من يسرق عقول اطفالنا!

من يسرق عقول اطفالنا!

0 المراجعات

من الأمور المهمة التي اكتسبناها في جيلنا الحالي بخلاف الأجيال السابقة، هو التكنولوجيا والتطور الالكتروني ومن ضمنها الهاتف المحمول حيث بؤمّن لنا الحصول على المعلومات والمعارف والعلوم بطريقة سهلة وسريعة، ففي الأزمنة السابقة كان الناس يعتمد على جلب مصادر معلوماتهم وعلومهم ومعارفهم من الكتاب والأستاذ فقط ولم يكن الأمر ينقضي بسهولة حيث انه كان يتطلب البحث على ارض الواقع عن الكتاب الذي يخدم حاجتك، وكذلك يتطلب البحث عن المركز او المكتبة التي توفره وايضا لا تنقضي دون دفع مبلغ من المال لشرائه، وكذلك الأستاذ. امّا الآن وبفضل شبكات التواصل والانترنت اصبحت اغلب المعلومات والعلوم تتحصّل عبرها دون تكلفه مادية غالبا ودون عناء.

في المقابل وعلى الرغم من الكثير من ايجابياتها الا ان استخدام هذا العالم بشكل مفرط او بشكل سلبي له اثر خطير على عقولنا وحياتنا وبالأخص عقول اطفالنا التي تعدّ كالأرض الخالية كل ما يُزرع فيها تقبله. ومن هنا، يتوجب على الأهل ان يكونوا اكثر دراية واهتمام بما يشاهده اطفالهم، وسنتطرأ لاحقا بعد تبيان أثر كثرة حمل الهاتف على الأطفال، الى بعض الحلول التي يمكن ان تساعد الأهل على توفير اكبر قدر من الحماية لأطفالهم في هذا المحال.

ان الهاتف المحمول مأمّن الحياة السهلة في التعلم والتواصل هو نفسه يمكن ان يعقد هذه الحياة ،حيث ان كثرة حمل الهاتف للأطفال ومشاهدتهم ما يفيد وما لا يفيد لأوقات طويلة فيه الكثير من التبعات السلبية التي تعكّر صفو نمو عقلية ونفسية سليمة لدى الأطفال.

فما هو أثر كثرة الهاتف المحمول على ادمغة اطفالنا؟

 

•لدى الأطفال ما قبل ال٥ سنوات:

-تأخّر في النطق والكلام . 

-عدم الرغبة في اللّعب والاستكشاف.

-نوبات غضب وصراخ، خاصة بعد الانتهاء من حمل الهاتف او في حال أخذ الأهل الهاتف من يد الطفل.

-فقدان التركيز والبطئ في حفظ المعلومات التي يكتسبها.

-فقدان كبير في الملاحظة لما  حوله.

-التصرّف بحركات سريعة او فرط حركي.

-انعزال الطفل عن العالم المحيط، وحصر اولى اهتماماته في الهاتف.

 

•لدى الأطفال فوق ال ٥ سنوات:

-يفضل الطفل البقاء لوحده او مع هاتفه ولا يرغب في الامور الاجتماعية.

-لعثمة في الكلام وعدم منهجتها بالشكل الصحيح.

-لا يرغب في الكلام غالبا.

-يعاني من فرط حركة وعدم تركيز ونقص في الذاكرة.

-يفقد ابداعه في نسج الافكار المبتكرة فتنقص مخيلته الابداعية.

-نقص الذكاء وبالاخص الذكاء العاطفي والاجتماعي والتعلمي.

-تأخر في نشاطه الدراسي.

-فقدان الشغف للعب. 

ولا ينقضي الأمر على هذا  فقط، لأن هذه التبعات تأثر في شكل نموه العقلي والاجتماعي واذا لم يتدارك الأمر ويُنظم فالطفل في خطر مستقبلي!

هذه آثار فرط استخدام الهاتف حيث يسرق منا عقولنا اطفالنا دون ان نشعر وبطريقه انسيابيّة، فما بالنا لو ان اطفالنا يستخدمون الهاتف بأمور سيئة والتي تنقل اليهم قيم ومبادئ سيئة يمكن ان تدمر التربية والاخلاق لديهم. اذا قلنا فلنحرم اطفالنا من الهاتف فهذا حتما ليس منطقيا ابدا في زماننا هذا، في حين انّ كل اعتماد العالم على هذه الآلة، فلا يمكن ان ينشؤوا في بيئة مغايرة للعالم حولهم تجعلهم متخلفين عن مواكبة عصرهم.

اذا، فما هي الحلول التي يجب ان نقوم بها كأهل لاستخدام اطفالنا الايجابي للهاتف وتفادي اكبر قدر من الجوانب السلبية منه؟

-اولا: توعية الاطفال ما بعد الثلاث سنوات، كلٌّ بحسب عمره، على اثر كثرة الهاتف انه مثلا يوجع الرأس والعيون وكثرته تخرب الافكار… وان هناك امور جيدة وغير جيدة ويمكن ان نفسر بعضها للطفل لكي توضح الصورة عنده… وهذا عن تجربتي فعال بجزء معين كبير.

-ثانيا: تنظيم اوقات معينة لحمل الطفل للهاتف مثلا يمكن وضع عداد للوقت بحيث حين يرن يكون قد انتهى وقت حمل الهاتف.

-ثالثا: المواكبة والمراقبة بطريقة سلسة وغير ضاغطة للطفل، ومعرفة ما يشاهد ويقرأ ولفته بأن أهله مرجعه…

-رابعا: اذا كان الطفل تحت سن ال٣ سنوات يمكن ان لا يعرف التفاصيل السابقة ولكن يمكن ضبط الموضوع بشكل اكبر ، حيث يمكن للأهل او الأم مثلا ان تقوم بتحميل الفيديوهات والألعاب المفيدة لطفلها في هذا العمر والتي تقدم له المعلومات والقيم التي تريدها الأم، فلا يكن الهاتف مشرعا بشكل عبثي امامه، وهذا ايضا مع مراعاة وقت محدد للمشاهدة.

يمكن للأهل ابتكار الكثير من الأفكار فعالم التربية واسع ومطاطي، وكل مشكلة لها حل واذا لم يستطع الاهل ان يسيطروا لاحقا، يمكنهم الاستعانة باخصائيين لعلاج مشكلتهم .

والله ولي التوفيق 

شكرا لقرائتكم اتمنى ان يكون هذا المقال قد عاد عليكم بالفائدة .

 

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة

المقالات

1

متابعين

1

متابعهم

1

مقالات مشابة