لماذا نحن هنا ؟

لماذا نحن هنا ؟

1 المراجعات

 

**"لماذا نحن هنا؟ إجابة شافية من القرآن والسنة عن سرّ وجودنا"**  

**مقدمة:**  

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين الذي خلق فسوّى وقدّر فهدى، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.  اما بعد

في هذه الوريقات المتواضعة التي بين يديك - أيها القارئ الكريم - سأحاول بمشيئة الله تعالى أن أسبر أغوار هذا السؤال الوجودي الكبير الذي يشغل بال كل مؤمن: لماذا نحن موجودون في هذه الدنيا؟ سأنقل لك ما فهمته من كتاب الله وسنة رسوله ﷺ بعد سنوات من التأمل والدراسة، مع ذكر بعض الدروس المستفادة التي قيّض الله لي أن أتعلمها.  

---

### **1. سؤال: ما الحكمة من خلقنا؟**  

**الجواب:**  

لطالما راودني هذا السؤال منذ الصغر، حتى هداني الله إلى قوله تعالى:  

**"وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ"** (الذاريات:56).  

وبعد تأملي العميق في هذه الآية ومعانيها، توصلت إلى أن:  

- العبادة هنا مفهوم شامل لا يقتصر على الصلاة والصوم فحسب  

- بل يشمل كل حركة وسكنة في حياتنا إذا صحت النية  

- لاحظت كيف أن العبادة تربطنا بخالقنا في كل لحظة  

وفي رحلتي مع تفسير هذه الآية، استوقفتني كلمة العلامة ابن القيم - رحمه الله - حيث قال: "العبادة هي غاية الحب مع غاية الذل".  

---

### **2. سؤال: لماذا نمرّ بابتلاءات؟**  

**الجواب:**  

في إحدى ليالي رمضان المباركة وأنا أتلو القرآن، تأثرت كثيرًا بقوله تعالى:  

**"أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ"** (العنكبوت:2).  

ومن واقع تجربتي الشخصية:  

- لاحظت أن كل محنة تمر بي تزيدني قربًا من الله  

- اكتشفت أن الصبر الحقيقي هو الذي لا يتزعزع عند أول مشكلة  

- تأكدت أن الدنيا دار اختبار وليست دار جزاء  

وقد ذكرني هذا بحديث رسول الله ﷺ الذي يقول فيه:  

**"عجبًا لأمر المؤمن إن أمره كله خير، وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن"** (رواه مسلم).  

---

### **3. سؤال: كيف نعيش حياة ذات معنى؟**  

**الجواب:**  

من خلال مسيرتي في طلب العلم والتقرب إلى الله، وجدت أن:  

1. **الإخلاص** هو أساس كل عمل  

2. **المداومة** على الطاعات ولو كانت قليلة  

3. **التوازن** بين حق الله وحق النفس والأهل  

4. **الدعوة** إلى الخير ولو بكلمة طيبة  

وقد استفدت كثيرًا من قول الحسن البصري: "ما زال التائب من الذنب كمن لا ذنب له".  

---

### **خاتمة:**  

الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات، وبعد...  

أخي القارئ العزيز، هذه خلاصة تجربتي وفهمي المتواضع لمعنى وجودنا في هذه الحياة، وقد بذلت فيها جهدي مستعينًا بالله، فإن أصبت فمن توفيق الله، وإن أخطأت فمن نفسي الأمارة بالسوء.  

أسأل الله أن ينفع بهذه الكلمات، وأن يجعلها خالصة لوجهه الكريم. والله أعلم وأحكم، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.  

 

 

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة
المقالات

1

متابعهم

0

متابعهم

1

مقالات مشابة