الدوري الإنجليزي الممتاز 2020 ... حلم ليفربول الذي تحقق بعد 30 سنة
في موسم 89-1990 فاز نادي ليفربول بالبطولة الإنجليزية للمرة الثامنة عشر في تاريخ البطولة، ليصبح بذلك النادي الأكثر تتويجا بها. ليفربول ذلك الموسم كان يقوده الإسكتنلدي كيني داغليش الذي كان لاعبا مدربا للفريق، إذ منذ توليه مهمة تدريب ليفربول بعد كارثة ملعب هايسل عام 1985، شغل منصب التدريب بجانب كونه مهاجم في الفريق، لكن في موسم 89-1990، شارك في مبارة واحدة في الدوري فقط وركز على تدريب فريقه لتحقيق ثالث لقب دوري إنجليزي له كمدرب. المثير في موضوعنا هذا أن ليفربول سينتظر ثلاثين سنة لتحقيق بطولة الدوري الإنجليزي مرة أخرى. فماذا حدث للريدز كل هذا السنين ؟
بعد أن حقق المدرب كيني داغليش بطولة الدوري لموسم 89-1990، فشل في الموسم الثاني في تكرار إنجازه، حيث إكتفى ليفربول بالمركز الثاني بعيدا بسبع نقاط عن المتصدر نادي أرسنال.
إستبدل المدرب داغليش بمدرب إسكتلندي آخر هو غريم سونيس، لاعب سابق للريدز ومن أساطير النادي، غير أنه فشل بدوره في تحقيق بطولة الدوري، وفي فترة تدريبه تشكلت بطولة الدوري الإنجليزي الممتاز المعروفة بالبريمييرليغ لأول مرة في 20 فبراير 1992.
إستبدل المدرب ݣريم سونيس في منتصف موسم 94-1995، ليعوض بمدرب إنجليزي إسمه روي إيفنز، وهو مدافع سابق للريدز وتولى مهام تدريبية مختلفة في النادي قبل ترقيته إلى مدرب لفريق ليفربول الأول، أنهى ليفربول موسم 94-1995 في المركز الثامن، أسوأ مركز له في جدول ترتيب الدوري منذ 32 سنة. تحسن مستوى الريدز في فترة تدريب روي إيفنز, وبوجود لاعبين مميزين كهداف الفريق روبي فاولر، ستيف ماكمانمان، جيمي ريدناب، ومايكل أوين، كان ليفربول دائما ضمن الفرق الأربعة الأولى في ترتيب الدوري، لكنه بعيد عن منافسة فرق كمانشستر يونايتد وأرسنال. السبب في ذلك هو إصرار نادي ليفربول على إتباع الأساليب القديمة التي أفلحت مع الريدز في السبعينات والثمانينات، ولم يستطع التطور مع ظهور البرمييرليغ كباقي الفرق. لذا قررت إدارة ليفربول نسخ تجربة نادي أرسنال، وذلك بتعيين مدرب فرنسي على رأس الفريق، فأتوا بالمدرب الفرنسي جيرارد أوليير الذي كان يدرب منتخب فرنسا تحت 20 سنة، لكن في البداية عمل مدربا مشتركا مع روي إيفانز، وبعد إنسحاب المدرب الإنجليز، تولى الفرنسي تدريب الفريق وتعزيزه.
أهم لاعبي ليفربول في عقد التسعينات : الحارس ديفيد جيمس، قلبا الدفاع مارك رايت وجيمي كاريغر، الظهيران روب جونس وستيف نيكول، جيمي ريدناب، ستيف ماكنامان، پاتريك بيرغر، والمهاجمين الهدافين يان راش وروبي فاولر.
مع بداية الألفية، إستطاع أوليير تحقيق مجموعة من الألقاب محليا وأوروبيا، وحتى المهاجم مايكل أوين فاز بالكرة الذهبية عام 2001، لكن النادي فشل في تحقيق الدوري، فغادر أوليير النادي الإنجليزي ليأتي خلفه المدرب الإسباني رافاييل بينيتيز، المدرب الذي إستطاع كسر هيمنة ريال مدريد وبرشلونة على الدوري الإسباني بفريقه فالنسيا.
