هل يجب على الزوجة أن تطبخ لزوجها؟ بين العُرف والواجب الشرعي

هل يجب على الزوجة أن تطبخ لزوجها؟ بين العُرف والواجب الشرعي

تقييم 0 من 5.
0 المراجعات

هل يجب على الزوجة أن تطبخ لزوجها؟ بين العُرف والواجب الشرعي

image about هل يجب على الزوجة أن تطبخ لزوجها؟ بين العُرف والواجب الشرعي

هل يجوز للزوجة أن لا تطبخ لزوجها؟

الطبخ من أكثر الأمور التي تُثار حولها النقاشات بين الأزواج، خاصة في زمننا المعاصر، حيث تعمل كثير من النساء خارج المنزل مثل أزواجهن، مما يجعل سؤال “هل الطبخ واجب على الزوجة؟” سؤالًا منطقيًا ومتكررًا.

في الحقيقة، الجواب يحتاج إلى توازن بين المنظور الشرعي والجانب الإنساني والعُرفي، لأن الزواج في الإسلام ليس علاقة أوامر ونواهي فقط، بل علاقة رحمة ومودة وتعاون.

 

---

🕌 أولًا: الرأي الشرعي

من الناحية الفقهية، لم يُوجب الإسلام على الزوجة أن تطبخ أو تنظف أو تخدم زوجها.

فالزوجة ليست خادمة في بيت زوجها، وإنما هي شريكة حياة لها حقوق كما عليها واجبات.

الفقهاء يوضحون أن الخدمة المنزلية (ومنها الطبخ) ليست واجبًا شرعيًا محددًا، بل هي من الأعمال التي تعود إلى العرف والعادة.

فإن كان من عادة النساء في بيئة الزوج أن يقمن بهذه الأمور، فالأفضل أن تراعي الزوجة ذلك حرصًا على الألفة، لكن لا يجوز للزوج أن يُلزمها بها إلزامًا شرعيًا.

قال ابن قدامة في المغني:

> “ليس على المرأة أن تخدم زوجها في عجن ولا طبخ ولا غسل ولا غيره.”

لكن إن فعلت ذلك، فذلك من باب الإحسان والمودة.

 

 

---

👩‍🍳 ثانيًا: من الناحية الإنسانية والعُرفية

في معظم المجتمعات، الطبخ من الأمور التي تقوم بها الزوجة بحب، لا بإجبار.

فهو عمل تعبّر به عن اهتمامها بأسرتها، كما يعبّر الزوج عن محبته من خلال العمل والإنفاق.

لكن في حال كانت الزوجة تعمل خارج المنزل أو لديها ظروف صحية أو أسرية تمنعها من الطبخ، فلا يجوز للزوج أن يغضب أو يعاتبها بقسوة، بل عليه أن يتعاون معها أو يتفقا على حلول وسطى، مثل:

المشاركة في إعداد الطعام.

الاستعانة بطعام جاهز أحيانًا.

تقسيم المهام بينهما بعدل ورضا.

 

---

⚖️ ثالثًا: مبدأ التفاهم والتعاون في الإسلام

الزواج في الإسلام مبني على السكن والمودة والرحمة، لا على التسلط أو الاستغلال.

قال تعالى:

> “وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً.”

 

المودة لا تُفرض بالأوامر، بل تُبنى بالحب والتفاهم.

فلو أن الزوج يقدّر تعب زوجته ويشاركها في شؤون البيت، ستبادله الحب والعطاء مضاعفًا.

وكذلك الزوجة، إن بادرت بالعطاء دون انتظار المقابل، ستجعل بيتها مكانًا للراحة والسكينة.

 

---

💡 رابعًا: متى يُستحب أن تطبخ الزوجة؟

يُستحب أن تطبخ الزوجة لزوجها إذا كانت قادرة وترغب في ذلك، لأن الطبخ من وسائل التعبير عن المحبة.

فالنبي ﷺ كان يُقدّر عمل نسائه في بيوتهن، وكان يعاونهن أحيانًا، كما ورد في الحديث:

> “كان في مهنة أهله” – أي يساعد في شؤون البيت.

 

فالمسألة ليست واجبًا، بل تعاونًا وتقديرًا متبادلين.

 

---

🔥 خامسًا: الطبخ كرمز للعطاء وليس التزامًا

الطبخ لا يُقاس كعمل منزلي فقط، بل كرمزٍ للعطاء والمشاركة.

فالزوجة التي تُعد طعامًا لزوجها تفعل ذلك حبًا لا خوفًا، والزوج الذي يقدّرها على ذلك يُكافئها احترامًا لا استحقاقًا.

الحياة الزوجية لا تُقاس بمن “يخدم” الآخر، بل بمن “يحب” الآخر أكثر.

 

---

💬 سادسًا: رأي الوسطية والتوازن

إذن، الجواب الواضح هو:

✅ لا يجب على الزوجة أن تطبخ لزوجها شرعًا،

لكن 👩‍❤️‍👨 يُستحب منها ذلك إن استطاعت، ويُستحب من الزوج أن يقدّرها ويعاونها.

فإذا اجتمع الاحترام والتفاهم، سيصبح الطبخ – وغيره من شؤون الحياة – عملاً مشتركًا يُعبّر عن المحبة لا الواجب.

 

---

🌸 سابعًا: كيف يتعامل الزوجان مع هذا الأمر بذكاء؟

التفاهم أولًا: لا تجعل الطبخ سببًا للخلاف، بل للحوار.

التعاون ثانيًا: من الجميل أن يطبخ الزوج أحيانًا أو يساعد في الإعداد.

المرونة ثالثًا: كل بيت له نظامه، فلا تُقارن حياتك بغيرك.

الشكر دائمًا: كلمة شكر بعد وجبة بسيطة قد تفتح باب الحب أكثر من وليمة فاخرة.

 

---

🕊️ الخلاصة

الطبخ ليس اختبارًا لمدى حب الزوجة، ولا وسيلة لفرض السيطرة من الزوج.

هو عملٌ إن قامت به الزوجة طوعًا كان لها أجرٌ ومودة، وإن لم تستطع فليس عليها إثم.

الزواج ليس عقد عمل، بل عقد رحمة.

والبيوت التي تُبنى على التفاهم والتقدير، تبقى عامرة مهما اختلفت الأدوار.

> فالسعادة الحقيقية ليست في “من يطبخ”، بل في “من يطبخ الحب في القلوب”.

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة
محمد فروج تقييم 5 من 5.
المقالات

10

متابعهم

3

متابعهم

2

مقالات مشابة
-
إشعار الخصوصية
تم رصد استخدام VPN/Proxy

يبدو أنك تستخدم VPN أو Proxy. لإظهار الإعلانات ودعم تجربة التصفح الكاملة، من فضلك قم بإيقاف الـVPN/Proxy ثم أعد تحميل الصفحة.