رياض محرز: هل خبا بريق الساحر في دوري روشن؟ قصة محارب بين مجد أوروبا وأموال الخليج

رياض محرز: هل خبا بريق الساحر في دوري روشن؟ قصة محارب بين مجد أوروبا وأموال الخليج

0 المراجعات

هل تذكرون ذلك الجناح الأيمن الذي كان يرقص على الخط في ملاعب إنجلترا، مراوغاً المدافعين بلمسة حريرية وقدم يسرى لا تخطئ المرمى؟ ذلك هو رياض محرز، الساحر الذي أهدى الجزائر فخراً أوروبياً لم يسبق له مثيل. لكن بعد عام من انتقاله المدوّي إلى الأهلي السعودي، يطرح السؤال الأهم نفسه في كل مقهى جزائري وفي كل مجلس رياضي عربي: هل كان قرار الانتقال إلى دوري روشن السعودي خطوة محسوبة نحو تحدٍ جديد، أم بداية خافتة لنهاية مسيرة أسطورية؟


 

من بطل إنجلترا إلى نجم الصحراء: زلزال في سوق الانتقالات

 

عندما أعلن مانشستر سيتي رحيل نجمه الجزائري، كان العالم يترقب وجهته التالية. قلة توقعت أن يترك محرز، وهو في قمة عطائه بعد الفوز بالثلاثية التاريخية، بريق دوري أبطال أوروبا لينضم إلى ثورة النجوم في المملكة العربية السعودية. الانتقال إلى الأهلي السعودي لم يكن مجرد صفقة لاعب، بل كان بياناً قوياً من دوري روشن بأنه قادر على جذب أفضل المواهب في العالم.

في البداية، استُقبل القرار بمزيج من الصدمة والتفهم. فمن جهة، كان العرض المالي لا يقاوم، وهو حق مشروع للاعب قدم الكثير لكرة القدم. ومن جهة أخرى، تخوّف "محاربو الصحراء" وعشاق اللاعب من أن يؤدي ابتعاده عن أعلى مستوى تنافسي في أوروبا إلى تراجع مستواه، وهو ما قد يؤثر على دوره الحاسم مع المنتخب الجزائري

 

تكتيك اللعب وتحدي التأقلم

 

في الأهلي، تحول دور محرز. لم يعد جزءاً من ماكينة بيب غوارديولا التكتيكية المعقدة، بل أصبح هو المحور الأساسي الذي تدور حوله خطط الفريق بأكمله. على الورق، هذا يمنحه حرية أكبر، لكنه يضعه تحت ضغط هائل. كل الأنظار عليه، وكل كرة تُنتظر منها لمسة سحرية أو هدف حاسم.

أظهرت الإحصائيات أداء محرز مع الأهلي بشكل جيد من حيث الأرقام، فقد ساهم في العديد من الأهداف بين التسجيل والصناعة . لكن النقاد والمحللين يشيرون إلى أن الإيقاع الأبطأ والمساحات الأوسع في الدوري السعودي لا تمثل نفس الاختبار البدني والذهني الذي كان يواجهه أسبوعياً في الدوري الإنجليزي الممتاز.


 

ما وراء الأرقام: إرث القائد والضغط النفسي

 

إن قصة رياض محرز الحالية لا تُروى بالأرقام فقط، بل بالحالة الذهنية للاعب. هل ما زال يمتلك نفس الشغف والدافع للمنافسة على أعلى المستويات؟ هل يرى في قيادة الأهلي لتحقيق البطولات المحلية تحدياً يوازي الفوز بدوري الأبطال؟

هذه الأسئلة تؤثر بشكل مباشر على إرثه. محرز ليس مجرد لاعب كرة قدم، بل هو أيقونة ورمز لجيل كامل من الشباب في الجزائر وشمال إفريقيا. هو قصة نجاح ملهمة للشاب الذي صعد من الدرجات الدنيا في فرنسا ليصبح بطلاً لإنجلترا وإفريقيا. والآن، يكتب فصلاً جديداً من قصته، فصلاً يراه البعض ذهبياً، ويراه آخرون باهتاً. 

 

التأثير على عرين "محاربي الصحراء"

 

يبقى السؤال الأكثر إلحاحاً للجماهير الجزائرية: كيف سيؤثر هذا الفصل الجديد على المنتخب الجزائري؟ صحيح أن محرز ما زال قائداً للمنتخب، لكن هل سيصل إلى المعسكرات الدولية بنفس الحدة والجاهزية التي كان عليها عندما كان يلعب ضد ليفربول وتشيلسي وريال مدريد؟ هذا هو التحدي الأكبر الذي يواجهه محرز والمدرب الوطني على حد سواء، فالحفاظ على مستوى القائد هو مفتاح الحفاظ على طموحات الأمة بأكملها.

في النهاية، قصة انتقال رياض محرز أكبر من مجرد لاعب غير ناديه. إنها قصة عن الطموح، والمال، والإرث، وعن التحولات الكبرى التي تعصف بعالم كرة القدم. لا يزال الساحر يمتلك في قدمه اليسرى ما يكفي لإمتاعنا، لكن السؤال يبقى: هل سيظل هذا السحر بنفس البريق تحت شمس جدة كما كان تحت أمطار مانشستر؟

برأيك، هل كان قرار انتقال رياض محرز إلى الدوري السعودي صائباً لمسيرته الكروية وإرثه؟ شاركنا وجهة نظرك في التعليقات.

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة
المقالات

2

متابعهم

2

متابعهم

1

مقالات مشابة