بلاد اليمن القديمة وحضارتها العظيمة
موقع بلاد اليمن؛
تقع اليمن في القسم الجنوبي الغربي من شبه الجزيرة العربية بين دائرتي عرض 12 وي 19 وبين خطي طول 42 و 53، ويحدها من الشمال بلاد الحجاز ومن الشرق عمان والمحيط الهندي ومن الجنوب أيضا المحيط الهندي ومن الغرب يحدها بحر القلزم أي البحر الاحمر.
جغرافيا اليمن؛
كان مناخ اليمن متباينا بسبب الموقع ففي فصل الشتاء تنخفض درجه الحرارة في المرتفعات لتصل إلى خمس درجات وفي الصيف ترتفع درجه الحرارة بسبب قربها من خط الاستواء وتسقط الأمطار عليها بغزاره في فصل الصيف.
أهمية موقع اليمن
كان لموقع بلاد اليمن أهميه تجارية بسبب وقعها على البحر الأحمر والمحيط الهندي وهذا ما جعلها تحتكر التجارة العالمية القديمة لعده قرون لوقعها على طريق التجارة العالمي بين الشرق والغرب.
الأسماء التي اشتهرت بها اليمن قديما
اشتهرت اليمن في النصوص القديمة باسم يمنات ويمنت، والغالب أن اسم اليمن يعني اليُمن والخير كما عرفت اليمن أيضا باسم بلاد العرب السعيدة لكثره خيرتها ومنتجاتها الزراعية.
المعادن والأحجار الكريمة
اشتهرت اليمن بتوافر معدن الذهب وقيل عنه أنه كان ذهبا خالصا لا يحتاج الى صهر كما اشتهرت بوفره معادن الفضه والرصاص والحديد ووجد بها الكثير من الأحجار الكريمة مثل العقيق والجزع، كما وجد بها العنبر واللؤلؤ.
الصناعة
كان لتوافر المواد الخام أثر كبير في ازدهار الصناعة في اليمن نظرا إلي؛
لوفره معدن الحديد الذي اشتهرت اليمن بصناعة السيوف منه، ومع وجود الزراعة والرعي اشتهرت اليمن بصناعة الجلود، كما اشتهرت اليمن بصناعة المنسوجات وورد ذلك في نصوص الخط المسند القديم واكتشف العلماء أن اليمن اهتمت بصناعة البرد وهو أفضل أنواع النسيج وباهظ الثمن لجودته العالية، كما اشتهرت اليمن بجميع أنواع الغزل والنسيج مثل الصوف والقطن والحرير، كما تطورت في اليمن صناعة البناء لتوافر الصخور وازدهر بها أيضا صناعة الحلي لتوافر الذهب والفضه والأحجار الكريمة.
التجارة
كان لموقع اليمن الهام أثر كبير في اشتغال أهلها بالتجارة هذا فضلك عن ازدهار الصناعة بها لوفره المعادن وهذا كل أدى إلى ازدهار الحركة التجارية في اليمن وقد احتقر اليمنيون التجارة لفتره 15 قرنا من الزمن وهذا جعلها مطمعا لبعض الدول الكبرى مثل الفرس والحبشه والروم.
بالنسبه التجارة الداخلية في اليمن فاشتهرت بتجارة منتجاتها من المنسوجات والسيوف والعطور والبخور والحُلى.
أما بالنسبة للتجارة الخارجية كان لبلاد اليمن أسواق خارجية مع عديد من الدول منها مصر والحبشة وبلاد أخرى.
التجارة مع مصر.
ازدهرت التجارة بين اليمن ومصر منذ عهد دولتي معين وسبأ حيث كانت مصر الفرعونية تحتاج إلى اللبان اليمني والصومالي لحرقه مع البخور والمر في المعابد كجزء من طقوس العبادة في ذلك الوقت كما كانوا يستخدمونه في عمليات تحنيط الموتى.
التجارة مع الحبشة
ارتبطت اليمن والحبشة بعلاقات تجارية وطيده نظرا لقرب موقعهما من بعض فلا تحتاج اليمن للوصول إلى الحبشة سوى عبور بحر القلزم والعكس أيضا ولهذا ازدهرت الحركة التجارية بينهما ومن ناحية أخرى كثرت الأطماع السياسية بينهما وفكرت اليمن في احتلال الحبشة ونجحت في أقامه مستعمرة تجارية داخل الحبشة وكذلك احتلت الحبشة اليمن مرتين.
مع البلاد الأخرى
لعب اليمنيون دور مهم في التجارة والخارجية مع كثير من البلدان فضلا عن تصريف منتجاتهم الوطني، فقد كانوا يعملون أيضا وسطاء للتجاره الدولية بين الهند والعراق وبلاد الشام واليونان والرومان حيث كانوا يقوموا بتصدير التوابل والسيوف الهندية والحرير الصيني والعاج والذهب الأثيوبي وتستورد بلاد الرومان البخور لحرقه في الكنائس.
