طفلى ...بين التدليل والحزم !
يتبنى الكثير من الأهل نظرية التدليل المبالغ فيه ويعتبرونها من سمات التربية المتحضرة الراقية ..وفى سعيهم المغرق فى التدليل تضيع نظرية أخرى فى التربية تقوم على التوازن بين إسباغ الحنان والإشعار بالحزم والالتزام بالقواعد
وحتى يتضح المعنى الذى أقصده تأتى هذه السطور :
مالفرق بين التدليل والحنان ؟
التدليل يعنى الإسراف فى منح الحنان للطفل دون قيد أو شرط وعدم فرض أى نظام أو قواعد تنظم حياته بينما الحنان هو الإشعار الدائم للطفل بالحب رغم وجود قواعد تنظم التعاملات اليومية فى الحياة
هل الطفل يحتاج إلى الحنان فقط أم أن الحزم ضرورى وهام ؟
تؤكد التجارب الحياتية أن الطفل قد يكون محتاجا بشدة إلى الشعور بالحزم من الكبار فى أوقات معينة من حياته حتى لا يفقد الثقة فى آراء الكبار من حوله ..ولك أن تتخيل معى أن طفلا يطلب من والديه أن يذهب فى نزهة بمفرده ويوافق الوالدان فلما يتعرض الطفل لمأزق ما يكون جواب الوالدان : لم نستطع أن نرفض لك طلبا
هل يستدعى الحزم الإفراط فى التعامل الخشن ؟
من المهم أن نتذكر جيدا أن الحزم يعنى التمسك بالرأى الصواب وعدم تغييره وإلزام الطفل به حتى لو كان رافضا ..وهذا هو المقصود من الحزم أما أن يقترن سلوك الآباء مع أطفالهم فى المواقف التى تستدعى الحزم بقسوة أو سب أو عنف فذلك ما يحول الحزم من أسلوب تربوى مطلوب إلى معول هدم يملأ الطفل شعورا بالإضطهاد والمظلومية فيبدأ فى كره من حوله
كيف أكون حازما ….؟
حاول التحلى بالهدوء والتعقل حينما تفرض قواعد جديدة على طفلك ..إذا رفض فلا تفاوضه بل فقط اطلب التنفيذ دون قيد أو شرط .و.لا تنجرف تحت ضغط العناد الذى قد، يظهر ه فتضربه ولا تأخذك الشفقة به إذا شرع فى البكاء إن الطفل قادر بفطرته على التنبؤ بردود أفعالك والاستفادة منها لصالح تهوره ..واستهتاره مما يضيع عليك هدفك التربوي
أظهر لطفلك الحنان حتى وأنت فى موقف حازم !
الطفل لا يستطيع أن يقرأ الحنان على الدوام فى تصرفات والديه ..فإذا ما رأى منهم غضبا أو إعراضا هو يظن أنه فقد حبهم له ..لهذا ينصح الخبراء الأهل بالتعبير عن حبهم للطفل وإظهار ذلك عقب لحظات الغضب أو الجدال حتى لا يربط الطفل ربطا خاطئا بين التوجيه وفرض السيطرة الظالمة
احرص دائما على المزج بين الحزم والحنان فالحزم لابد منه لضمان حياة آمنة لطفلك والحنان يمهد لطفلك تقبل الحزم بحب مضاعف
