هِيستيريا .. الشّاعِرُ وَالظِّلُّ يُعانِقانِ الحِصارَ !

هِيستيريا .. الشّاعِرُ وَالظِّلُّ يُعانِقانِ الحِصارَ !

Rating 0 out of 5.
0 reviews

حين بدأت كتابة  هذا النص الشعري " الشاعر والظل"  تعمّدت ألّا تكون به شخصيّة مستقلة  لتجنب قراءته كمسرحية شعرية   بل أردته مونولوج  ذاتي متشظّي  وأن أترك للقارئ حريّة الغوص في فضاء  هذا الإنشطار النفسي  ! 

هِيستيريا

الشّاعِرُ وَالظِّل

عناق الحِصار! 

الظل: 
تجيء كأنك حبة شمسٍ فوضوية،تجذبُ الباحثين عن السماء ،ولا أحد إلّاك أمام الوقت .. تحيى برهة لتبصر الشفقبعد هنيهة،سوف تغدو طائراً لا يُبصره ألق المساء اذ تمايل،وتهبط على باب الغياب،يكسرك صدى اللغة،تحملق في ظلك، مرتدياً اسمك الضعيف،تعشق السَنا،وتُنجب طفلاً من خاصرة  الشجرة تعبرُ الأنجم المقتولة قربك،حاملةً أعواماً من الصحراء،تسأل كيف يشنق العدم ؟

الشاعر : ‌
لم تغنِّ لي فلم أولدْ على كفِّها سنبلة،ولم تقرأني قصيدةً !حلوة ، أريجها على الليل يغتالُ الشموع، لكنها لا تضيء . لم يغازلنا المساء بآيات النرجس والعبير،هناك خيامٌ على التلال،وصنوبرٌ على الحصير . السماء كذبةُ المتلقي،واشتهاءُ بحر،وشعريةُ أسطورةٍ ! أمزّق أوتارها أقول  لها سرّ احتقان الأرض فينا ، أعبرُها برفق،كلّما ارتسم وجه المدينة غلساً على خمري.

الظل :  ‌
إذن سأزور شمس أمسِنا التي كانت تبعثُ الغدَ الماضي على عاتقنا ،في مدفن الوقت ، على شرفة ذاك المساء فلا  حجارة هنا تروي أساطيرنا،ولا رفاق يكترثون لما قالته الأرض حين ارتمت زيتونة  في حضن الهواء .. كيف من قطرة ماء نتعلم الحياة ، وهذا البحر اغنية للغياب ؟! أكان لا بد  ان يغفو الهواء على حضن الشجر  ؟ لو أصغى للزيتون على اكتاف العبيد لما انصهر !image about هِيستيريا .. الشّاعِرُ وَالظِّلُّ يُعانِقانِ الحِصارَ !

الشاعر : ‌
كمن اتكأ على انتظار لن يأتاستندت على وجه البحر   وأادرت ما استدار من افق   قاتم  مع عيناي صوب الارض كأن الأرض خيمة  و بكيت أغني :   كنتُ أصوغ من خيوطك يدَ الأنثى،فتريني بكامل نقصان فجري،  عشقت، لكنني عبرتُ النهركأني نثارُ ليلٍ فضوليعلى جسدٍ من لهب."عشقت،وأعلم أني خرجت من كفنيكالليل يخرج من أسطورته، أتيقن رماد الشمس  وشفاه وردةٌ تكوّزت أمامي،تجعل الحبّ، ولون الدم،كحديقةٍ في الحلم، دائمة البداية،تجعلني خاتماً في يد غيمة،أرسم وجه الإله الإنسان بكل المعاني،أرسم وجه الحرية . أنا مثقلٌ بقلبٍ وعمرٍ،مثل سوق عتيق يلف الغد الواقعي بكفن الوقت،ويجعل أساطيرنا للحياةرهن الحلم لم  أعبثْ بقبري المرجوّ مرّة،ولم أنتظر سيارة الموتى تسعفني إلى حضن امرأة،ولم أنجُ من زخم صديقٍ حين ابتعد.

الظل  :
أعشقت ؟  اي لحد هذا الذي يواريني ؟  امرأة  .. رصيف  أم سجون بلا غد   وما بدا لي وجد رحب سوى خيط شمس هما ضائعا غدا . قف ! كل تماثيل الحب على شكل عاهرة من فرجها  دون فجرها .. مخزية  !

الشاعر :

لم تضحك لكِ مدائن الشعراء .. على سرير الخيبة تتوهمين بعضك في مرآة تكفّ عن البصر !  أرأيت ما رأيت من الخريف الهش على جدار زنزانتي الشام؟ الم تخبرك مرآة الماء على وجه بردى  ان ليله كان ينزف هنا؟ .. نعم !  انا ليل بردى انا فجره القتيل. قلت كلاما كثير عن مرض الحب  .. لكنني لم اتقن العبور في نهار عرفته و ما استجليت نار نجمة أغوتني. اعبر ظلا لمفردات المعتمة يكسرني صدى اللغة  .. تمتد الارصف الناجية نوحي سجنا  على وجه صبية 

الظل :

image about هِيستيريا .. الشّاعِرُ وَالظِّلُّ يُعانِقانِ الحِصارَ !
انتظار لم يأت  


هي ككل الأشجار"عُريها مبتذلٌ حدّ القبح."وأنت ، شاعرُ موتك على صدرها لا شيء أكثر   هي كما الفراشة تزود الحالمين بالحنين وتهاجر شفافة، ولا دمَ للريح،وصدرُ الرخام عارٍ تماماً . أما و قد انتبهت  لخصر غيمةٍ كلف به أقول :  شكراً لي،لأنني كنتُ حارساً للنهار الذي سال من نأيك عبيراً  طوبى  لي، فها أنذا أغتسل بماء المساء،وهو ينثر ألقَ نجومه على الشجر،وأجفف ما تبقّى من رماد الحلم على رصيف الذاكرة ،بحبٍّ خفيف  ذو قافيةٍ تقليدية أنفض عن جسدي غبار السنوات،المتراكمة في جحيم الطريق.

الشاعر :
ها أنذا،أستطيع أن أُجرّد الحبّ وهو يعانقني،وأرفضه،وأقول له:"اذهبْ يا مرضي الطفيلي،أما شغاف القلب لن تقوى على التكرار."و استطيع أن أوزّع القمح على الفراشات التي خذلت دمعي،فأنا إله هذا الحلم وشيطانه . و أوزع ماء البحيرة حول الأحجار القديمة،لأسمع صوت صدى لغة موتانا ينشقّ من حجر ها أنذا،أستطيع أن أحيا كيفما قادتني لغتي،وأتحدّى الواقعيّ بقوة الاساطير

الظل : 
اما وقد انقضت ثورتنا برياح لم تقلق سوانا  الرياح لبئرها والسنون عزاؤها للدهر ميتم .هي جسرٌ من ورق..يُخرز على محيّاها الغسق فلنعبر السماء بمطلق الجنون،  على موسيقى شيطان الرؤى،خلف خيلٍ من الوقت يعدّي ،ممزقاً خارطة الطريق

comments ( 0 )
please login to be able to comment
article by
articles

1

followings

3

followings

27

similar articles
-