تحسين وتطوير أنماط السلوك في بيئة العمل
أنماط السلوك وعلاقتها بالسلامة
المقدمة:
السلوك البشري في مكان العمل يشمل جميع الأفعال والسلوكيات التي يقوم بها الأفراد أثناء أداء واجباتهم الوظيفية. ويمكن تصنيف السلوك البشري في مكان العمل إلى سلوكيات آمنة وسلوكيات غير آمنة، وتحديد مدى تأثيرها على السلامة والصحة المهنية.
سلوكيات آمنة تشمل الالتزام بالقواعد والإجراءات الآمنة، والمشاركة في برامج التدريب على السلامة، والتواصل بشكل فعّال حول المخاطر المحتملة، والتبليغ عن المشاكل أو الخلل في الأداء الآمن.
أما السلوكيات غير الآمنة تشمل التجاهل أو تجاوز القواعد الآمنة، وعدم استخدام الأدوات والمعدات بالطريقة الصحيحة، وعدم الالتزام بإجراءات الوقاية من الحوادث والإصابات.
ترتبط السلامة المهنية بشكل وثيق بالسلوك البشري في مكان العمل، حيث أن السلوك البشري يؤثر بشكل كبير على مدى تقديم الخدمات بطريقة آمنة وصحية. وبالتالي، يهدف إدارة السلامة المهنية إلى تعزيز السلوك الآمن وتحسين الوعي بالمخاطر المهنية، وتوفير البيئة الآمنة والصحية للعمال.
من خلال فهم العوامل التي تؤثر على السلوك البشري وتحليلها بشكل مناسب، يمكن للشركات والمؤسسات تطبيق استراتيجيات فعالة لتعزيز السلامة المهنية وتحقيق بيئة عمل آمنة وصحية للجميع.
تتأثر السلامة والصحة المهنية بشكل كبير بأنماط السلوك البشري في مكان العمل. هناك عدة أنماط سلوكية يمكن أن تؤثر إيجابًا أو سلبًا على السلامة والصحة المهنية، ومن أهمها:
- الالتزام بالقواعد والإجراءات: عندما يلتزم العاملون باتباع القواعد والإجراءات الأمنة في مكان العمل، يقللون من مخاطر الحوادث والإصابات.
- الوعي والتدريب: يسهم التوعية والتدريب المناسبين في زيادة الوعي بمخاطر العمل وطرق الوقاية منها، مما يساهم في تحسين السلوكيات المتعلقة بالسلامة والصحة.
- الإدراك الذاتي والمسؤولية الشخصية: عندما يكون العمال مدركين لتأثير سلوكهم على سلامتهم وصحتهم، ويتحملون المسؤولية الشخصية عن سلامتهم وسلامة زملائهم، فإنهم يتصرفون بشكل أكثر حذرًا ومسؤولية.
- الثقافة العملية: تلعب الثقافة المؤسسية دورًا هامًا في تشجيع السلوكيات الآمنة والصحية، فعندما تكون الشركة تشجع على الابلاغ عن المخاطر وتكافأ على السلوكيات الآمنة، يتحفز العمال على الالتزام بممارسات العمل الآمنة.
- الضغوط والتوتر: يمكن أن تزيد الضغوط والتوتر في مكان العمل من خطر الحوادث، حيث قد يؤثر الضغط النفسي على قدرة العاملين على التركيز واتخاذ القرارات الصحيحة.
تحسين أنماط السلوك البشري في مكان العمل يتطلب جهودًا مشتركة من إدارة الشركة والعمال، بما في ذلك توفير التدريب المناسب، وتعزيز الثقافة الآمنة، وتحفيز المشاركة الفعالة في برامج السلامة والصحة المهنية.
تصنيف الأفراد من حيث الإلتزام بالسلوك الآمن:
من الناحية العامة، يمكن تصنيف الأفراد من حيث الالتزام بالسلوك الآمن في مكان العمل إلى عدة فئات، ومن هذه الفئات:
- الملتزمون بالسلامة والصحة: يتبنى هؤلاء الأفراد سلوكيات آمنة بشكل دائم، ويكونون مدركين للمخاطر المحتملة ويتخذون الإجراءات الوقائية بشكل نشط.
- المستجيبون للتدريب والتوجيه: يحتاج هؤلاء الأفراد إلى التوجيه والتدريب لفهم أهمية السلامة والصحة المهنية، وبمجرد أن يحصلوا على هذا التوجيه والتدريب، يتبنون سلوكيات آمنة.
- المترددين: قد يكون لديهم فهم جيد للسلامة والصحة المهنية، ولكن قد يترددون في اتخاذ الإجراءات اللازمة بسبب عوامل مثل الضغط الزمني أو عدم الراحة.
