الأهرامات/ تكنولوجيا الانسان القديم.. وسر الهرم الأكبر خوفو
عندما نقرأ عن الحضارة الفرعونية فإن أول ما يخطر في بالنا هي الأهرامات.
لماذا؟
حيث يستدل على الحضارات والشعوب من تراثها فإن اهرامات الجيزة تعد من أهم تراث الحضارة المصرية القديمة -وهرم خوفو بشكل خاص- الذي حير العلماء المدعومين بأحدث تقنيات التكنولوجيا الحديثة.
يبلغ عدد الاهرامات في جمهورية مصر العربية 138 هرماً، يعد بناؤها والغرض منه من الأمور الغامضة التي ما زال العلماء يبحثون فيه.
ومن أشهر الاهرامات ما يلي:
1- هرم خوفو.
2- هرم خفرع.
3- هرم منقرع.
4- هرم سقارة.
الهرم الأكبر (خوفو)
يقول العالمان بيل شوت و ادبتيت في مقدمة كتابهما (سر قوة الهرم الأكبر):
“ما من عمل صنعته يد الانسان قد لفت نظر البشر وإعجابهم مثل هرم الجيزة الأكبر، فهو أضخم، وأثقل، وأقدم بناء خلفته أيدي الانسان، وأعظمها دقة، وجمالاً، وأكثرها استمراراً لشغل المخيلة، وتحديدا للتفسير، وإضفاء للغموض على فاحصيها”.
وفي كتاب (طاقة الهرم) ترجمة وإعداد الأستاذ علاء الحلبي كتب يقول:
“مهما حاول الانسان حل اللغز المتمثل بالسبب الحقيقي لبناء الاهرامات، فسوف لن ينجح في اختراق الحجاب القاتم الذي يلفه إذا كان غير ملم بالعلوم السرية، أو منتسب الى إحدى المجموعات الحائزة على ”التعاليم المقدسة" العريقة جدا".
غموض كبير! وأسرار لا تنتهي تحيط بأهرامات الجيزة، وخاصة الهرم الأكبر، فالسر ليس في طريقة البناء وحسب، وإنما أيضا في موقع البناء، وأبعاده، وسببه!
ونأتي الى سؤال مهم.. لماذا الشكل الهرمي؟
الهرم هو شكل هندسي كثير السطوح وأحد أوجهه مضلع يسمى قاعدة الهرم، والهرم ناتج عن ربط زوايا قاعدة رباعية الأضلاع أو ثلاثية الأضلاع بنقطة واحدة تسمى القمة.
وما يميز هرم الجيزة الأكبر (خوفو) هو ما اكتشفه العالم الفرنسي بوفيس،
“أن الأبنية المشيدة بالنسب الصحيحة لنسب الهرم الأكبر، إذا ما وضعت بنفس الطريقة على المحور المغناطيسي الواصل من الشمال الى الجنوب المغناطيسيين، فإنه يحنط اللحم، ويحفظ الأطعمة، ويشحذ شفرات الحلاقة”، قد تود تجربة ذلك بنفسك!
وفي موضوع شحذ الشفرات فقد حاز مهندس الراديو التشيكي كاريل دربال على براءة اختراع عن اختراعه المبني على استخدام طاقة الفراغ داخل الشكل الهرمي، حيث أنه بوضع شفرات حلاقة معلقة في قمة الشكل الهرمي المحاكي لنفس أبعاد الهرم الأكبر خوفو واتجاهه نحو الشمال - الجنوب المغناطيسي لمدة ساعات فغنها تعود كالجديدة تماماً.
وفي مواصلة الحديث عن سر الطاقة العجيبة داخل الشكل الهرمي، نجد كذلك أنه إذا تم وضع إناء به حليب داخل الشكل الهرمي فإنه لا يفسد، وإنما يتماسك ويتخثر متحولا الى زبادي!
وبعد بحوث ونتائج علمية في مجال الطاقة الهرمي، مارس الكثير من العلماء من مختلف التخصصات دراسة الأثر الواضح للشكل الهرمي على الشخص الجالس أو الراقد بداخله، واهتمت الأوساط الطبية بقدرة مجال الطاقة الهرمي على تعجيل الشفاء والتخلص من نوبات الصداع، بل وحتى تجديد شباب الجسم البشري، وأثر الأشعة الكهرومغناطيسية على تجديد خلايا شباب الجسم وزيادة نشاطها.
يبقى السؤال هنا.. من أوحى للإنسان القديم بتقنية الأهرامات هذه؟ وكيف توصلوا الى هذه الأبعاد الهندسية الدقيقة واتجاهه الذي يشير الى الشمال المغناطيسي بكل هذه الدقة؟ وكيف عرفوا كل تلك الطاقة المدهشة في فراغ الهرم الداخلي؟!
هل الأهرامات مقابر؟
سؤال سنبقى نسأله ونسأله.. ربما الى نهاية العالم، وهو خطأ شائع نتعلمه الى يومنا هذا بأن الاهرامات المصرية بنيت لتكون مقابر لملوك مصر الفراعنة.
