شباب بلا عمل… أمة بلا أمل

شباب بلا عمل… أمة بلا أمل

0 reviews

شباب بلا عمل… أمة بلا أمل

في كل مجتمع، يُعتبر الشباب هم الطاقة المتجددة، والوقود الذي يدفع عجلة التقدم نحو المستقبل. لكن ماذا يحدث عندما يُحرم هؤلاء الشباب من أهم حقوقهم: العمل؟ هل يمكن لأمةٍ أن تتقدم وفيها آلاف من الشباب العاطلين عن العمل؟ وهل يمكن أن تُبنى الآمال على أكتاف أجيال ضائعة بلا فرص ولا مستقبل؟

البطالة بين الشباب: أزمة متزايدة

في كثير من الدول، وخاصة النامية، أصبحت البطالة بين الشباب ظاهرة مقلقة. يتخرج الآلاف من الجامعات والمعاهد سنويًا، لكنهم يصطدمون بجدار الواقع القاسي: لا وظائف، لا فرص، لا دعم حقيقي. فيبدأ الإحباط، وتتحول الأحلام الكبيرة إلى عبء ثقيل يثقل النفس والعقل.

النتيجة؟ تراجع في الإنتاج، زيادة في الفقر، وانتشار اليأس. فالشاب الذي لا يجد فرصة للعمل، قد ينزلق نحو التطرف، أو الهجرة، أو حتى الإدمان، لأنه يشعر بأنه غير مفيد، وأن لا أحد يحتاجه.

لماذا الشباب بلا عمل؟

أسباب البطالة كثيرة، منها ما هو اقتصادي، مثل قلة الاستثمارات والمشاريع، ومنها ما هو تعليمي، مثل عدم توافق المناهج مع سوق العمل، ومنها ما هو إداري، مثل المحسوبية والفساد وغياب التخطيط.

وقد يكون السبب أيضًا عدم توفير دعم حقيقي للمشاريع الصغيرة، أو غياب التدريب والتأهيل المناسب، مما يجعل الشاب غير جاهز عمليًا رغم مؤهلاته النظرية.

النتائج الخطيرة للبطالة

بطالة الشباب لا تعني فقط غياب الدخل، بل تعني غياب الأمل. شاب بلا عمل يعني شاب بلا دور، بلا هدف، بلا حلم واضح. وهذا يؤدي إلى:

زيادة معدلات الجريمة والانحراف.

هجرة العقول إلى الخارج.

تفكك اجتماعي وتراجع في قيم العمل والاجتهاد.

إحباط جماعي يُصيب المجتمع كله بالشلل.

هل من حلول؟

نعم، الحل ممكن، لكن يحتاج إلى إرادة حقيقية من الدولة والمجتمع معًا. ومن بين هذه الحلول:

دعم المشاريع الصغيرة والمتوسطة للشباب.

إصلاح التعليم ليرتبط بسوق العمل.

توفير تدريب مهني وتكنولوجي حديث.

محاربة الفساد وتكافؤ الفرص في التوظيف.

تشجيع ريادة الأعمال والإبداع.

شباب بلا عمل… أمة بلا أمل؟

نعم، هذه المقولة صحيحة إلى حدٍّ كبير. فإذا ضاع الشباب، ضاعت الأمة. ولكن إذا تمكّنا من استثمار طاقاتهم، سنُحدث نهضة حقيقية في كل المجالات.

فلنجعل من بطالة الشباب جرس إنذار، لا جرس يأس. ولنمنح شبابنا الفرصة ليكونوا بناة الغد، لا ضحاياه. فكل فرصة تُعطى لشاب، هي لبنة في بناء وطن قوي ومزدهر.

الأمل موجود، ما دام هناك عقول تُفكر، وقلوب تُؤمن، وأيادٍ تعمل.

comments ( 0 )
please login to be able to comment
article by
articles

24

followings

2

followings

3

similar articles