في موسمه الأول قاد الريدز إلى الفوز بدوري الأبطال عام 2005، لكن بعد مرور ستة مواسم لم يستطع بينيتيز فك شفرة بطولة الدوري الإنجليزي، وأفضل ما قام به في هذه البطولة هو إحتلال الريدز للمركز الثاني في موسم 08-2009، حيث كان الفريق الوحيد في تاريخ الدوري الذي يخسر مبارتين فقط ولا يفوز باللقب، و86 نقطة التي جمعها حينها كانت الأعلى في تاريخ البريمييرليغ لأي وصيف آنذاك.
أهم لاعبي ليفربول في عقد الألفينات : الحارسان ييرزي دوديك وپيپ رينا، جون أرني ريس، سامي هيپيا، تشابي ألونسو، لويس غارسيا، مايكل أوين، فرناندو توريس، ستيفن جيرارد.
في 2010، إشترت مجموعة الإستثمار الرياضية الأمريكية فينواي نادي ليفربول، والتي ستصرف الكثير من الأموال على النادي من أجل نجاحه.
غادر رافاييل بينيتيز الأنفيلد، ليأتي بعده المدرب الإنجليزي روي هودسون الذي غادر في الإنتقالات الشتوية لنفس الموسم، ويحل محله مدرب ليفربول السابق كيني داغليش، المدرب الإسكتلندي الذي فاز معه بآخر بطولة دوري قبل 21 سنة، لكن هذه المرة لم يقم داݣليش بالكثير لإنقاذ الموسم الذي أنهاه ليفربول في المركز السادس، على بعد 22 نقطة من البطل مانشستر يونايتد، والذي حطم رقم ليفربول القياسي في عدد مرات التتويج ببطولة الدوري الإنجليزي.
تولى تدريب الريدز بعدها مدرب أيرلندي شمالي هو برندان رودجرز، فلسفته في الكرة هي الإستحواذ والضغط على الخصم، أصبح الفريق تحت إدارته قوة هجومية لا يستهان بها, وبلاعبين كالكابتن ستيفن جيرارد، جوردان هوندرسن، دانييل ستوريدج، والبيستوليرو لويس سواريز، أصبح ليفربول يسجل عددا كبيرا من الأهداف في الموسم، وفي الموسم الثاني لبرندان رودجرز كمدرب، سجل الريدز 101 هدفا في الدوري فقط، وكان هذا الرقم إلى حدود عام 2020 أعلى عدد أهداف يسجله وصيف بطولة في تاريخ الدوري الإنجليزي الممتاز، والهداف الأوروغواياني لويس سواريز كان هداف الدوري ب 31 هدفا وقد حاز بذلك على الحذاء الذهبي الأوروبي لذلك العام. لكن رغم كل هذا، لم يحقق رودرجز ما يطمح به ليفربول منذ أكثر من عقدين وهو الفوز ببطولة الدوري, لذا تمت إقالته يوم 4 أكتوبر 2015.
وبعد أربعة أيام، تعاقد النادي مع مدرب ألماني ذاع صيته في تلك الفترة كواحد من أفضل المدربين في العالم، إنه يورغن كلوب، النورمال وان الذي حول نادي دورتموند من ناد كان على وشك الإفلاس إلى خصم صعب وعنيد لنادي بايرن ميونخ، حيث كسر هيمنة الأخير على البوندسليغا بأن توج به فريقه الدورتموند موسمين على التوالي، وصعد به إلى نهائي دوري الأبطال عام 2013. أتى كلوب إلى الأنفيلد في أكتوبر 2015 مع بدء الموسم بالفعل, ليجد فريقا يعيش في أزمة حقيقية، فاز ببطولة كأس واحدة في آخر تسع سنوات، وغادر الكابتن ستيفن جيرارد ورحيم سترلينغ النادي، وكان ليفربول مع قدوم كلوب يحتل المركز العاشر في ترتيب البريمييرليغ بعد ثماني مباريات.
في عامه الأول، اختار كلوب خطة 4-2-3-1، لكنه لم يتمكن من تغيير شكل الفريق غير المنتظم في الدوري الإنجليزي الممتاز، وإحتل المركز الثامن. لكنه تمكن من قيادة الريدز إلى نهائيين، نهائي كأس الرابطة ونهائي الدوري الأوروبي، إلا أنه خسرهما معا.
في الموسم التالي، وهو أول موسم كامل لكلوب في الأنفيلد، بدأ في تشكيل ليفربول المستقبلي منذ الصيف، وتم رحيل الكثير من اللاعبين. في المقابل أتى لاعبون مهمون كالحارس الألماني لوريس كاريوس، قلب الدفاع جويل ماتيب، لاعب الوسط الهولندي جورجينيو فينالدوم، والمهاجم السنيغالي ساديو ماني. إستطاع يورجن كلوب قيادة الريدز لإحتلال المركز الرابع المؤهل إلى دوري الأبطال.