أضف الى هذا الخطأ، أن هناك خطأ شائع آخر وهو أن خوفو ملك من ملوك الفراعنة، وأنه هو من بنى الهرم الأكبر خوفو وجعله قبراً له.
سوف تتعجب إذا علمت انه بالبحث في النقوش والوثائق التاريخية والتماثيل، لم يرد اسم خوفو مطلقاً في قائمة حكام مصر الفرعونية!
حيث أن عبارة خونوم خوفو المنقوشة في غرفة الملك بالهيروغليفية القديمة والتي تسببت في ذلك الخطأ التاريخي، انما تعني الله جل جلاله وأن كلمة خوفو تعني الله.
واما في قولنا هل الاهرامات مقابر؟ فإن الأبحاث أكدت على ان بناء الاهرامات تطور تدريجيا مع الزمن، ففي بداية نشأتها كانت تعد مقابر للملوك الفراعنة، لكن مع الزمن تطور الغرض منها وأصبح لكل هرم غرض محدد من بنائه.
من بناة الاهرامات؟
عندما يخطر على بالنا موقع بناء الاهرامات، وطريقة بنائها، وأبعادها، والشكل الهرمي، ولماذا بنيت تلك الأهرامات.. نفكر ونقول.. إذن من بناها؟
كان هذا موضوع إحدى الحلقات النادرة من برنامج (العلم والايمان) الذي كان يعده ويقدمه الدكتور مصطفى محمود -رحمه الله- تحت عنوان (الهرم المعجزة)، بدأ الدكتور حديثه عن الاهرامات قائلا:
“الهرم المعجزة، 5000 سنة بناء، مليوني و 600 ألف قطعة حجر متماسكة جميعها بدون اسمنت! وتزن تلك الأحجار ما بين 2.5 طن الى 15 طن، وفي سقف حجرة الملك فقط قطعة الحجر الواحدة من الجرانيت تزن 70 طن!”.
ويتعجب كيف رُفعت تلك الأحجار، بتلك الاوزان، وارتفاع الهرم قد بلع 149.4 متر، أي ما يعادل ناطحة سحاب من 48 طابق!
وقد كانت الفكرة السائدة قديما أن أحجار الهرم قد تم جرها ورفعها بواسطة الحبال وباستخدام ببكرات خشبية، ولكن هل هذا فعلا ما حدث؟ هل تم رفع تلك الأحجار الثقيلة جدا بواسطة الحبال والأخشاب؟!
إنه لأمر يدعو للضحك، ولن يحدث إلا في حالة واحدة وهي أن يكون الفراعنة قد توصلوا الى ما يلغي تأثير الجاذبية الأرضية!
لكن المسألة لا تقف عند هذا الحد، حيث إن صدقنا ذلك فكيف إذن قاموا بهندسة تصميم الممرات الداخلية؟ والغرف السرية؟ بل وكيف صقلت احجار الجرانيت بداخل الهرم لتصبح مثل المرآة؟
أضف الى ذلك الحسابات العجيبة عندما نتعرض لحسابات الهرم، مثل محيط الهرم مقسوما على ارتفاعه يساوي 3014 وهي العلاقة الثابتة بين محيط الدائرة وقطرها، كذلك في الغرفة العلوية الموجودة في الهرم الأكبر والمعروفة بغرفة الملك، تجد أن المحيط الى الارتفاع يساوي 3014! وكذلك التابوت محيطه الى ارتفاعه أيضا يساوي 3014!
انهم كانوا بلا شك عباقرة في الرياضيات، وتتساءل لماذا فعلوا ذلك؟ ولماذا هذا القياس بالتحديد؟ وهل هو أحد أسرارهم؟
ارتفاع الهرم يبلغ 149.4 متراً، والمسافة بين الأرض والشمس تبلغ 149.4 مليون كم، فهل هذه صدفة؟ كذلك موقع الهرم يتوسط قارات العالم الخمس، هل هذه صدفة أيضا؟ ممر الدخول الى الهرم يشير الى النجم القطبي، والدهليز الداخلي يشير الى نجم الشعرى اليمنية كم لو كان ذلك الهرم مرصداً! وهذا بعض من كثير.
إذن تاكدنا في هذا الفصل أن الاهرامات لم تبني كمقابر فقط، بل انها تقنية تطورت مع الزمن، وأصبح لها أهداف أخرى.
نظرية تفسير بناء الاهرامات
بعد أن قرأنا الفصل السابق، يضل في أنفسنا السؤال نفسه .. إذا لم يتم سحب أحجار الهرم ورفعها فكيف بنيت تلك الاهرامات؟
على مر عصور طويلة افترض العلماء والباحثون نظريات عديدة لتفسير بناء الاهرامات، واستخدموا الاجهزة المتطورة والتكنولوجيا المتقدمة في تفسير بنائها، لكنهم خرجوا بتفسيرات انتزجت بين الواقع والخيال، والإمكانية والإستحالة، ولهم العذر.. فإتقان البناء والتصميم الهندسي، وتوزيع الطاقة الداخلية، والضبط التام مع حركات النجوم، وحسابات الجاذبية، كل ذلك من المفترض أنه يصعب أن يصل له الانسان في هذا الوقت المبكر من التاريخ البشري.
