11 قاعدة توجيهية للأسرة المسلمة المتميزة
هذه القواعد هي عبارة عن مبادئ و أسس عملية لتكوين الأسرة المسلمة التي تسعى للتميز و التفوق في الحياة , وذلك برسم خارطة الطريق للسَّير الصَّحيح على مستوى الرؤية و المنهج أو الأخلاق و السّلوك أو العلاقات و الاهتمامات ...
الهدف منها : تحديد الأساليب و التقنيات المثمرة التي تساعد الآباء و المربين في تربية أبنائهم و استقامة حال أسرهم و نجاحها .. ومن أهم تلك القواعد :
القاعدة الأولى : أن تمتلك الأسرة المنهج السَّليم و الرؤية الواضحة :
لأهدافها وواجباتها و حاجاتها في إطار الزمان و المكان الذي تعيش فيه , و الفرص المتاحة لها للتحسين و التطوير , وهذا لتعرف إلى أين تتجه ؟ ومن أين تنطلق ؟ وما هو الطريق الآمن للوصول ؟ وما هي الأدوات و الوسائل المطلوبة لتحقيق الغاية المنشودة ؟ , وهذه الرؤية بمثابة نظام التشغيل و دليل الاستعمال في الآلات ..
ومن أهم القيم و المبادئ التي تضعها الأسرة لتكوين رؤيتها السَّليمة و الشاملة :
01 – أن تجعل مرجعيتها في الحياة هو الإسلام :
كما أُنزل على محمد صلى اله عليه وسلم وسار عليه خيار هذه الأمة , فهو بالنسبة لها : مصدر الاعتقادات وميزان الأحكام و صانع الأخلاق ومهندس الاهتمامات و باني العلاقات... و من المعلوم أن الالتزام بالإسلام يتطلب منها : الفهم الصحيح و التعلم النافع و العمل الصالح و الدعوة إليه بالحكمة و الموعظة الحسنة ..
و على الأسرة أن تقوم بكل ذلك وهي تشعر بالعزّة و الفخر بالانتماء لهذا الدِّين العظيم جاعلة بين عينيها أن هدفها في الحياة هو الفوز برضى الله تعالى ..
02- كل المكاسب في الدُّنيا مُؤقتة و محدودة ..
- فالدُّنيا مزرعة للآخرة , والمسلم يعيش في الدُّنيا و قلبه معلّق بالآخرة .. و النظر ة الاستراتيجية للمكاسب و الخسائر الدنيوية يؤسس لحياة متوازنة في كل الظروف و الأحوال ..
ومن آثار ها :
- - العزَّة من غير كِبر أو غُرور و التواضع من غير ذُل أو انهزاميّة
- - العفّة في كسب الأموال لأنها رزق موعود , لا يكثر بالحرام أو يَقِل و ينعدم بالحلال ..
03 – أن ما حرمته الشريعة إنما هو لضرر خالص أو راجح فيه..
سواء كان هذا الضَّرر ظاهراً أم خفي , عاجلاً أم آجل ..
04 - مصلحة أسرتنا هي عين مصلحة أمتنا و مجتمعاتنا ..
لأن علاقة الأسرة بالمجتمع علاقة اللَّبنة بالجدار .. فإن كانت الأسرة صالحة و قويّة كان مجتمعنا كذلك و العكس ..
05 - لدى أطفالنا أمور كثيرة لا ينضجها إلا الزَّمن ..
وهذا يعني : التغافل و التسامح مع بعض أخطائهم ومعالجتها بالحكمة .. التواصل معهم بشكل دائم لننقل لهم الأفكار و الخبرات و التوجيه و التهذيب للعواطف و الميولات .. مع محاولة تفهم أسئلتهم المحرجة أو المستفزة أحياناً و الإجابة عنها بصبر و سعة صدر ..
06 - نحسّن وعينا بأنفسنا عن طريق المقارنة الإيجابية بنظرائنا ومن حولنا من الأسر الأخرى ..
و نعتبر مقياس النجاح و الإخفاق هو أحكام الشريعة و آدابها , و عليه : أن ننظر للأسر حولها المتمسكة بقيمها و مبادئها و أحكامها وهي تعيش نفس ظروف المكان و الزمان و الحال مما يُحفزنا على المنافسة معها في الخير .. و الحذر من المقارنات في الأمور الدنيوية لأنها سبيل الى كفر النعم و الاستخفاف بها وثم عدم شكرها ..
07 - أن نعرف أن زماننا صعب , ولذلك نُعِدُّ أطفالنا على نحو أفضل و أقوى :
ليكون أقدر على مواجهة التحديات .. من خلال :
- - زراعة روح المسؤولية و المثابرة و الاجتهاد في نفوس أطفالها.
- - غرس حاسَّة الانضباط الذَّاتي و التحكُّم في النَّفس و القُدرة على ضبط و تهذيب الرَّغبات ..
- - تربيتهم على الاستقامة وحُسن الأخلاق و خاصة تقدير الآخرين و احترامهم ..
- - أن نقوي فيهم روح الجماعة ومهارة العمل كفريق .
- - اختيار أفضل أماكن التعلم و التدريب و حثهم على نيل أعلى الشهادات وتحقيق أسمى الإنجازات ..
- - تدريبهم على ترتيب الأولويات و استثمار الوقت فيما ينفع وذلك بالحكمة في تنظيمه ..
08 - معظم تحدياتنا التي تواجه أسرنا داخلية ..
ومن أهمّها القُصور الذَّاتي و الأخطاء الشخصية .. فمفتاح غلق و حل المشاكل في أغلب الأحيان هو بأيدينا وهذا لحكمة إلهية ..
09 - نؤمن أن المستقبل الجيد لا يولد من واقع رديء ..
10 - نحاول معرفة الفرق ين ما هو كائن وبين ما ينبغي أن يكون ..
فلا نذوب في الواقع ولا نيأس من تحقيق الأحلام ..
11 - التفسيرات الخاطئة هي أكبر مصادر التضليل ...
نحن نرى الأحداث بعيوننا لكن نفسرها بعقولنا .. وذلك بواسطة أدوات : المعلومات الناقصة أو الخاطئة و التعريفات و المفاهيم المغلوطة المتعلقة بالشيء , ولذلك قيل ( رأي الشيخ و لا رؤية الصبي ) ... الأسرة الواعية تحاول أن تفهم الأشياء على ما هي عليه , ولذلك عليها :
- - لا تتسرع في تفسير أوضاعها و الأحداث التي تجري لأفرادها ..
- - تحاول أن تستمع إلى أكثر من تفسير , و تقارن التفسيرات التي تسمعها و تختار أفضلها ..
- - تسأل أهل الخبرة و الاختصاص فيما تجهله أو تعجز عن فهمه ..
- - تقرأ و تدرس و تتعلم كي تمتلك المفاهيم التي تساعدها على التفسير الصحيح ..
- - تمتلك القدرة على التراجع عن التفسير الخاطئ و الشجاعة في الاعتذار عنه , ومعالجة ذلك بالحكمة ..
مستفاد و ملخص بتصرف من كتاب : مسار الأسرة مبادئ لتوجيه الأسرة د . عبد الكريم بكار