من وعد بلفور حتى اتفاقيه سايكس بيكو
عقد تفاهم سرى بين فرنسا وبريطانيا ومصادقة روسيا على اقتسام الجزء الشمالي من الأراضي العربية وهي العراق وبلاد الشام بين فرنسا وبريطانيا لتحديد مناطق النفوذ في المشرق العربي بعد انهيار الدولة العثمانية، المسيطرة على هذه المنطقة جرأ، هذه قيمتها في الحرب العالمية الأولى وتقرر أن تقع المنطقة التي اقتطعت فيما بعد من جنوب سوريا وعرفت بفلسطين تحت إدارة دولية ما عدا (صحراء النقب) يتم الاتفاق عليها بالتشاور بين بريطانيا وفرنسا وروسيا. ولكن الاتفاق نص على منح بريطانيا ميناءي حيفا وعكا على أن يكون لفرنسا حرية استخدام ميناء حيفا مقابل حرية استخدام بريطانيا لميناء إسكندرون السوري الواقع تحت الوصاية الفرنسية.
لاحقا وتخفيفا للأحراج الذي أصيب به الفرنسيون والبريطانيون بعد كشف هذه الاتفاقية ووعد بلفور، صدر كتابة تشرشل الأبيض سنة 1922 ميلاديا ليوضح بلهجة مخففة أغراض السيطرة البريطانية على فلسطين. إلا أن محتوي اتفاقية سايكس بيكو تم التأكيد عليه مجددا في مؤتمر سان ريمو عام 1920 ميلادية بعدها أقر مجلس عصبة الأمم وثائق الانتداب على المناطق المعنية في 24 يونيو 1922 م.
وعد بلفور.
لقد تبنت إنجلترا منذ بداية القرن ال20 سياسة إيجاد كيان يهود سياسي في فلسطين قدروا إنه سيظل خادعا لنفوذهم ودائرة في فلكهم وبحاجة لحمايتهم ورعايتهم وسيكون في المستقبل مجلة العرب لينه قواهم ويورثه مالهم الدائم ويعرقل كل محاولة للوحدة فيما بينهم.
تواجدت بريطانيا سياستها هذه الوعود بالفر الذي أطلقه وزير خارجيتها آنذاك وكان هناك مصالح مشتركة ذات بعد استراتيجي ففي الأساس كان بريطانيا قلقة من هجرة يهود روسيا أو أوروبا الشرقية الذين كانوا يتعرضون للاضطهاد فوجدت أن لها مصلحة في توظيف هذه العملية في برنامج توسعها في الشرق الأوسط، فحولت قوافل المهاجرين إلى فلسطين بعد صدور الوعد وقامت بتوفير الحماية لهم المساعدة اللازمة في مكان من وزير خارجية إنجلترا أرثر جيمس بلفور إلا أن أصدر وعد باسم ملك بريطانيا لزعماء الحركة الصهيونية في 2 نوفمبر عام 1917 ميلادية بتأسيس وطن قومي لليهود على أرض فلسطين وجاء نصه ( عزيزي اللورد روتشيلد، إن حكومة جلالتها تنظر بعين العطف والارتياح إلى إنشاء وطن قومي للشعب اليهودي في فلسطين، وسوف تعمل كل ما في وسعها من أجل تحقيق هذا الهدف، وليكن معلوما بوضوح أنه لن يتم شيء من شأنه الإخلال بالحقوق المدنية والدينية للطوائف غير اليهودية المقيمة في فلسطين، أو الحقوق والأوضاع السياسية التي يتمتع بها اليهود في أي دولة أخرى).
لقى هذا الإعلان معارضة العرب الذين ك دعتهم بريطانيا عندما وعدتهم بالاستقلال أزواجها فالعرب بجانبها ضد الدولة العثمانية