وهكذا اجتمع لبلاد اليمن الكثير من الثروات بسبب الصناعة والمعادن والتجارة الداخلية والخارجية وهذا أدى إلى إنعكاس الرخاء الاقتصادي على أسلوب معيشتهم فسكنوا القصور الفارهه.
انتشار القصور في اليمن؛
انتشرت القصور في كل أنحاء اليمن وكانوا يطلقون عليها اسم المحافد واذ تجمع عدد كبير من القصور أو المحافد في بلد أطلق عليها اسم مخلاف، فانتشرت المخاليف في اليمن منها ومخلاف صنعاء ومخلاف نجران، وقد أحصى عدد مخاليف اليمن فوجد ٨٤ مخلاف، ومن أشهر قصور أو مخالف اليمن قصر غمدان.
قصر غمدان
هو من القصور الأسطورية وبني في عهد دولة حمير وظل باقيا حتى عهد عثمان بن عفان (23 : 35 هجريا) وشاهده بعض الصحابه ووصفوه وسجل المؤرخين فيما بعد وصفهم ضمن تاريخ الجاهليه القريب.
أسلوب بناؤه بني بالحجر على أربع أوجه كل وجه لون مختلف فوجه أبيض وآخر احمر وآخر اخضر والأخير أصفر وكان مكون من 20 طابق ولهذا فهو يعتبر أول ناطحه سحاب في التاريخ.
الديانات التي انتشرت في بلاد اليمن
أولا الديانات الوثنيه كانت ديانة اليمن القديمه ديانة فلكية قامت على أساس عباده ألهه من الاجرام السماوية وانتشرت عندهم فكره الثالوث فعبدوا إله القمر وكان يرمز عندهم إلى الاب وسمي بلغتهم المقه وجعلوا له رمزا ارضيا وهو حيوان الثور لتشابه قرون الثور مع الشكل الهلالي للقمر، وانتشرت عبادة القمر في كثير من أنحاء شبه الجزيرة العربية ويرجع ذلك لاهتمامهم الكبير بالتجاره ولخروج القوافل ليلا من شده حراره الجو في النهار فكان القمر هو مصدر الاضاءه لهم في الطريق.
كما عبدوا الشمس وكانت ترمز إلى الأم ووجدنا إشارة إلى عبادتهم لها في سوره النمل ايه 24 وذكرت الآيه انهم كانوا يسجدون للشمس من دون الله.
وتكتمل فكره الثالوث بعبادتهم الزهره وهو الأبن وكانوا يعتبرونه إله الري والعواصف.
ووجدت أيضا ألهه وثنيه أخرى ومنهم الاله رئام الذي انتشرت عبادته في صنعاء وتحدث عنه ابن هشام في السيرة النبوية وذكر أنه كان له بيت يعبد به وظل باقيا حتى القرن الثاني الهجري وكاثر من العصر الجاهلي.
كانت هذه العبادات الوثنية تلقى اهتماما كبيرا في اليمن وتؤسس لها المعابد والهياكل لعبادتها وكان لها فريق من الكهنه ومن طقوس العبادة حرق البخور الذي تشتهر به اليمن في المعابد
ثانيا الديانات السماوية
الديانه اليهودية
انتشرت في اليمن في عهد آخر الدول العربية التي حكمتها وهي دولة حمير من 150 ق.م: 525 م ويعد كتاب سيرة النبوية لابن هشام من أهم المصادر التي توضح كيفية إنتشار الديانة اليهودية في اليمن فكتب لذلك الكثير من تاريخها كانت اليمن قد احتلتها دولة الحبشة في عام 340 ميلاديا وعلى اثر هذا الإحتلال هرب الملك الحميري تبان اسعد أبو كرب من اليمن واتجه إلى المدينة المنورة(يثرب) وكان بها الكثير من اليهود (بني قريظه وبنو قينقاع) الذين هاجروا من فلسطين على اثر هزيمتهم أمام الروم وأقام الملك الحميري مع أحبار اليهود الذين نجحوا في جعله يعتنق الديانة اليهودية.
لم يستمر الاحتلال الحبشي الأول لليمن كثيرا فبعد حوالي 30 عام نجاح الحميريون في طردهم من اليمن وعاد الملك تبان أسعد إلى اليمن وعمل على نشر ديانة اليهودية بها.
(الديانة المسيحية )
دخلت الديانة المسيحية إلى اليمن أثناء الاحتلال الحبشي الأول وبعد الإنتهاء الاحتلال كان هناك بعض المناطق التي انتشرت بها المسيحية منها نجران ومنها مناطق أخرى انتشرت بها اليهودية.
العودة إلى الديانة الوثنيه قبل ظهور الإسلام كانت اليمن عادت مره أخرى إلى الديانة الوطنية خاصه بعد أن احتلها الفرس وفرضوا عليهم الديانة المجوسيه