الهرم المقلوب كيف اصبح مقدسا؟

الهرم المقلوب كيف اصبح مقدسا؟

0 المراجعات

كان هناك قرية اصيب اهلها بمرض قضى على أغلبهم، ,ولم يبقى منهم الا القليل، وكان ممن نجا رجل كبير بالعمر حكيم قرر الذهاب الى قمة احد الجبال للإعتزال في كهف، وكان اهل القرية يذهبون له بشكل منتظم لمواسته في مصابه والاطمئنان عليه وسأله عن امور دنياهم واخذ الاستشاره منه وذات يوم ذهب أحد سكان القرية إلى الجبل لملاقاته، فلم يجده لكنه وجد نارا مشتعلة، وفي الجانب المقابل لها وجد صخرة تشبه الهرم موضوعة بشكل مقلوب، دهش الرجل من المنظر، وتسائل في نفسه ما الحكمة والغاية من وضع هذا الهرم بهذه الطريقة، ذهب ليحكي لسكان القرية عما رأى ويسألهم عن الحكمة من هذا الفعل، لم يصدقوه بالبداية وذهبوا ليروا ما حكى لهم وعندما وصلوا اندهشوا مما رأوا وأخهذو يتفكرون بالحكمة والسبب من عمل الرجل الحكيم وبينما هم يتأملون غرابة المنظر بادر احدهم الى محاولة تعديل الهرم، فمنعه احدهم  قائلا له: ان الحكيم لم يضع الهرم بهذه الطريقة عبثا، فلا تمسه ودعونا نذهب الى القريه علنا نجد الحكيم هناك لنسأله، فتشوا عنه في كل مكان داخل القريه دون جدوى فأنتظروه حتى يعود
ومع مرور السنوات أصبح الكهف مزارا  ووجهة لمعظم سكان القرية. لأخذ البركة منه، أو لطلب قضاء حاجة. وكل هذا في حرص شديد على سلامة الهرم.
بعد مدة عاد الرجل الحكيم وفرح الجميع بعودته وما لبثوا أن سألوه عن الهرم سألهم الحكيم عن أي هرم تتحدثون؟ فقصوا عليه ما حدث فقال لهم لم تكن الصخرة هرمية، فقررت نحتها دون أن أضع نصب عيني هدفا محددا لشكلها. أما بخصوص سبب وضعها بشكل مقلوب، فكان الأمر عبارة عن تحدي بيني وبين نفسي. 
شكل الجواب صدمة لسكان القرية وانسحبوا لتداول الموضوع فيما بينهم، وقرروا بالإجماع، إلى أن الرجل المسكين فقد حكمته وعقله وعمدوا الى نفيه خارج القرية مخافة أن يهين معتقدهم. وتابعوا حياتهم وهم يقدسون ما لا يعرفون له سبب 
وفي حياتنا ما أكثر الأفكار والأفعال التي  نتوارثها دون أن نعرف ما سببها وأي مبرر كان وراءها .

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة

المقالات

2

متابعين

0

متابعهم

0

مقالات مشابة