كيف بدأ الشـذوZ

كيف بدأ الشـذوZ

0 المراجعات

كيف بدأ الشـ ـذوZ!

 

علشان نجاوب على سؤال شائك زي دا، محتاجين نرجع لورا، لزمان جدًا، لأصل الحكاية.

بس خليني أقول لك يا عزيزي، إن الحكاية مرعبة، حرفيًا مرعبة، لما تعرفها، هتتعجب، ازاي بعد كل دا، فيه بشر بيعملوا الفعلة دي؟!

ازاي بيسموه تحرر؟

ازاي كل الأفلام بقت بتدعوا لمناصرتهم؟

ازاي كل الأفكار بقت داعمة.

ازاي بقى فيه تعاطف كدا، مع فعل أغضب ربنا، لدرجة إنه نزل جند من الملائكة الأرض علشان تنهيه؟

 

أنا عاوزك تقرب، تقرأ، تحس، تعيش لحظاتهم، تعرف، تفهم، تحكي لغيرك، ترسخ القضية في عقلك وعقول غيرك، تنهي أي جدال وترد بشكل قاطع إن لا "مياعة" مع فعل أغضب الله في سمائه وعقابه كان عليه عظيم.

 

إنتَ محتاج تعرف.

ممكن تبقى عارف.

وممكن لا.

بس لازم تعرف.

ولازم تواجه.

ولازم تكون على دراية كاملة، بقد إيه همَ بيلعبوا بمشاعرك، وعقلك، وبيتهاونوا بما أنزله الله.

 

تعالى.

علشان تشوف بعينك البداية كانت فين.

وإيه اللي حصل.

وبقينا فين.

 

جاهز؟!

يلا بينا.

 

من قديم الأزل، زمان جدًا، أيام سيدنا (إبراهيم) -عليه السلام-، وبعد نزول الوحي عليه، وبعثه كنبي لهداية قومه، اللي ماحدش آمن منهم بيه غير قليل، كان من ضمنهم ابن أخوه سيدنا (لـ* ـوط) -عليه السلام-.

 

بيخرج سيدنا (إبراهيم) من القوم الجبابرة، بعد حادثة (النمرود) الشهيرة، ومحاولتهم لحرق سيدنا (إبراهيم)، لكن النار كانت بردًا وسلامًا عليه بأمر الله، بيتجه للشام، وبياخد معاه ابن أخوه (لـ* ـوط).

بيفترقوا، وبيقرر سيدنا (لـ* ـوط) يعيش في سدوم، وسدوم دي قرية في الأردن عند البحر الميت، قرية كبيرة، بيتزوج فيها، وبيعيش طبيعي، وبيخلف بنتين.

 

لما بيوصل لسن الأربعين، ربنا بينزل عليه النبوة، وبيُبعث لأهل قرية سدوم والقرى اللي حواليه.

أهل سدوم كانوا ناس طغاة، نسيوا ربنا، بيعبدوا أصنام وآلهة كتير ملهاش عدد، ربنا أنعم عليهم بنعم كتير جدًا، لكنهم استخدموها في أفعال الشر.

يقطعوا الطريق.

يخونوا بعض.

مليانين خبث وكبر ومعاصي.

ومش بس كدا، الناس دي كانت بتعمل حاجة العقل البشري وقتها مكنش قادر يصدقها أو يستوعبها، بدل ما يعاشروا الستات زي أي ناس طبيعيين، الرجال كانت بتعاشر الرجال، ومن هنا بدأ أول فعل للشـ * ـذوz.

 

يا عزيزي دول أول بشر، أول ناس يقوموا بالفعلة دي، مافيش حد من العالمين سبقهم فيها، يستبدلوا النساء بالرجال. (وَلوطًا إِذ قالَ لِقَومِهِ أَتَأتونَ الفاحِشَةَ ما سَبَقَكُم بِها مِن أَحَدٍ مِنَ العالَمينَ (80) إِنَّكُم لَتَأتونَ الرِّجالَ شَهوَةً مِن دونِ النِّساءِ بَل أَنتُم قَومٌ مُسرِفونَ (81)) سورة الأعراف.

 

ومش بس كدا، يعني فيهم كل الأفعال السيئة، والأسوأ إنهم كانوا بيجهروا بيها، يعني الإنسان لو عمل معصية بيحاول يتخفى، لكن دول كانوا بيعملوا المعاصي في كل مكان، يعني يعاشروا بعض في الشارع، في أماكن الاجتماعات، في النوادي،(أَئِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ وَتَقْطَعُونَ السَّبِيلَ وَتَأْتُونَ فِي نَادِيكُمُ الْمُنكَرَ) سورة العنكبوت.

كانوا بيعملوها في أي مكان بشكل فج ومؤذي للنفس والعين.

وكانوا بيقطعوا الطريق على المسافرين، مش علشان بس يسرقوهم، بل كانوا بيسرقوا أموالهم وكمان بيخطفوا الرجال ويعملوا معاهم الأفعال البذيئة دي.

ربنا بعث سيدنا (لـ* ـوط) فيهم علشان يرجعهم للطريق الصحيح، بس مآمنوش، واستمروا في معاصيهم. (وَلُوطًا آتَيْنَاهُ حُكْمًا وَعِلْمًا وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْقَرْيَةِ الَّتِي كَانَتْ تَعْمَلُ الْخَبَائِثَ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمَ سَوْءٍ فَاسِقِينَ (74)) سورة الأنبياء.

