أين تتواجد الروح بعد الموت ؟؟

أين تتواجد الروح بعد الموت ؟؟

0 المراجعات

الموت هو نهاية الدنيا للانتقال لحياة الآخرة، فتخرج الروح من الجسد وتنتقل إلى مثواها الأخير، فيُفقد العقل، يبكم اللسان، وتضعف الأطراف، ويبدأ الأنين والصياح، وآخر مراحل نزع الروح تأتي بالغرغرة والخور، وسحب الروح من الصدر للحلق، حينها يرى الإنسان ملك الموت وهو ينتزع روحه فيهلع من منظره، فلا يستطيع أحد تحمّل رؤيته، ليتساءل الجميع هل تبقى الروح في الجسد أم تنتقل للسماء ؟؟

ما قبل الموت

ذكر الله تعالي أن أخر ما يدخل في الإنسان هو الروح، لذلك فإن أول ما يخرج من الإنسان هو أخر ما دخل فيه، ليتصلب الجسد ويصير كالحما المسنون, ثم طريًا كالصلصال، ليصبح بعدها طينًا يذهب الماء فيه إلى الأرض، ويتحلل بعدها لعناصر الطين والتراب، ويعود الإنسان إلى العناصر الأولي التي خُلق منها.

فأكثر دليل مشهود لنا هو قول الله عز وجل: ( يا إبليس ما منعك أن تسجد لما خلقت بيدي)، بينما في سوره الحجر_19، قال: (ونفخت فيه من روحي)، فالروح بأمر الله فقط، لذلك تعد كافة الأبحاث التي تجري عن الروح ووضعها في معامل لإجراء تجارب عليها، ما هي إلا عبث يقوم به العلماء وغيرهم. 

حقيقة تواجد الأرواح 

ورد أن أبا بكر رأى رسول الله (صل الله عليه وسلم ) بعد وفاته في قصة مفصَّلة حيث أمره برد الخلافة إلى علي عليه السلام، وأن الحسن بن علي عليه السلام رأى أصحابه أمير المؤمنين عليه السلام، وأن أولاد أمير المؤمنين عليه السلام رأوه في تشييع جنازة نفسه، فالروح بعد الموت تتعلق بالبدن كتعلقها في الدنيا بهذا البدن الترابي.

بينما في رواية الحناط عن أبي عبد الله عليه السلام: (إنهم في أبدان كأبدانهم)، وفي رواية: (صير تلك الروح في قالب كقالبه في الدنيا، فيأكلون ويشربون)، وعن أبي بصير عن الإمام الصادق عليه السلام قال: (إن الأرواح في صفة الأجساد في شجرة الجنة، تعارف وتساءل، فإذا قدمت الروح على الأرواح)، ليقول: (دعوها فإنها قد أفلتت من هول عظيم، ثم يسألونها ما فعل فلان ؟؟  فإن قالت لهم: تركته حيًا ارتجوه، وإن قالت لهم: قد هلك قالوا: (قد هوى هوى).

الأرواح و العالم الآخر

ترتبط الأرواح بالعالم الآخر، ولا يشعر الانسان بالحواس المادي، فمثل ما ورد أن القبر روضة من رياض الجنة أو حفرة من حفر النيران، وأن القبر يوسع لبعض الأموات سبعة أذرع، أو تسعة، أو مد بصره، أو مسيرة شهر، كما أنه يفتح من قبره إلى الجنة أو النار طريق، فهذا ما ورد من صعود الأئمة عليه السلام بعد استشهادهم.

بينما سُئل الشيخ ابن عثيمين رحمه الله هل  موت الإنسان يعني خروج الروح من الجسد ؟؟عندما يدفن في القبر هل ترد الروح إلى جسده أم أين تذهب ؟؟ وإذا كانت ترد الروح إلى الجسد في القبر فكيف يكون ذلك ؟؟ ليرد قائلًا: لقد ثبت عن رسول الله (صل الله عليه وسلم )أن الميت إذا مات فإنها تعاد روحه إليه في قبره، ليسأل عن ربه، دينه، ونبيه، ويقول الله عز وجل: (يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة)، سورة إبراهيم _27

فإعادة الروح إلى البدن في القبر، ليس كحصول روح الإنسان في بدنه في الدنيا، فذلك يُعد حياة برزخيه، لا يعلم أحد كيانها، فتلك الأمور الغيبية التي لم نخبر عنها، لنقف أمام قول الله تعالى: ( وَلا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً ) الإسراء_36

وذكر الإمام ابن القيم رحمه الله: وأما المسألة الخامسة عشرة: وهي أين مستقر الأرواح ما بين الموت إلى يوم القيامة ؟ هل هي في السماء أم في الأرض ؟ وهل هي في الجنة والنار أم لا ؟؟ وهل تُودع في أجساد غير أجسادها التي كانت فيها فتتنعم وتعذب فيها أم تكون مجردة ؟؟

قال البعض أن أرواح المؤمنين عند الله شهداء كانوا أم غير شهداء، إذا لم يحبسهم عن الجنة كبيرةٌ ولا ديْن، وتلقاهم ربهم بالعفو عنهم والرحمة لهم، فهذا مذهب أبي هريرة، وعبدالله بن عمرو رضي الله عنهم.

 وقالت طائفة: هم بفِناء الجنَّة على بابها، يأتيهم من روحها ونعيمها ورزقها، وذكرت طائفة: الأرواح على أفنية قبورها، وقال مالك رحمه الله: بلغني أن الروح مُرسَلة تذهب حيث شاءت.

 البحث عن الأرواح

فالبحث عن الروح يشغل الإنسان منذ بداية الحياة، بكونها سر يعجز البشر عن الوصل إليه عبر السنين، فبالرغم أن الروح لا تدخل في طاقة البحث العلمي، إلا أن الإنسان مازال يحاول أن يعرف الكثير عنها.

 فقد قام العالم السويسري خلال الفترة الأخيرة بتجربة، ووضع شخص يحتضر علي ميزان، ليجد أنه في لحظة الوفاة يُفقد جزءًا من وزنه، لكن يُنكر الكافرون وجود الروح ويطلقون عليها الزمن أو الطبيعة.

فحيرة البشر كُلها سجلها القرآن منذ قرابة أربعة عشر قرنًا في قوله الله تعالي: (ويسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربي وما اوتيتم من العلم إلا قليلًا) _الإسراء.

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة

المقالات

6

متابعين

4

متابعهم

14

مقالات مشابة