وبين  العطا  والخير  شتا

وشِتا بين القلوب  وبعضها

                              وبينهم     وبين     بعضهم   صفا

وصفا   بين  القوم  أحوالنا 

                              ولا تعجب  إذا عجبوا   من  عجبنا

واروي إذ نحن احبه بعضنا

                               واروي   إذ  عجب   الانام   لكرهنا 

وأكثر  الناس   هذا   حالها

                               ك اليوم     يحمل    ليلة     ونهارا

بل  إن  من  أحوالهم  شتا

                               ك الاختلاف بين الأرض وسماها

عند اللقاء  احبه  أصحابنا 

                               و عند     الوداع    يرموننا    بهتانا

 

وبكده تكون القصيدة وصلت لكل اللي جوانا… لكل اللي شاف ناس بوشّين، واتخدع في ابتسامة، واتطعن من أقرب حد، واحتار بين اللي ظاهر واللي مستخبي. يمكن الكلام خلص، بس الحقيقة لسه عايشة حوالينا… والدرس اللي لازم يفضل في قلبنا إن مش كل اللي يبتسم صاحب، ومش كل اللي يقسّي عدو، وإن العِشرة مش بالوقت… العِشرة بالمواقف.

الزمن بيعلمنا إن اللي يحبّك بجد مش هيحتاج يغيّر وشّه، ولا يبدّل كلامه، ولا يستنى غلطة عشان يوقعك. واللي نيّته مش سليمة… مهما خبّى، هتظهر. القلوب عمرها ما كانت بالشكل، القلوب فعل… وربنا بيكشف الظالم حتى لو اتزين بالكلام الحلو.

فيا ريت نختار الناس اللي حواليـنا بعقل… ونقرب من اللي قلوبهم صافية، ونبعد عن اللي يملوا حياتنا غدر ووجع. ونفتكر دايمًا إن الكلمة اللي بتوجّع ممكن ما نعرفش نصلّح أثرها… وإن الثقة لو اتكسرت، صعب ترجع زي الأول.

وشكرًا لكل اللي سمع… ولكل قلب حسّ بالكلام… ويا رب تكون الأبيات لمست فيكم حاجة، وخلّتكم تشوفوا الدنيا أوضح، والناس أنقى… وتعرفوا مين يستاهل يبقى قريب، ومين يستاهل يخرج من حياتكم من غير ما تبصّوا وراكم.

وبكده… نكون ختمنا.   

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة
المقالات

5

متابعهم

4

متابعهم

1

مقالات مشابة
-
إشعار الخصوصية
تم رصد استخدام VPN/Proxy

يبدو أنك تستخدم VPN أو Proxy. لإظهار الإعلانات ودعم تجربة التصفح الكاملة، من فضلك قم بإيقاف الـVPN/Proxy ثم أعد تحميل الصفحة.