سِر ُّ سعادة صاحب الهِمم العالية !؟ ( الاعاقة في العقول لا في الأبدان )

سِر ُّ سعادة صاحب الهِمم العالية !؟ ( الاعاقة في العقول لا في الأبدان )

0 المراجعات

قال صاحبي وهو يحدثني في تعجب :

      كلما صلَّيت الجُمعة في ذلك المسجد , لفت انتباهي - في كل مرّة - ذلك الفتى الصَّغير , وهو يُضحك و يُمازح و يداعب من حوله , و يتحرك بكل حيوية و نشاط , وهو يُعبّر عن الشعور بالسَّعادة والسُّرور بما لا يوصف .. 

      مما جعلني أتجاوب مع  ذلك الشعور و  أتفاعل مع تلك التصرفات , و أنا أدعو له بالبركة و دوام النعمة .. و هذا ما أغراني  أنا أسرق النظرة إليه مرّة بعد أخرى بحب و إعجاب ..

     و بينما أنا أختلس النظر إليه و إذ بي أُفاجئ بساقه المبتورة و رجله الاصطناعية .. وههنا صُدمت و تحول ذلك الإحساس إلى مرارة و استياء ..

 

    و انتابني شعور بالحزن العميق و الأسى البالغ على حاله ... مما جعلني أُعيد النظر إليه في حسرة و ألم مما أبتلاه الله تعالى و متعجباً من أفعاله ...

            فسبحان من منع فأعطى .. و أكرم فأدهش .. حيث حرم من شيء و أعطى سِرّ كل شيء !؟ وبينما سرح خاطري في هذا ..

    لازالت نفسي في دهشة و تعجب و تتساءل : 

كيف يتمتع بتلك الروح الحيوية و النشاط مع أنه مُعاق ... !؟ 

أو كيف يفرح وهو في مصيبة دائمة ... !؟

أو كيف يكون بتلك السَّعادة وهو محرُوم وهو في سن الزهور ... !؟ 

فقطعت حبل تلك التساؤلات و استغفرت الله تعالى و قلت :

 فعلاً إنه من آيات الله تعالى التي فيها حكمة و عبرة , و وفكرة وذكرى وهي :

 ( 01 ) أن ثمار السَّعادة رزق من الله تعالى .. جعل غِراسها حُسن الفهم ..

( 02 ) أن السَّعادة ليست في كم تملك من الدُّنيا ؟ .. ولكن في كيف ترى الدُّنيا ؟ ..  و كيف تفهم أحوال المنع و العطاء و ما يترتب عليهما ..

( 03 )  أن كنز السَّعادة في ( القلب ) ومفتاح الوصول إليها هو صحة ( الفهم ) .. و هذا لحِكم إلاهية ولعلَّ منها : 

عدل الله تعالى مع خلقه في تقسيم أرزاق السَّعادة , حيث أن الله تعالى لم يجعل السَّعادة في كثرة الأمور الدنيوية و كمالها , و التعاسة في قِلّتها و نقصها ..

 ويدلك على ذلك : أنك تجد أغنياء يتألمون  من الهموم و الأحزان , و فقراء يتمتعون بالفرح و السُّرور .. و صحيح معافى تعيس !؟ .. و مريض مبتلى سعيد !؟ .. 

و هذا لأن طريق السعادة جُعل في رجاحة العقول و استقامة الفهوم , و هذا من عدل الله تعالى بين خلقه , فكما أعطى للتعساء عقولاً أعطى للسُّعداء عقولاً , ولكن اختلفوا في طريقة التوظيف و دليل التشغيل , 

فمن رجع إلى خريطة الخالق العليم و الرازق الحكيم ( كوناً وشرعاً ) وصل إلى السَّعادة , ومن تركها فقد ضل و خاب و ابتعد عن الهدى و الصواب , وما ربك ظلام للعبيد ..

    هذه وجهة نظر صاحبي و أنتم ما رأيك ؟ 

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة

articles

4

followers

7

followings

27

مقالات مشابة