المولد النبوي الشريف

المولد النبوي الشريف

1 المراجعات

مقدمة

انطفأت شموع التوحيد في مشارق الأرض ومغاربها ووسط كآبة الحياة وليلها الموحش جاء شمس الأنبياء سيدنا محمد صل الله عليه وسلم ليهدي البشرية جمعاء ويخرجهم من الظلمات الى النور.

ففي يوم الاثنين الموافق للثّاني عشر من ربيع الأول من عام الفيل أشرقت الدنيا بميلاد سيّد الخلق أجمعين سيّدنا محمد عليه الصلاة والسلام 

وقد ولد عليه السلام في مكة المكرمة حيث يحتفل العالم الإسلامي من كل عامٍ بهذا اليوم ويقيمون فيه الموالد والمدائح النبوية. 

يُعتبر يوم المولد النبوي الشريف يوماً لاستذكار صفات ومناقب أشرف الخلق والمرسلين فهو النبي الهادي للأمة الذي جاء برسالة الإسلام السمحة ليمحو التخلف والجهل والطائفية

 وينبذ الكفر والشرك حيث يعتبر مولد النبي أيضاً إيذاناً ببدء عهدٍ جديد وتمهيداً لنزول الرسالة السماوية الخالدة إلى كافة الناس وهي رسالة الإسلام .

حيث ختم الله سبحانه وتعالى الأنبياء والرسل جميعاً بنبيّه محمد وبرسالة الإسلام التي جاءت بالدعوة الخالدة إلى توحيد الله سبحانه وتعالى وعدم الشرك به وأداء العبادات جميعها والالتزام بأركان الإسلام الخمسة 

وهي شهادة أن لا إله إلا الله وأنّ محمداً رسول الله وإيقام الصلاة وإيتاء الزكاة وصوم رمضان وحجّ البيت من استطاع إليه سبيلاً. 


من صور الاحتفال بهذا اليوم العظيم أن يُحيي المسلمون سنة النبي عليه السلام والإكثار من الصلاة عليه فالصلاة على رسول الله من الأعمال المحببة إلى الله تعالى والتي ترفع درجة العبد يوم القيامة وتوجب شفاعة النبيّ له يوم القيامة وأثناء مروره على الصراط كما تنتشر بعض العادات الاحتفالية لدى المسلمين في مختلف أنحاء العالم بإعداد أصنافٍ مُعيّنةٍ من الطعام وتقديمها للفقراء والمحتاجين وتقديم الصدقات وعمل حلقات الذكر والأدعية في المساجد  ويذهب المقتدر إلى زيادة بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وقضاء العمرة

 ومن المعروف أنّ مُعظم الدول الإسلامية ومنها مصر تعتبر يوم المولد النبوي الشريف يوم عطلـةٍ رسـميـة . 

عندما ولد رسولنا الكريم صلوات الله عليه كانت مكة في انتظار حدث جديد وهذا الحدث كان له تأثير بالغ في حياة جميع الناس وسيظل نور النبي صلى الله عليه وسلم يشرق في الأرض ويضيء القلوب إلى أن تقوم الساعة حيث أن مولود الرسول صلى الله عليه وسلم هو أهم حدث على هذه الأرض منذ أن خلقها الله إلى أن يرثها تبارك وتعالى.

زواج آمنة وعبد الله بن المطلب:-

بعد زواج عبد الله بن المطلب من أمنة بنت وهب حملت في رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد ذكرت آمنة بن وهب أنها خلال الحمل لم يصيبها ما يصيب النساء الحوامل من ألم الحمل وغيرة من الأعراض التي تظهر على الحامل وأيضًا عند الولادة لم تتألم ولم يصيب ثقل الولادة وبعد أن وضعت رسول الله صلى الله عليه وسلم قد سمعت شخصًا ما يقول لها: “وضعت خير البشر فعوذيه بالواحد الصمد من شر كل باغٍ وحسد” كما قالت آمنة بنت وهب: “لما سقط إلى الأرض اتقى الأرض بيديه وركبتيه ورفع رأسه إلى السماء وخرج مني نور أضاء ما بين السماء والأرض”.

عام ميلاد النبي صلى الله عليه وسلم:-

لقد ولد رسولنا الكريم صلوات الله تعالى عليه في عام الفيل هذا العام الذي كان يرغب أبرهة في هدم الكعبة به عندما أحضر الفيلة لكي تقوم بهدم الكعبة وأرسل له الله جلَّ وعلا طيرًا وقد جاء في كتاب الله تبارك وتعالى: ﴿أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الْفِيلِ(1)أَلَمْ يَجْعَلْ كَيْدَهُمْ فِي تَضْلِيلٍ(2)وَأَرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْرًا أَبَابِيلَ(3)تَرْمِيهِمْ بِحِجَارَةٍ مِنْ سِجِّيلٍ(4)فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَأْكُولٍ﴾

                 [الفيل:4-5].

 

وعند مولد الرسول صلى الله عليه وسلم رميت الشياطين في السماء بالنجوم، وفزعت قريش عند رؤية هذا المنظر وكان يعتقدون أنه يوم القيامة وجمع إبليس الشياطين وسألهم عن ما يحدث فأخبروه أنهم رموا بالشهب وأنهم منعوا من الصعود إلى السماء فطلب منهم أن يسيروا في الدنيا ويعرفوا ما الذي حدث ثم عادوا ولم يتوصلوا إلى شيء فقالوا: لم نر شيئا فقال: أنا لهذا فخرق ما بين المشرق والمغرب فانتهى إلى الحرم فوجد الحرم محفوفا بالملائكة فلما أراد أن يدخل صاح به جبرائيل فقال: اخسأ يا ملعون فجاء من قبل حراء فصار مثل الصر قال: يا جبرائيل ما هذا؟ قال: هذا نبي قد ولد وهو خير الأنبياء قال: هل لي فيه نصيب؟ قال: لا قال: ففي أمته؟ قال: نعم قال: قد رضيت.

