كيف كان يتم تصوير الأفلام قبل ال CGI؟
قبل ظهور تقنية CGI، كانت المشاهد التي تتطلب حشد جماهيري، تحدياً كبيراً لمخرجي الأفلام ومصدر قلق للمنتجين، فعلى سبيل المثال بالأفلام الكلاسيكية إن كان المشهد يتطلب 1000 شخص، فعلى صنّاع العمل إستئجار 1000 شخص، ومع التطور كان يمكن لمصور سينمائي موهوب أن يصنع نوع من الخداع البصري بوجود حشد أكبر، وذلك بإستخدام العدسات المنشورية، وتمكن المخرجون بعدها من تحقيق التأثير بطريقة أكثر إقناعاً، فـ يمكن إنشاء حشد من 1000 شخص من خلال تجميع خمس أفلام تصوير من 200 شخص، وظل النسخ البصري هو الأسلوب الوحيد الذي سمح لعدد كبير جداً من الأشخاص بالظهور على الشاشة.
ولكن في عام 1982 كان هناك أحد الإستثناءات، كان هذا بمشهد الجنازة في الفيلم الهندي (Gandhi) "غاندي"، حيث تم توظيف مايقرب من 100 ألف شخص وقد تقاضوا أجوراً على ظهورهم، وهذا بالإضافة إلى أكثر من 200 ألف آخرين ظهروا في موقع التصوير مجاناً، هذا المشهد شهد ظهور أكبر جمهور حقيقي تم عرضه على الإطلاق في تاريخ السينما، وذلك وفقاً لموسوعة غينيس للأرقام القياسية.
كما أن الفيلم تم الإشادة به لتصويره الدقيق تاريخياً لحياة غاندي، وحركة استقلال الهند والنتائج المتدهورة للإستعمار البريطاني في الهند، ونال الفيلم إستحسان النقاد في جميع أنحاء العالم، وحصل على أحد عشر ترشيحاً في حفل توزيع جوائز الأوسكار الخامس والخمسين، وفاز بثمانية جوائز (أكثر من أي فيلم آخر تم ترشيحه في ذلك العام)، بما في ذلك أفضل فيلم وأفضل مخرج وأفضل ممثل، وعلى الرغم من أن أدى دور غاندي هو الممثل البريطاني "بين كنغسلي" ، إلا أن أداءه كان فريداً وأشاد به كل النقاد والجمهور الهندي وأستحق الأوسكار على أداءه، وقد حقق أيضاً الفيلم نجاحاً تجارياً، حيث بلغ إجمالي أرباحه 127.8 مليون دولار، وبميزانية قدرها 22 مليون دولار في ذلك الزمن.
و هكذا يمكننا القول أن تقنية ال CGI ساهمت بشكل كبير في جعل أفلامنا اكثر متعة و اقل سعرا حتى نستطيع تحمل تكلفتها في السنمات و صالات العرض و غيرها.
فيلم Gandhi (1982).