لماذا كثر الانتحار بين الشباب ؟
# لماذا كثر الانتحار بين الشباب ؟ #
لماذا كثر الانتحار بين الشباب في مصر
عاد احمد من لجنه الامتحان وعلى وجهه كل امارات الخيبه والياس بعدما فشل في حل الغاز ماده الفيزياء في امتحان الثانويه العامه ودخل غرفته واغلق الباب على نفسه ثم نظر الى نفسه في المراه وقال انا انسان غبي فاشل لا استحق الحياه ثم تقدم ليبتلع بعض الحبوب لينهي حياته .
وعندها اقتحم عليه والده غرفته وكسر بابها ونظر الى ابنه ودار بينهما هذا الحوار وكان الابن ما زال ممسكا بالحبوب في يده.
الاب : ما هذا الذي في يدك يا ولدي .
الابن: هذا هو الحل لكل مشاكلي وهو الذي سيضع حدا لتعاستى واستريح من هذه الحياه .
الاب: لن اقول لك لا تفعل ولكن هل تستطيع ان تؤجل فكره الانتحار لمده ساعه واحده فقط نجلس انا وانت ونتحاور وبعدها افعل ما تشاء.
الابن : لن يغير الكلام شيئا من مصيري يا ابتي .
الاب : اذا كنت واثقا من نفسك هكذا اذا القي هذه الحبوب وهيا نتحاور معا .
نظر الولد الى وجه ابيه والذي كان يعلوه هدوء غريب ثم نظر الى الحبوب ثم نظر الى نفسه في المراه ثم القى الحبوب وجلس على الارض .
الاب : هل تؤمن بوجود الله عز وجل؟
صدم السؤال الابن فقد كان بمثابه ماء مثلج القي عليه فافاقه من غيبوبته.
الابن : نعم يا ابتى وهل يوجد خالق للكون غير الله عز وجل ؟
الاب : إذن هل تعتقد أن هذا الخالق يتصرف فى هذا الكون بحكمة ام بجهل وطيش ؟
الابن : بلى بل بمنتهى الحكمه فهو سبحانه وتعالى العليم الحكيم .
الاب: اذا هل قال ربنا الحكيم لابينا ادم عند نزوله الى الدنيا انه سيعيش في جنه وان دار الدنيا ستكون دار سعاده وهناء لا تعب فيها ولا شقاء .
الابن: لا يا ابتي بل قال له انه سوف يشقى فيها وانها ستكون دار شقاء وبلاء وامتحان يكد ويتعب فيها دائما دون راحة.
الاب : هل تعرف من هم اشد الناس بلاء فى هذه الدنيا ؟
الابن : نعم يا ابتي انهم الانبياء ثم الامثل فالامثل اي الاقل منهم في الايمان فكلما زاد ايمان العبد زاد له ربنا سبحانه وتعالى في الابتلاء.
الاب : ولماذ يبتليه ربه وهو طائع غير عاص خير غير شرير ؟
الابن : اما لرفع درجته فى الجنه واما تطهيرا له من سيئاته .
الاب : هل انت اقوى أم النملة ؟
الاب : أنا لا افهم ما تقصده يا أبتى ولكنى قطعا اقوى من النملة بكثير .
الاب : كان هناك فيما مضى قائد عظيم استعصى عليه احد حصون الاعداء وحاول عده مرات بلا جدوى فجلس حزينا تعيسا على صخره فراى منظرا عجيبا فقد رأى نملة تحاول أن تتسلق صخرة ضخمة وكانت الصخرة ملساء تماما فكلما ارتفعت النملة قليلا سقطت من جديد وأخذت تحاول وتحاول دون جدوى حتى ماتت والقائد ينظر إليها فى ذهول فقال لنفسه كيف تعجز أن يكون لك عزيمة نملة ؟
فانطلق بجيشه يحاول ويحاول حتى استولى على الحصن .
الابن وقد اغرورقت عيناه بالدموع :
انا ضعيف لا استطيع ان اتحمل كل هذا الضغط وكل هذه البلايا.
الاب: لا يا بني بل انت قوي صلب ولو علم الله انك اضعف من هذا الاختبار لما اقحمك فيه.
( لا يكلف الله نفسا الا وسعها )
وايضا يقول الحبيب النبي صلى الله عليه وسلم ( عجبا لامر المؤمن ان امره كله خير ان اصابته سراء فشكر فكان خيرا له وان اصابته ضراء فصبر فكان خيرا له )
الابن : الكلام سهل وبسيط يا ابتي انظر حولك في كل مكان وستجد كل شيء يدعو الى اليأس والاحباط ان الظلام يحيط بنا من كل مكان لا يوجد لنا امل ولا يوجد لنا اي بصيص نور .
الاب؛ يا بني لا تلعن الظلام بل اوقد شمعه تضيء لك الطريق فيه وتوكل على الله ولا تعجز واعلم ان الله لا يختار لك الا الخير .
الابن : كيف هذا يا ابتي كيف يكون الفشل هو عين النجاح وكيف تكون المحنه منحة ؟
الاب: يا بني ان الله اعلم بما يصلحك منك يقول الله عز وجل( كتب عليكم القتال وهو كره لكم وعسى ان تكرهوا شيئا وهو خير لكم وعسى ان تحبوا شيئا وهو شر لكم والله يعلم وانتم لا تعلمون )
الابن : ماذا تقصد ان تقول يا ابتي ؟
الاب: اريد منك يا بني ان تتوكل على الله حق التوكل وان تريح نفسك من هم التدبير الى الغد فالغد بيد الله وحده واريد منك الا تقصر في عملك وتتقنه اما النتيجه فهي من عند الله تعالى واعلم يا بني ان الله لا يضيع اجرا من احسن عملا وان لم تكن النتيجه مرضيه لك فاعلم انك لم تكن مطالبا بها كل ما كان مطالبا منك هو السعي والعمل والاجتهاد فان كنت اتيت به ولم تقصر ابدا فارضى ايا كانت النتيجه التي ستحصلها في النهايه .
يقف الابن على قدميه ويمسك بالحبوب ويلقيها من النافذه ويرتمي في حضن ابيه باكيا منتحبا فيربت عليه ابيه بحنان ويقول له يا ولدي لا تقدم ابدا على الانتحار فالله عز وجل يقول ( بادرني عبدي بنفسه حرمت عليه الجنه ) حفظك الله يا بني من كل سوء انت وكل من في عمرك وكل من على شاكلتك وابناء المسلمين جميعا .