 

وقد ذكر اليهودي يوسف أن في هذا اليوم سوف يولد النبي المنتظر فقال له أهل مكة أنه ولد محمد بن عبد المطلب في هذا اليوم فذهبوا معًا إلى باب آمنة فقالوا لها أخرجي أبنك لكي يراه، فكشف اليهودي على كتف محمد بن عبد المطلب فرأى شامة على كتفة ولما رائها سقط على الأرض فضحكت عليه قريش فقال لهم: أتضحكون يا معشر قريش هذا نبي السيف ليبرينكم وقد ذهبت النبوة من بني إسرائيل إلى آخر الأبد.

نزول الوحي على الرسول الشريف صلى الله عليه وسلم:-

لقد نزل الوحي على النبي صلى الله عليه وسلم في جبل النور، هذا الجبل الذي كان يقع في مكة المكرمة وكان جبل عالي يستغرق أكثر من نصف ساعة للصعود عليه ويوجد في شمال هذا الجبل غار هذا الغار يحكي قصة رجل كان دائمًا يتردد إليه ويقضي به الساعات والأيام والأشهر يتعبد إلى الله تبارك وتعالى به.

وفي هذا الوقت كان يفكر نبينا محمد في نور السموات والأرض ويفكر في خالقهم وكان يفكر في المسئولية التي سوف يتحملها 

وأمر الله تبارك وتعالى سيدنا جبريل أن ينزل إلى الرسول صلى الله عليه وسلم وهو في الغار لكي يقرأ عليه آيات قرآنيه 

فنزل عليه جبريل وقال له: يا محمّد اقرأ قال: وما أنا بقارئ؟ قال: يا محمّد ﴿اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ(1)خَلَقَ الإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ(2)اقْرَأْ وَرَبُّكَ الأَكْرَمُ(3)الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ(4)عَلَّمَ الإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ﴾

             [العلق:4/5] 

ثم قال له: يا محمد أنت رسول الله تبارك وتعالى وأنا جبريل فأضطرب رسول الله صلى الله عليه وسلم عند سماع هذا وشعر بمدى المسئولية التي نزلت على عاتقة

فخرج من الغار وهو مضطرب وذهب إلى بيت السيدة خديجة وحكي لها كل ما حدث معه ونام عندها

 وبعد ذلك بدأ يدعوا النبي صلى الله عليه وسلم الناس إلى الاستجابة للدين في السر.

وفاة والد النبي صلى الله عليه وسلم:-

لقد توفي عبد الله بن المطلب قبل مولد الرسول صلى الله عليه وسلم وكان في الخامسة والعشرين وتوفي وهو عند أخوال والده في المدينة

 ثم بعد ذلك قام جده النبي صلى الله عليه وسلم بإرساله حتى يرضع من بني سعد وكان مرضعة النبي هي حليمة بنت أبي ذؤيب السعدي

 وبقى عند بني سعد إلى أن حدث موقف شق صدره وكان وجودة لديهم أضاف لديهم البركة في حياتهم

 ثم بعد ذلك أرسلوه إلى جده وقد كان في سن الخامسة عشر وقد توفيت أمة ولم يكن قد تجاوز ست سنوات بعد

 هذا الأمر الذي يجعل الرسول صلى الله عليه وسلم يشفق كثيرًا على اليتامى ويدعوا الناس إلى مساعدتهم والاهتمام بهم وكفالتهم.

وفاة النبي الشريف صلى الله عليه وسلم: -

عندما نزلت الرسالة على الرسول صلى الله عليه وسلك كانت في الأربعين من عمرة وقد أمنت به السيدة خديجة وكانت هي أول من آمنت من النساء

 كما كان أبو بكر الصديق رضي الله عنه هو أول من آمن من الرجال وعلي بن أبي طالب هو أول من أمن من الصبيان.

ودعا النبي صلى الله عليه وسلم في السر لمدة ثلاث سنوات وهو في مكة وآمن به القليل من الناس وبعد ذلك أمر بأن يدعو جهرًا فقامت قريش بإزائه هو وأصحابه 

وبعد ذلك هاجر الرسول إلى المدينة ثم عاد إلى مكة وفتحة ورفع راية الإسلام في العام العاشر هجريًا

 أما في العام الحادي عشر قد توفي النبي صلى الله عليه وسلم وكان هذا بالتحديد في 12 في ربيع الأول في السنة 11 هجريًا وكان نبينا الكريم يبلغ من العمر 63 عامًا.

    خاتمة :-

سيظلّ يوم المولد النبوي الشريف يوماً شاهداً على أعظم ذكرى في تاريخ الأمة الإسلامية وهو يومٌ يمنحنا العبر والدروس

ويحيي فينا الشوق لنبيّنا وحبيبنا محمد عليه الصلاة والسلام ويؤجّج القوة الإيمانية في نفوس المسلمين 

بأن يُحفّز على العبادة والصلاة والذكر والصلاة على صاحب الذكرى بالإضافة إلى العمل بسنّة النبي والأحاديث النبويّة الشريفة

                                                                                                                                                        دمتم في عناية  الله  وحفظه

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة

المقالات

4

متابعين

2

متابعهم

7

مقالات مشابة