سؤال وجودي قض مضجعي مَن الخاسر الأكبر؟.. -مقارنة عملية بين موقفي المؤمن والملحدـ

سؤال وجودي قض مضجعي مَن الخاسر الأكبر؟.. -مقارنة عملية بين موقفي المؤمن والملحدـ

0 المراجعات

سؤال وجودي قض مضجعي مَن الخاسر الأكبر؟..
-مقارنة عملية بين موقفي المؤمن والملحدـ

لنترك التفلسف جانبًا ونتجاوز اللعب بالكلمات ونمتهن تركيب الجمل، وننظر للأمر بمنطق بسيط وملموس، مثل رجل أعمال يحسب الربح والخسارة. هذا السؤالُ يضعنا أمام سيناريوهين واضحين،  و نتسائل بواقعية بدون اي خلفيات :
"من المستعد للخسارة الفادحة؟ ومن الرابح دائمًا؟
السيناريو الأول: الإسلام هو الحق (ويوم القيامة حقيقة)
++ لمؤمن:
    هو الفائز الأعظم بلا منازع. لقد آمن بالله ورسله، وامتثل لأوامر ربه (شهادة ،صلاة، صوم، زكاة، حج)، وعاش بالأخلاق الحسنة بنية التقرب إلى الله. نتيجته: الجنة والنجاة من النار. لقد حقق الغاية من وجوده وربح ربحًا أبديًا لا يفنى.  
    *الفوز هنا مطلق وكامل.*
++الملحد:  
    هو الخاسر الأكبر بلا شك. لقد أنكر وجود الله واليوم الآخر، واستهزأ بالدين واعتبره "تخلفًا وشعوذة". موقفه يوم القيامة صعب للغاية: كيف يواجه الله الذي أنكره؟ كيف يبرر استهزاءه وتكذيبه؟ الخسارة هنا ليست مادية أو دنيوية؛ بل هي خسارة وجودية: العذاب الأبدي في النار.  
    *الخسارة هنا كارثية ومطلقة.*
السيناريو الثاني: الإلحاد هو الصواب (ولا وجود ليوم القيامة)
++المؤمن:
    - لم يخسر شيئًا ذا قيمة، بل كسب في الدنيا! 
    + الصلاة:مارَس رياضة بدنية ونفسية منتظمة (الركوع والسجود تحسن الدورة الدموية وتخفف التوتر).
    +الصوم: حصّن صحته (فوائد الصيام الطبية للجهاز الهضمي والمناعي والدماغي معترف بها علميًا).
    +الزكاة: شارك في بناء مجتمع متضامن، وشعر بقيمة العطاء والإنسانية.
    +الحج:خاض تجربة سفر وثقافة فريدة، واختلط بجنسيات مختلفة.
    +الأخلاق الحسنة: عاش حياة مستقرة، بنى علاقات طيبة، وساهم في مجتمع أفضل.  
    حياته الدنيا كانت - في الغالب - أكثر انضباطًا، صحةً، واستقرارًا نفسيًا واجتماعيًا بسبب هذه الممارسات. **كسب فوائد دنيوية ملموسة.**
  ++الملحد
    كسب حريته من القيود الدينية (من وجهة نظره).: عاش حياته كما يرغب، دون التزام بالعبادات أو الخضوع لتعاليم دينية. في هذا السيناريو، نهايته مثل نهاية المؤمن: " العدم."لم يخسر شيئًا أخرويًا (لأنه لا يوجد)، لكنه قد يفوّت بعض الفوائد الدنيوية التي حصل عليها المؤمن من خلال نظام العبادات والأخلاق (كالانضباط، الفوائد الصحية للصلاة والصوم، الاستقرار المجتمعي الناتج عن الزكاة والأخلاق).
++++ الخلاصة: ميزان الربح والخسارة
بناءً على هذين السيناريوهين، تصبح الصورة واضحة جدًا:
1.  المؤمن هو الفائز في الحالتين:
    *لو كان الإسلام حقًا:* فاز بالجنة والخلود في النعيم. (ربح أبدي لا يقدر بثمن).
    *لو كان الإلحاد حقًا:* عاش حياة ذات فوائد صحية ونفسية واجتماعية ملموسة، ولم يخسر شيئًا في النهاية. (ربح دنيوي أو على الأقل لم يخسر).
2.  الملحد هو الخاسر المحتمل الأكبر:
    *لو كان الإسلام حقًا:* خسر خسارة وجودية مطلقة (العذاب الأبدي). وهي خسارة لا تعوض بأي معيار. (خسارة فادحة وكارثية).
    *لو كان الإلحاد حقًا:* ربما كسب حرية شخصية في الدنيا، لكنه قد يفوت على نفسه بعض الفوائد التي يجنيها المؤمن من نظام حياته. (تعادل أو ربح دنيوي محدود مقارنة بخسارته المحتملة في السيناريو الأول).
++++ إذن... أين موقع الفائز؟
الفائز الحقيقي، في هذه المعادلة العملية التي تطرحها، هو المؤمن دون أدنى شك. 
+ مخاطرة الملحد هائلة: إنها رهان كل شيء (مصيره الأبدي) على عدم وجود الله والآخرة. إذا أخطأ في هذا الرهان، تكون الخسارة فادحة ولا تُحتمل.  
+ مكسب المؤمن مضمون دنيويًا ومحتمل أخرويًا: حتى في أسوأ الاحتمالات (عدم وجود آخرة)، فإنه يحصد فوائد عملية في حياته الدنيا من التزامه. وفي أفضل الاحتمالات (وجود الآخرة)، فهو الفائز الأكبر على الإطلاق وهذا اكيد.
الخلاصة التي تفرضها هذه المقارنة:
المنطق العملي وحساب المخاطر العالية جدًا يرجح كفة الإيمان. المؤمن يضع سترًا ضد أسوأ سيناريو (الخسران الأبدي) ويكسب في جميع الأحوال خصوصا ( الفوز الابدي )، بينما يواجه الملحد خطرًا وجوديًا هائلاً لا يمكن تعويضه إذا كان مخطئًا وهذا هو الخسران المبين . لذلك نستنتج أن هذ السؤال المزلزل لا "يفلسف" الإيمان، بل يظهره كخيار عملي حكيم يتفادى الخسارة الفادحة ويضمن مكاسب في الدنيا والآخرة.

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة
المقالات

3

متابعهم

2

متابعهم

3

مقالات مشابة