انفذ بجلدك قبل أن تشفطك المكنسة الكهربائية
انفذ بجلدك قبل أن تشفطك المكنسة الكهربائية
بيئة العمل الضارة هي تلك المكنسة ..
تعمل على أن تشفط طاقتك وحيوتك وشغفك الذي هو وقود محركك ،انفذ قبل أن تشفط حتى جلدك وتصبح هيكلاً مفرغاً .
ليس المقصد هنا قدرة المكنسة على الشفط فحسب، بل على الضجيج أيضاً لإيقاف شعلة نجاحك وصوت أفكارك التي يعلو في أرجاء المكان معلناً تواجده الدائم .
تخيل معي أنك تبذل قصارى حهدك لتقابل باللامبالاة أو تقزيم إنجازاتك !
ستعيش شعور أشبه بصعقة البرق في يوم ممطر شديد البرودة ،أو تعيش شعور من صفعه باب حديدي في منتصف وجهه ،أو من ارتطم بعامود لم ينتبه لوجوده ، أو من يبحث في إبرة داخل كومة قش ،سترى نفسك تنظف الصحراء وتحاول أن تجفف البحر من الماء ، وتوقف الأمواج وتبعد الغيوم ، ستجد نفسك تحاول فعل كل ما يستحيل فعله.
ظهر مؤخراً في بيئة العمل زر يُدعى( زر الميوت ) الخفي التي لا نراه لكنه أكثر ما يُستخدم لإسكات المفكرين المُلهمين ، التي يعملون أن يخترق النجاح بابهم ويتكأ بالقرب منهم محتسياً كوباً من الشاي ، ظهر ليجرف في طريقه الحيوية والتواصل وتماسك بيئة العمل ، ظهر كسكين يوضع على أوردة كل من يسول له عقله بالتفكير خارج الصندوق ، ظهر ليحملك ويرمي بك في عرض الحائط ليُفتت نخاعك الشوكي وتقع طريحاً دون حِراك ، أو كمن ينزف وسط صحراء لا أحد بها سوى سحلية مخيفة الحجم تحدق لك وتفكر كيف ستنقض عليك ،في الواقع هو ليس مجرد زر هو أداة إسكات قهري وموت حتمي .

خلقنا الله أحراراً فلما تقيدونا ؟
يُخيط فمك ، تُكبل يدك ، صوتك لا يُسمع ،قدميك تقيد بالأصفاد ،تُعصب عيناك ،فقط تتحرر أذنك لأن هذا هو المطلوب ، أن تنصت ما يُملى عليك حتى وإن كان يودي للدرك الأسفل من قوة الفشل ، فقط عليك التنفيذ وحينما نستشعر حجم الكارثة سنلقي اللوم على عاتقيك وعُنقك وحياتك بالكامل ،لأن الفشل يُنسب لك والنجاح يُسلب منك .
الله خلقنا بقوة هائلة داخلية من الإبداع تسري مع كريات الدم داخل أوردتنا ،فلما لا نستغلها لنصبح قدوة الأجيال القادمة ؟
لنُصبح مثالاً يُحتذى به ونفخر بأنفسنا ، ليس فقط أمام أنفسنا بل أمام العالم بأكمله ، لنصنع ونخلق ما هو جديد و مالم يكن سابقاً، لأننا نحن والنجاح وجهان لنفس العملة ، نحن النجاح والنجاح هو نحن .
ختاماً عليك أن تنفذ بجلدك قبل أن تغدو هيكلاً لا فائدة منه ، انقذ ما تبقى من شغفك وقوتك ، انقذ أفكارك وذكائك ووقتك والأهم انقذ نفسك .
و أترك لك السؤال الان وفكر مراراً وتكرراً قبل الإجابة ..
هل ستنقذ نفسك قبل أن يحين دورك وتشفطك المكنسة الكهربائية ؟
أم أن اليأس تملكك وتأهبت لتُشفط داخلها ؟
كتبته: شيماء حسن جمال.