طاحونة الله تطحن ولكن رويدا رويدا

طاحونة الله تطحن ولكن رويدا رويدا

0 المراجعات

# طاحونة الله تطحن ولكن رويدا رويدا  #


*جلس يبكي وينتحب بجوار جثه ابيه بعدما فارقت الروح الجسد وكان على صغر سنه تراه وكانه قد اصبح كهلا عجوزا انحنى ظهره وخطت الايام في وجهه خطوطا واطت عظام ظهره من ثقل الحمل الذي عليها وناء كاهليه  بعظم المسؤوليه فقد اصبح منذ اليوم بديلا لوالده وتعلق في رقبته اربعه من اخوته الصغار بعد رحيل الام منذ زمن بعيد ورحيل الاب اليوم فاصبح هو الاب والام والعائله  .

 

نظر الى اخوته الصغار ثم ضمهم الى صدره وهو يبكي وكانه طائرا قد جمع فراخه تحت جناحيه خوفا عليهم من كل مكروه وقال لهم سوف اعمل ليل نهار حتى استطيع ان انفق عليكم ثم اندفع يعمل كما قال بالليل والنهار لا يكل ولا يمل ولا يبالي ببرد في الشتاء او بحر في الصيف يجمع المال من هنا وهناك ولكن هذه الدريهمات كانت بالكاد تكفي أود الصغار وهناك كل يوم بطون جائعه وافواه مفتوحه ثم حدث ما لم يكن في الحسبان ومرض احدهم فاخذ يبحث هنا وهناك عن من يساعده وطرق ابواب اهل الخير لعله يجد بريق امل  او يدا حانيه تربت عليه وعلى اخوته الايتام فذهب الى بيت من تلك البيوت المعروفه بالثراء في بلدته وطرق الباب في تلك الليله الظلماء فخرج له صاحب الدار وقد كان على مائدته يتناول ما لذ وطاب من طعام وشراب فقال له ماذا تريد يا هذا قال له يا سيدي ان اخي مريض واريد منك المساعده فقال الغني المتكبر لما لا تعمل بدلا من الشحاذة  فانت شاب وتستطيع العمل فقال الشاب قول معروف خير من صدقه يتبعها اذى فقام الغني بجلب رغيف خبز والقاه في وجه الشاب واغلق الباب . 

 

جلس الشاب على جانب الطريق يبكي وينتحب ثم رفع راسه الى السماء ودعا ربه اللهم انت مالك الملك تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء وانت يا ربي تعز من تشاء وتذل من تشاء بيدك الخير انك على كل شيء قدير وانت نعم المولى ونعم النصير اللهم فرج كربي واذهب همي وغمي فانت العزيز الحكيم عاد الى البيت  فوجد رجلا ثريا في انتظاره فقال له يا ولدي اريد منك ان تتولى امور التجاره عندي فقد علمت انك شاب صادق امين  الشاب فخر الشاب ساجدا شكرا لله وانطلق يعمل ويكدح حتى استطاع بفضل الله وكرمه ان يصبح بعد 10 سنوات من اكبر التجار وقام بتزويج جميع اخوته واراه الله عزا بعد ذل وراحه بعد تعب وسعاده بعد شقاء .

 

ثم اراد يوما بعد تلك السنين ان يتزوج فدلوه على امراه تقطن في بيت ثري وكانت قط طلقت من زوجها منذ عده سنوات فلما دنى من بيتها اخذته رعده ودق قلبه خوفا فقيل له ما بالك فرد عليهم والله لكاني قد جئت هذا المكان من قبل فقالوا له لا عليك ربما انت تشعر بالخجل من العروس فدخلوا وتمت الخطبه ثم الزواج واشترطت عليه زوجته ان يقيم معها في هذا المنزل الجميل .

عاش معها اجمل ايام حياته وانجب منها ولدا وبنتا وفي يوم من الايام بعد عده سنوات كانوا جالسين على مائده لهم يتناولون طعام العشاء ثم عادت واخذت معها دجاجه وبعض الطعام وبعض المال ثم اعطتهم للسائل الذي كان يقف على الباب ثم جلست تبكي وتذرف الدموع فقام زوجها واخذها بين ذراعيه وكفكف دمعها وقال لها ما الذي يبكيك يا حبيبة القلب فقالت اتدري من السائل الذي كان بالباب فقال لها من يكون فقالت انه زوجي الاول المتكبر قد خسر كل امواله واصبح يتسول على الابواب فقال لها لا تتعجبي يا زوجتي فانا ايضا كنت السائل الاول الذي عنفه زوجك المتكبر وطرده في تلك الليله البعيده وسبحان من يغير ولا يتغير فقد ملكني الله الان بيته وزوجه وماله واعلمي ان طاحونه الله تطحن ولكن رويدا رويدا وانه من قلب الظلم تاتي الرحمه ومن قلب الليل ياتي النهار ومن المحال ان نأمن  دوام الحال .

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة

articles

7

followers

10

followings

15

مقالات مشابة