فأحدهم ينسب بناء الاهرامات الى سكان قارة أطلنتس المفقودة، والبعض يؤكد أن بناتها هم قوم عاد ويدعونا الى التفاخر بذلك، وآخر ينسبها الى الكائنات الفضائية، وتقول المهندسة الأمريكية مورين كليمونز أن المصريين القدماء استخدموا مناطيد هوائية في بناء أهرامات الجيزة!
وضل موضوع سر بناء الاهرامات قد اثار الباحثين من مختلف دول العالم وأشغل اذهانهم في اتجاهات عديدة، وغريبة احيانا!
وكل هذه النظريات والتكهنات السابقة التي لا يمكن تصنيفها بالصواب أو الخطأ، ولكن يمكن تصنيفها على أساس انها منطقية أو غير منطقية، زادت الأمر غموضا أضفت سحرا عظيما على ذلك الهرم الشامخ، ولكن قد تكون الإجابة على اسئلتنا حول بناء الهرم قريبة جدا مننا ولكننا لم ندرك ذلك.. وهذا ما قاله الكاتب محمود علي جابر في كتابه حديث الأهرامات:
“أثناء تلاوتي للقرآن الكريم في شهر رمضان، من عام 1431هـ، 2010م، استوقفتني هذه الآية الكريمة (28) من سورة القصص، (( وقال فرعون يا أيها الملأ ما علمت لكم من إله غيري فأوقد لي يا هامان على الطين فاجعل لي صرحاً لعلًي أطلع إلى إله موسى وإني لأظنه من الكاذبين)) والتي لأول مرة اتأمل معناها.. وأحاول أن أتدبره.. ومنذ وقتها كانت هذه الآية الكريمة هي الدافع لي، لأبدأ في بحث جديد عن سر بناء الأهرامات”.
وبعد بحث كثيف من قبل الكاتب محمود علي جابر وجد مقالة نشرت في جريدة التايمز الأمريكية بتاريخ 1/12/2006م، تحت عنوان (الفراعنة استخدموا الطين -الخرسانة- لبناء الاهرامات!).
وفيه قرأ “ إن الحجارة التي صنعت منها الاهرامات، قد تم صبها ضمن قوالب خشبية ومعالجتها بالحرارة حتى اتخذت شكلا شبه طبيعي، وان الفراعنة كانوا بارعين في علم الكيمياء ومعالجة الطين، وكانت الطريقة التي استخدموها سرية ولم يسمحوا لأحد بالاطلاع عليها او تدوينها”.
وبعد أن قام الباحثون والعلماء بدراسة تحليل أحجار الاهرام باستخدام تقنية النانو، تم إثبات ان الأحجار التي بُني منها الاهرامات تحتوي على الكلس والطين والماء، والتي لا توجد مثلها بهذا الشكل في الأحجار الطبيعية، وكذلك وجود فقاعات في تلك الأحجار، وهي تثبت انها مصنوعة يفعل الانسان.
وبهذا فإن الآية الكريمة (38) من سورة القصص قد فسرت لنا السر الغامض في بناء الاهرامات المصرية منذ أكثر من 14 قرناً، وردت على إعجاز المصريين القدماء في بناء الأهرامات، فسبحان الله والحمد لمن ارتضى بالإسلام ديناً.
وفي لفتة أخرى يقول عالم المواد الفرنسي جوزيف دايفيدوفي، عند قراءته للآية الكريمة من سورة القصص:
“بدا واضحاً لي، أن العالم المصري هامان يعرف سر الحجر المُصنع، وير بناء الاهرام، وأن الصرح الذي طلب فرعون تشييده هو الهرم”.
وفي دراسات سابقة على أحد ملوك مصر الفراعنة وهو الملك رمسيس الثاني أُثبت وجود بقايا ملح عالق على الجثمان، وأثبتت الصور المقطعية لأشعة إكس وجود كسور في العظام دون تمزق واضح في الجلد، وهو ما يثبت أن ذلك الفرعون قد مات غرقا، وأن تكسر عظامه دون تمزق الجلد دليل على تعرضه لقوة انضغاط الماء.
إذن ففرعون موسى المذكور في القرآن هو رمسيس الثاني -والله أعلم- وأنه هو الذي أمر بتشييد الهرم الأكبر خوفو الذي يعني بالهيروغليفية الله.
وقد أدى هذا الاكتشاف العظيم وتوافقه مع القرآن الكريم في قصة موسى وفرعون دون سائر الكتب السماوية -التوراة والإنجيل- إلى اعتناق البروفيسور موريس بوكاي للإسلام.
فلله الحمد والشكر.