أزمة الطاقة... وشتاء قارس يهدد أوروبا.
أزمة الطاقة... وشتاء قارس يهدد أوروبا.
بقلم: محمد عبد العزيز
من وقت قريب لم يكن احد ان يتصور أن أوروبا القوية الصناعية التكنولوجية ، ستعاني من أكبر أزمة للطاقة في تاريخها الحالي ، وفي احتدام الحرب بين روسيا و أوكرانيا، في ظل اعتماد الدول الاوروبية على مصادر الطاقة من روسيا وبالتحديد على الغاز الطبيعي و النفط والفحم
وهناك مخاوف كبيرة من قطع هذه الإمدادات بشكل كامل، حيث تصدر موسكو الي أوروبا 50 % من احتياجاتها من الطاقة ، اغلبها يمر عبر خط أنابيب (نوردستريم 1) الذي يبلغ طولة 1220 كيلو متر و يربط بين روسيا و ألمانيا.
مخاوف أوروبا :
عقب اندلاع حرب روسيا على أوكرانيا تحركت الدول الأوربية الي جانب الولايات المتحدة الأمريكية لدعم أوكرانيا بالمال و السلاح وفرض عقوبات قاسية على موسكو، كان من أبرزها فصل جزء من البنوك الروسية عن نظام SWIFT للتحويلات المالية العالمي .
وبعد إعلان الولايات المتحدة وقف اعتمادها على مصادر الطاقة الروسية سارعت الدول الأوروبية للبحث عن مصادر بديلة للغاز الروسي، ما رفع من الطلب في السوق العالمي و بالتالي أدت الي ارتفاع كبير في أسعار الطاقة على المستوى العالمي، وما زاد الوضع تدهورا هو استخدام الروس للغاز كسلاح من خلال التهديد بشكل غير مباشر بإمكانية القطع النهائي للغاز عن طريق شركة (غاز بروم) الروسية .
وبالفعل وقف الامدادات بشكل كامل حيث ادعت روسيا أن وقف الامدادات مؤقت وهذا لدواعي تقنية من أجل إصلاح التوربينات المشغلة للخط، وسط مخاوف أوروبية كبيرة من إمكانية عدم التزام موسكو بتشغيل الخط مجددا، وهو الأمر الذي سيكون بمثابة الكارثة المدمرة على أوروبا.
مصادر طاقة بديلة :
سباق مع الزمن تخوضه أوروبا الان لمليء خزاناتها تفاديا لنقص الطاقة الذي علي الأرجح أن يتفاقم مع زيادة الطلب خلال الشتاء ، حيث يبلغ متوسط ملئ خزانات الغاز الطبيعي في أوروبا 80% ، فهي ان كانت نسبة مريحة إلى حد ما إلا انها غير آمنة ، ما دفع الأوروبيين للبحث عن مصادر بديلة للطاقة الروسية، وهو ما يبدو صعب المنال حاليا ، فعدد الدول المنتجة لهذه المادة الحيوية هي معدودة من أهمها (الجزائر، قطر و روسيا، الولايات المتحدة، نيجيريا) ما يطرح مشكلة ارتفاع الطلب أمام انخفاض المعروض، وهذ بسبب صعوبة الإنتاج لأسباب تتعلق بالبنية التحتية، او بسبب أن النسبة الأكبر من الغاز المنتج هو مباع بعقود طويلة الأمد، أبرمتها الدول المستوردة مع الدول المنتجة قبل اندلاع الحرب.
شتاء قارس علي الأوروبيين :
الشتاء القادم سيكون قاسيا جدا على الأوروبيين، حيث اعتقدت الدول الأوروبية أن الأمر مقتصر على التحديات اللوجستية والاقتصادية فحسب ، بل مع استمرار الحرب واقتراب الشتاء ستتحول لأزمات اقتصادية واجتماعية مزمنة و تكاليفها ستكون باهظة جدا.
