
كيف غيّر "تكافل وكرامة" حياة ملايين المصريين؟
كيف غيّر "تكافل وكرامة" حياة ملايين المصريين؟
في بلد مثل مصر، حيث يعيش الملايين من الأسر البسيطة التي تحلم بحياة كريمة، جاء برنامج "تكافل وكرامة" كطوق نجاة أعاد الأمل في نفوس كثيرين. أطلقته وزارة التضامن الاجتماعي عام 2015، بدعم من الدولة والبنك الدولي، ليكون واحدًا من أهم البرامج الاجتماعية في تاريخ مصر الحديث. هدفه كان واضحًا وبسيطًا: دعم الفئات الأكثر احتياجًا ومساعدتهم على العيش بكرامة.
ما هو "تكافل وكرامة"؟
هو برنامج دعم نقدي مباشر، ينقسم إلى قسمين:
"تكافل": يخص الأسر الفقيرة التي لديها أطفال في سن التعليم، ويشترط التزام الأبناء بالتعليم والرعاية الصحية.
"كرامة": يخص كبار السن فوق 65 سنة، وذوي الإعاقة، والفئات غير القادرة على العمل.
هذا الدعم يُصرف بشكل شهري من خلال بطاقة ذكية، ويهدف إلى تخفيف أعباء المعيشة وتحسين مستوى حياة الناس.
كيف غيّر البرنامج حياة الناس؟
تحسين مستوى المعيشة
ملايين الأسر كانت تعاني من الفقر الشديد، لا دخل ثابت، ولا موارد كافية للطعام أو العلاج. لكن مع المساعدة الشهرية التي وفّرها "تكافل وكرامة"، أصبح بإمكانهم شراء احتياجاتهم الأساسية، مثل الغذاء والدواء والملابس.
دعم التعليم والصحة
البرنامج يشترط أن يكون الأطفال ملتحقين بالمدارس، وأن يتلقوا الرعاية الصحية. هذا شجّع الكثير من الأسر على إرسال أبنائهم إلى المدارس، بدلاً من إشراكهم في العمل وهم صغار. كما ساعد في زيادة الوعي بأهمية الرعاية الصحية.
تمكين المرأة
في كثير من الحالات، تُسجّل الأم كصاحبة بطاقة الدعم، وهذا أعطاها مكانة أقوى داخل الأسرة، وشجع النساء على لعب دور أكبر في اتخاذ قرارات تخص مصير الأسرة، ما يعزز دور المرأة في المجتمع.
تخفيف الفجوة الاجتماعية
في ظل الأزمات الاقتصادية وارتفاع الأسعار، ساعد البرنامج على تخفيف الفجوة بين طبقات المجتمع. فبدلاً من أن يشعر الفقير أنه منسيّ، أصبح هناك من يمد له يد العون.
الحماية من التهميش
ذوو الإعاقة وكبار السن كانوا أكثر فئة مهددة بالتهميش، لكن "كرامة" ضمن لهم دخلًا ثابتًا، جعلهم يشعرون أنهم جزء من المجتمع، لهم حقوق تُحترم، وحياة تُقدّر.
أرقام تدعو للفخر
بحسب تقارير وزارة التضامن، تجاوز عدد المستفيدين من البرنامج أكثر من 4.5 مليون أسرة، أي ما يعادل أكثر من 15 مليون مواطن. كما تم ربط البرنامج بأنظمة رقمية لتسهيل المتابعة والتحديث، ما جعله نموذجًا يحتذى به في برامج الحماية الاجتماعية.
في الختام
"تكافل وكرامة" ليس مجرد برنامج دعم مالي، بل هو مشروع إنساني عميق الأثر، غيّر حياة ملايين المصريين، وردّ إليهم بعضًا من كرامتهم. إنه مثال حيّ على أن الدولة حين تضع الإنسان البسيط في قلب سياساتها، تصنع فرقًا حقيقيًا، وتبني مستقبلًا أكثر عدلًا وإنصافًا.
فربما لا يغيّر المال كل شيء، لكن حين يصل إلى من يحتاجه فعلًا، يصبح طوق نجاة ينقذ الأرواح، ويفتح أبواب الأمل.