أجمل ما قيل من الشعر العربي
روائع الشعر العربي المميز
أعزائي القُراء الأفاضل … إن في قراءة الأبيات الشعرية الجميلة متعة ونشوة، لاسيما إن كان هذا الشعر يلمس شغاف القلوب، و يصف الواقع الذي نعيشه، وينبع بالحكمة والمواعظ والرقائق.
وفي هذا المقال أقدم لحضراتكم مجموعة متنوعة من شعر الحكمة لعدد من الشعراء والصالحين .
فمع الجزء الثالث من شعر الحكمة والمواعظ … فهيا نبدأ:
يقول الشاعر ناصحاً لغيره ومبيناً الحكمة من التعلم وأخذ العلم:
مُحب المعالي في معاليه يسهر وذو الشوق للعلياء يصبو ويصبرُ
وما راحة المكسال إلا تأخـــــر و ما نصب المِطلاب إلا تصــــبّر
ولا تقتصر إن رُمْت عِزاً ورفعةً على الرتبة الدنيا فنَفسُك أكبــــــرُ
فسافِر لنَيل المجد في كل فَدفدٍ ولو كانت الأسفار بالحَتف تُسـفِرُ
إذا ذلّت النفس العزيزةُ يا فتى فقل لي ما هذا الوجــود المُحــقَّر
إذا كبرت نفس الفتى عن تعلمٍ فيا قوم ما هذا الكبيــر المصَـــغّر
إذا جمع المرء العلوم ولم يكن بها عاملاً فالجمع جمـــعٌ مكــثّر
فليس الفتى مَن هَمّه جَمْع ماله ولكنه مَن هَمّــهُ الخـــير يُــنْشَــرُ
حياتُك رأس مالك والعلم رِبحه وأخلاق أشــــرافٍ بِهـــن تصــدرُ
ومَن ضيّع الأوقاتَ ضاعت حياته وعاش فقيراً جاهــــلاً ليس يُشـكَر
و دَع غائباً من فائتٍ ومؤمـــــــلٍ فوقتُك سيفٌ قاطعٌ ليــس يعـــــذُر
يقول الشاعر مادحاًالقرآن والأخذ به:
و بَعدُ فحبْل الله فينا كتابه فجاهِد به حيل العدا متحــــبلاً
و أخلِق به إذ ليس يخلق جده جديداً مواليه على الجد مُقبلاً
و إنّ كتاب الله أوثق شافعٍ وأغنى غناءاً واهباً متفضــلاً
و خير جليسٍ لا يُمَلّ حديثه و تِردَادُه يزداد فيــه تجمــــلاً
و حين الفتى يرتاعُ في ظلماته من القبر يلقاه سَــناً مُتهــــللاً
وقال آخَر عن النفس:
النفس تجـزع أن تـــكون فقيــــــرةً والفــقر خيرٌ مِـن غِــنىً يُطغيها
وغِنَى النفوس هو الكفاف فإن أَبَت فجميع مـا في الأرض لا يكـفيها
وقال عن القناعة:
هي القناعة فالزمها تكن ملكــاً لو لـــم تكن لــك إلا راحة البـدن
وانظر لمن مَلك الدنيا بأجمعها هل راح منها بغير الطِّيب والكفـن
وقال الشاعر عن النفس وتعلقها بالدنيا الفانية:
الفنس تبكي على الدنيا وقد علمت أن السلامة فيها ترك ما فيها
لا دار للمرء بعد الموت يسكنها إلا التي كان قبل الموت يبنيها
فإن بناها بخير طاب مسكنـــــه و إن بناها بشر خاب بانيــــها
أموالنا لذوي الميراث نجمعــها و دورنا لخراب الدهر نبنيــــها
كم من مدائن في الآفاق قد بنيت أمست خرابا وأفنى الموت أهليها
أين الملوك التي كانت مسلطنةً حتى سقاها بكأس الموت ساقيها
لا تركنن إلى الدنــــيا وما فيهـــــا فالموت لاشك يفنينا ويفنيها
واعمل لدارٍ غـــداً رضوان خازنها والجار احمد والرحمن ناشيها
قصورها ذهب والمســـك طينتهــا و الزعفران حشيش نابت فيها
والطير تجري على الأغصان عاكفةً تسبح الله جهرا في مغانيها
فمن يشتري الدار في الفردوس يعمرها بركعة في ظلام الليل يحييها
وقال الشاعر في حُسن الخلق:
حقيقٌ بالتواضع من يموتُ و يكفي المرءُ من دنياهُ قوتُ
فما للمرء يُصبح ذا همومٍ وحرصٌ ليس تدركه النُعُوت
صنيع مليكُنا حسَنٌ جميلٌ و ما أرزاقنا عنّا تفوت
وقال أحدهم أيضاً في هذا المجال:
لو صيغ من فضة نفس على قدرٍلعاد من فضله لما صفا ذهباً
ما للفتى حسَبٌ إلّا إذا كمُلت أخلاقه و حوى الآداب و الحسب
فاطلب -فديتك- علماً واكتسب أدباً تظفر يداك به واستعجل الطلبا
لله در فتى أنسابه كرمٌ يا حبّذا كرمٌ أضحى له نسبا
هل المروءة إلا ما تقوم به من لبذمام وحفظ الجار إن عتبا
من لم يؤدبه دين المصطفى أدباً محضاً تحير في الأحوال واضطربا
إلى هنا أيها الكرام نفذت جُعبتي من الأشعار الغالية..
وإلى جزء آخر من أشعار الحكمة والموعظة ، انتظرونا في القريب العاجدل حت أجمع لكم زهور من بستان الحكم الشعرية …..