في موسم 17-2018 عزز يورغن كلوب فريقه بالمزيد من الصفقات الناجحة، في الصيف تعاقد مع لاعب الوسط الإنجليزي أليكس أوكسلاد شامبرلين، والمهاجم الإسكتلندي أندرو روبرتسون، والمهاجم المصري محمد صلاح، وحقق ترينت ألكسندر أرنولد اختراقًا حاسمًا وأثبت هندرسون نفسه كلاعب أساسي. الضغط والأسلوب القوي للمدرب الألماني، مع الهجوم المذهل، جعل الأنفيلد يقع في حبه. الملك المصري محمد صلاح أثبت نفسه في موسمه الأول بتحقيق 44 هدفا، 32 منها في الدوري الإنجليزي ما جعله هداف الدوري الإنجليزي. في فترة الإنتقالات الشتوية، رحل كوتينيو إلى برشلونة مقابل 135 مليون يورو. واستغل ليفربول هذه الأموال لتعزيز خط الدفاع، ودفع 85 مليون يورو لساوثامبتون من أجل فيرجيل فان دايك ليصبح أغلى مدافع في التاريخ. أنهى ليفربول هذا الموسم في المركز الرابع في الدوري مجددا، لكنه بلغ نهائي دوري الأبطال للمرة الأولى منذ عام 2007، غير أنه هزم على يد ريال مدريد لتستمر لعنة يورغن كلوب مع النهائيات.
في موسم 18-2019 تعاقد ليفربول مع الحارس البرازيلي أليسون، فابينيو وفابي كيتا. حقق ليفربول الثبات الذي افتقر إليه في المناسبات السابقة ودفع السيتي إلى النهاية. انتصر فريق بيب جوارديولا أخيرًا في اليوم الأخير: 98 نقطة مقابل 97 لليفربول. أصبح الفرعون محمد صلاح هداف الدوري مجددا بعد إحرازه ل22 هدفا في الدوري رفقة زميله السنيغالي ساديو ماني ولاعب ارسنال أوباميانغ. لكن يورغن كلوب صنع التاريخ مع فريقه بعد أن فاز بدوري الأبطال لعام 2019 للمرة السادسة في أصعب مسار لبطل دوري أبطال في تاريخ البطولة، ونجح كلوب أخيرا في كسر لعنته مع النهائيات، بقيت الآن البطولة الموعودة التي إنتظرها الميرسيسايد لمدة ثلاثة عقود، الدوري الإنجليزي الممتاز.
موسم 19-2020، إحتفظ ليفربول تقريبا بنفس التشكيلة السابقة، وأصبح مهووسا بالبريمييرليغ، وهي مهمة مستحيلة أمام مانشستر سيتي البطل في الموسمين السابقين، لكن الحلم الذي طال إنتظاره يجب أن يتحقق لنادي ليفربول. الريدز بدأ الموسم بشكل مثالي بعد أن خاضوا 27 مباراة دون هزيمة (26 فوزًا وتعادلًا) منذ بداية موسم الدوري. ولم يخسروا حتى سقطوا أمام واتفورد (3-0) في الجولة 28. ورغم أن وباء كورونا أخر الإحتفال إلى فترة أطول، لكن في النهاية، توج ليفربول بطلا للدوري الإنجليزي قبل سبع جولات من نهاية الدوري، بعد أن هزم تشيلسي مانشستر سيتي في الجولة 31, ليفوز رفاق النورمال وان بالبرمييرليغ بفارق 23 نقطة عن السيتي. وبذلك أصبحوا أبطال إنجلترا للمرة التاسعة عشر في تاريخ النادي، والمرة الأولى منذ تأسيس البريمييرليغ، وأنهوا 30 عامًا من الصيام عن لقب بطولة الدوري الإنجليزي.
أهم لاعبي ليفربول في عقد 2010 : الحارس أليسون، جوردان هندرسون، فيليب كوتينيو، لويس سواريز، دانييل ستوريدج، ستيفن جيرارد، ساديو ماني، فيرجيل فان دايك، ترينت ألكسندر أرنولد، ديفوك أوريجي، روبرتو فيرمينو،والفرعون محمد صلاح.
