لماذا يعد الدفن السماوي أغرب عادات العالم ؟؟
تعددت طقوس دفن الموتى في مختلف الأديان، المعتقدات والقبائل، ففي بعض الأديان يكون الدفن في الأرض هو الطريقة الأمثل والأكثر شيوعًا في العالم، بينما في الهندوسية نجد حرق أجساد الموتى، أما في البوذية والزرادشتية يعد الدفن السماوي الطريقة الرئيسية للتعامل مع المتوفي، فمراسم الدفن لديهم ليس لها مثيل في العالم أجمع، لكن ما هو الدفن السماوي ؟؟ وما هي طقوسهم ؟؟ ولماذا يعد الأغرب في العالم ؟؟
أسرار الدفن السماوي
فعندما يتوفى شخص قبل حوالي 40 عامًا، كانت الأسرة تضيء المصابيح جانب المتوفى، بينما يصلي الرهبان ويباركون الجسد لفترة تمتد من ثلاثة إلى خمسة أيام، وخلال تلك الوقت لا يسمح لأحد بلمس الجسد، لتبقي الجثة سليمة ويتم تركها على أحد أبراج الصمت المكونة من عدت حلقات دائرية متحدة المركز، وبعد تحديد يوم الجنازة من خلال العرافة يأخذ القريبون الجثة إلى موقع الدفن في السماء بواسطة حصان أو سيارة.
طقوس الدفن السماوي
تقام الحلقات الدائرية، لتكون الحلقة الخارجية لأجساد الرجال والوسطى للنساء، بينما الداخلية للأطفال، وتبقي الجثة وسط تلك الحلقات في وضع الجلوس لمدة يومين أو أكثر، ثم تقام الصلوات وعندما تقوم الشمس بتبييض العظام، يتم كسر العمود الفقري للجثة لإمكانية طيها ونقلها إلى موقع الدفن في السماء، فتلك الأمر قد يستغرق عامًا ليتم جمعها وتذويبها في الجير داخل حفرة للعظام وسط البرج، لتصفيتها بالفحم والتخلص منها في مياه الأمطار.
بينما يرافق أفراد عائلة المتوفى في هذه الرحلة، بقرع الطبول على الوجهين وترديد الأناشيد، فمجرد وصولهم لمكان الدفن تقام الشعائر الدينية وحرق البخور لجذب النسور، ووضع الجثة على الحجارة ووجهها لأسفل، وإزالة شعرها، للبدء في تقطيع الأطراف بالفؤوس أو المطارق الثقيلة، وأحيانًا يُسلخ اللحم من العظام، ويتم رميها إلى النسور المنتظرة.
فتلك المراسم تختلف باختلاف قدرات أهل الميت المادية ومكانته وسط قومه فإذا كان الميت ذا قيمة وأهله لهم القدرة المالية يتم دفنه طبقًا لمراسم خاصة، حيث يقوم فيها المسئول عن الدفن بتقطيع أجزاء الميت وإلقائها على قمم الجبال حتى تلتهما الطيور الجارحة وخاصة النسور لتحلق بها في أعالي السماء، ثم يقوم المسئول بجمع ما تبقى من عظام واشلاء من الميت ويسحقها ثم يعجنها ويخبزها إلى طعام ليعاود إلقاءها للطيور الجارحة مرة أخرى وبهذا يضمن أهل الميت أن فقيدهم صار في السماء.
لكن تلك الطريقة هي الأعلى تكلفة، نظرًا لما يتقاضاه المسؤول عن الدفن فهو يعادل ثلاثة رواتب شهرية، بينما يتم دفن الميت ذو الإمكانيات المادية الضعيفة وأموات الفقراء بإلقاء المتوفي من إحدى قمم الجبال المخصصة للدفن السماوي لتقوم الطيور بالتهام جثته.
أغرب المعتقدات
يعتقد البوذيون أن الجثة ليست سوى قذيفة مهملة، فقد انتقلت بالفعل روح المتوفي، وتقديم الجد للنسور أو الطيور هو آخر شيء عظيم ومشرف يجب القيام به، فبذلك يقدم الكرم إلى الأرض التي أعطتهم الحياة، وليس هناك شيء لتعكير صفو الأرض لدفن الجسد.
كما أنهم يعتقدون أن الإنسان بعد مماته لا قيمة لجسده ويجب أن يكون مفيدًا لروحة وتابعًا لها، لهذا يتم إطعام جسده للطيور وإذا أكلت النسور الجسم بالكامل، فهذه علامة جيدة، نظرًا لما تؤمن به العادات الشعبية، أن النسور لن ترغب في أكل جسد الإنسان إذا ارتكب أفعالًا شريرة في الحياة.