جين راسين: كاتب تراجيديا الفرنسي المشهور.

جين راسين: كاتب تراجيديا الفرنسي المشهور.

0 المراجعات

اسمه الكامل جين راسين وهو كاتب التراجيديا الفرنسية المشهور.

ولد عام ألف وستمئة وتسعة وثلاثين، وتوفي عام ألف وستمئة وتسعة وتسعين للميلاد.

والحديث عن راسين، لا ينفصل عن العصر الذي عاش فيه، وعن فرنسا التي عرفت في القرن السابع عشر، بأنها مركز الإشعاع الفكري في أوروبا كلها.

وكثيرا ما تسمع فرنسا في هذا العصر باسم ملكها لويس السادس عشر، وذلك لأنه كان الملك الذي وجد الشعر والأدب في بلاطه الإبهاء التي تزدحم بأسمى نماذج الذوق والترف والجمال إلى جانب تلك الأبهة التي ظلت مضرب الأمثال في ذلك العصر.

وكما عرف المسرح الفرنسي ( موليير) يملأ حياة الباريسيين في ذلك العصر ضحكاً بفنه الكوميدي الرائع، فقد كان راسين، يملأ حياتهم عواطف ومشاعر تذهب بهم إلى آفاق من الأسى والرثاء لأبطال مأساته، فكأن فرنسا، وباريس على الأخص، وكأن  أبهاء وقاعات بلاط لويس السادس عشر مسارح للكوميديا تتفتق عنها عبقرية موليير، وللتراجيديا تفيض بها عبقرية راسين.

ويعتبر راسين كاتب التراجيديا الذي استطاع أن يهدم تلك المعاقل والحصون التي أقامها أول كتاب التراجيديا الفرنسيين وهو (كورني).

كان كورني كاتبا للتراجيدياعلى الأساس الكلاسيكي الذي ظل يفرض نفسه على الأدب والشعر والمسرحية طيلة عصور ولم يكن من السهل على أي كاتب أو شاعر أن يتخلص من الطوق الذي ضربته هذه الكلاسيكية على الفن، ولكن راسين استطاع أن يقف علما من أعلام عصر النهضة حيث قدم أبطالا في مسرحياته يعبرون عن العاطفة في انطلاق لا يعبأ كثيرا بالمنطق والعقل الذي ظل يسيطر على أبطال مسرحيات (كورني).

يمكن القول: إن الشخصيات التي قدمها راسين في مسرحياته كانت تتفق مع طبيعة المزاج الفرنسي في عصر لويس السادس عشر ، وهو كما قلنا من أزهى عصور الملكية الفرنسية ترفا، وتعلقا بالأبهة والظرف إلى جانب التذوق الرفيع للفن تجود به قرائح الكتاب والشعراء، كما تتفتح عنه عبقريات الرسامين والموسيقيين.

وقد نشأ راسين يتيما تحت رعاية جده وجدته، وتلقى تعليمه في مراحله الأولىي مدرسة  اسمها ( كوليج دي بوفيه) وهي مدرسة كهنوتية تعني بالتربية الروحية وبعلوم اللاهوت، وقد ظل فيها إلى أن بلغ السادسة عشرة من عمره حيث التحق بالبورت رويال وهو معهد يواصل نفس الاتجاه الذي يمهد له التعليم في الكوليج دي بوفيه ويعني عناية خاصة ودقيقة بالأدب الإغريقي وباللغة الإغريقية كأساس لا بد منه لبناء ثقافة فكرية كان  المفكر الفرنسي ( باسكال) قد دعا إليه لتحرير الفكر من ضغوط التعصب والهرطقة التي عرف بها المذهب الكاثوليكي.

وأشهر مسرحيات راسين هي تراجيديا (أندروماك) التي ظهرت بعد ثلاث سنوات من مسرحية أخرى له لم تلق نجاحا كبيرا.. ويقول النقاد : إن تراجيديا أندروماك هي التي صعدت براسين إلى قمة الشهرة وذروة المجد.

وتراجيديا أندروماك تتلخص في أنها صراع بين الحب والحقد، وهي لا تظهر عبقريةراسين فحسب وإنما تعتبر نقطة تحول كبرى في تاريخ التراجيديا إذ خرجت من الحصون والمعاقل التي أقامتها كلاسيكية كورني. أو الكلاسيكية بوجه عام.

تراجيديا أندروماك مثلت في القرن السابع عشر وظلت تمثل ليس في فرنسا وحدها وإنما في جميع عواصم العالم الكبرى حتى اليوم.

 

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة
المقالات

178

متابعهم

583

متابعهم

6652

مقالات مشابة