- غير المبالين: هؤلاء الأفراد غالبًا ما يتجاهلون المخاطر ولا يلتزمون بالسلوك الآمن، وقد يكون ذلك نتيجة لقلة الوعي بأهمية السلامة أو لاهتمامهم الضعيف بها.
- المعارضون: يميل هؤلاء الأفراد إلى مقاومة التغيير وربما يعارضون تطبيق إجراءات السلامة الجديدة، ويحتاجون إلى جهود إضافية للتأثير على تصرفاتهم وتغيير وجهات نظرهم.
هذه فئات عامة، ويمكن أن يكون الأفراد مزيجًا من هذه الفئات بناءً على سياق العمل والظروف الشخصية. تفهم هذه الفئات يمكن أن يساعد في تطوير استراتيجيات فعالة لتعزيز الالتزام بالسلوك الآمن في مكان العمل.
هناك عدة دوافع قد تدفع العاملين لارتكاب سلوكيات غير آمنة في مكان العمل، ومن بين هذه الدوافع:
- الضغط على الأداء والإنتاجية: قد يشعر العمال بضغط على تحقيق الأداء وزيادة الإنتاجية، مما قد يدفعهم إلى تجاهل بعض الإجراءات الآمنة أو اختصار بعض الخطوات الوقائية لتحقيق الأهداف بسرعة.
- الرغبة في التجاهل أو تجاوز القواعد: قد يكون لدى العمال رغبة في تجاهل القواعد أو تجاوزها إذا كانت تعتبر عبئًا أو تعيق العمل بطريقة معينة.
- التجاوز الذاتي أو الثقة الزائدة: قد يشعر بعض العمال بأنهم يمتلكون المهارات الكافية لتجاوز بعض الإجراءات الآمنة دون مخاطرة بالإصابة، مما يؤدي إلى ارتكاب سلوكيات غير آمنة.
- التوجهات الثقافية والتنافسية: قد تؤثر التوجهات الثقافية في بعض الثقافات على السلوكيات المقبولة أو المشهودة بالإعجاب، مما قد يدفع بعض العمال إلى ارتكاب سلوكيات غير آمنة لإثبات قدرتهم على التحمل أو الشجاعة.
- عدم الوعي أو الإهمال: قد يكون لدى العمال عدم الوعي بالمخاطر المحتملة أو اللامبالاة تجاهها، مما يجعلهم يتجاهلون الإجراءات الوقائية اللازمة.
- التعرض للمكافآت أو العقوبات: يمكن أن تؤثر المكافآت أو العقوبات على سلوكيات العمال، حيث قد يقومون بتجاهل السلامة والصحة المهنية إذا كانت المكافآت تعتمد على الإنتاجية دون الأمان.
فهم هذه الدوافع يمكن أن يساعد في تطوير استراتيجيات لتحفيز السلوكيات الآمنة في مكان العمل وتقليل احتمالية ارتكاب السلوكيات غير الآمنة.
المعالجة:
فهم السلوك غير الآمن هو الخطوة الأولى لتحديد العوامل التي تؤثر عليه وتطوير استراتيجيات لتعديله. إليك بعض الخطوات التي يمكن اتخاذها لفهم السلوك الغير آمن وتحسينه:
التحليل والتقييم: قم بتقييم السلوك الحالي والممارسات في مكان العمل، وحدد الأنماط السلوكية غير الآمنة التي قد تؤثر على السلامة والصحة.
تحديد العوامل المؤثرة: حدد العوامل التي قد تكون تحت وراء السلوك الغير آمن، مثل الضغط النفسي، نقص التدريب، عدم الوعي بالمخاطر، أو الثقافة المؤسسية غير الداعمة للسلامة.
التواصل والتفاعل: قم بالتحدث مع العمال لفهم آرائهم ومخاوفهم بشأن السلامة والصحة، واستمع إلى ملاحظاتهم واقتراحاتهم حول كيفية تحسين الظروف في مكان العمل.
توفير التدريب والتوجيه: قدم التدريب المناسب للعمال لزيادة وعيهم بالمخاطر المهنية وكيفية التصرف بشكل آمن، وقدم الدعم والتوجيه اللازم للعمال لمساعدتهم على تحسين سلوكياتهم.
إشراك العمال: شجع المشاركة الفعالة للعمال في عمليات اتخاذ القرار المتعلقة بالسلامة والصحة، وقدم فرصًا لهم للمشاركة في تطوير وتنفيذ سياسات السلامة.
التقييم المستمر والتحسين: قم بتقييم تأثير الإجراءات التي تم اتخاذها على السلوك في مكان العمل بانتظام، وقم بتعديل الاستراتيجيات وفقًا للنتائج وتغيرات الظروف.
من خلال اتباع هذه الخطوات وتطبيق الاستراتيجيات المناسبة، يمكن تعزيز السلوك الآمن في مكان العمل وتحقيق تحسين مستدام في السلامة والصحة المهنية.