 

سيدنا (لـ* ـوط) رغم إنهم بيقابلوا دعوته بالرفض والنفور، بيفضل صامد، قوي، واقف بكل قوته وحكمته يدعوهم، وماحدش بيآمن بيه غير بناته الاتنين، حتى زوجته مبتآمنش، وكانت دايمًا تنقل أخباره وأخبار البيت لأهلها، ولأنها من أهل سدوم، كانت شايفاه زي ما همَ شايفينه شخص غريب عنهم، وأفعاله غريبة، يعني الست، اللي هي كانت المفروض ترفض أفعالهم، وكانت زوجة نبي، شافت إن أفعال زوجها هي اللي خاطئة، وكلهم شافوا إن (لـ* ـوط) بيدعوهم لشيء عجيب، وهي الطهارة، ولأنهم خبثة وأنجاس، شافوا إن الطهارة شيء مكروه ومنبوذ، (وَما كانَ جَوابَ قَومِهِ إِلّا أَن قالوا أَخرِجوهُم مِن قَريَتِكُم إِنَّهُم أُناسٌ يَتَطَهَّرونَ (82)) سورة الأعراف.

خرجوه هو وبناته، ناس بيدعوا للطهارة.

إذن، همَ كانوا عارفين يا عزيزي إن فعلهم نجس، ولكنهم كانوا مستمرين فيه، وفضلوا شهواتهم الشـ* ـاzة على إنهم يتطهروا ويتزوجوا النساء.

 

وفيه بعض التفسيرات اللي قالت، إن قوم (لـ* ـوط) مكنوش كلهم بيعاشروا الرجال بس، كان منهم رجال بتعاشر رجال، ورجال بتعاشر رجال ونساء، فكان طبيعي إنهم يخلفوا ويتكاثروا ويعيشوا جانب من الحياة الطبيعية، ولكن الجانب السيء هو اللي كان غالب.

 

بدأ سيدنا (لـ* ـوط) يشرح لهم إنه بيحبهم، وإنه بينصحهم لأنه خايف عليهم، وعاوزهم يرجعوا للطريق الصحيح، إنهم يبعدوا عن أفعالهم النجسة، ويبعدوا عن الشرك بالله، ويرجعوا لعبادته، وحاول يقرب لهم وقال لهم إنه زي أخوهم همه مصلحتهم، (إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ لُوطٌ أَلا تَتَّقُونَ (161) إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ (162) فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ (163) وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ (164)) سورة الشعراء.

 

ويُقال إنه كان ذا شأن، يعني له كلمة مسموعة، ولكنه بسبب دعوته لهم لسلك الطريق الصحيح، بقى مكروه ومنبوذ منهم.

بدأت الحرب والوعيد على سيدنا (لـ* ـوط) -عليه السلام-، قابلوا كلامه بالتكذيب، هددوه بالطرد وإخراجه من القرية، (قَالُوا لَئِن لَّمْ تَنتَهِ يَا لُوطُ لَتَكُونَنَّ مِنَ الْمُخْرَجِينَ (167)) سورة الشعراء.

طلبوا من الناس يبعدوا عنه ويهجروه، ولكنه ميأسش، استمر في دعوتهم، أظهر لهم إن أفعالهم جُرم عظيم ولازم يبعدوا عنها، نصحهم، خوفهم من عذاب ربنا اللي ممكن ينزل عليهم في الدنيا، وهيلاقوا عذاب مهيب في الآخرة، فكرهم بطوفان سيدنا (نوح) -عليه السلام- واللي حصل لقومه بسبب كفرهم، حذرهم من غضب ربنا، واللي ممكن ينولهم من غضبه.

ردوا عليه باستهزاء، واللي زاد في جبروتهم، إنهم استهزأوا بكلامه عن عذاب الله -سبحانه وتعالى-، وطلبوا منه إنه ينزل عليهم العذاب دا لو كان صادق، (فَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلَّا أَنْ قَالُوا ائْتِنَا بِعَذَابِ اللَّهِ إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ (29)) سورة العنكبوت.

يأس، فدعا عليهم، (قَالَ رَبِّ انْصُرْنِي عَلَى الْقَوْمِ الْمُفْسِدِينَ (30)) سورة العنكبوت.

 

العذاب بدأ ببشرى، وبصورة غريبة جدًا.

ربنا -سبحانه وتعالى- نزل ملائكة من السماء، تجسدوا في هيئة بشر جميل، وراحوا لسيدنا (إبراهيم) -عليه السلام- يبشروه بمولود هيرزق بيه اسمه (إسحاق) -عليه السلام-، وقعدوا معاه وحصل بينهم كلام، فقالوا له إنهم رايحين يخسفوا بقوم سدوم، وربنا نزلهم من السماء لبشارته ومن بعدها لعذاب قوم سدوم أشد عذاب.

فسيدنا (إبراهيم) قلبه اتقبض، وقال لهم إن فيها (لـ* ـوط)، بيجادلهم يعني إن العذاب دا كدا هيطول سيدنا (لـ* ـوط).

فردوا عليه وقالوا متجادلش، دا أمر من ربنا، وخلاص هيطولهم العذاب، والعذاب دا غير مردود. (فَلَمَّا ذَهَبَ عَنْ إِبْرَاهِيمَ الرَّوْعُ وَجَاءَتْهُ الْبُشْرَى يُجَادِلُنَا فِي قَوْمِ لُوطٍ (74) إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لَحَلِيمٌ أَوَّاهٌ مُنِيبٌ (75) يَا إِبْرَاهِيمُ أَعْرِضْ عَنْ هَذَا ۖ إِنَّهُ قَدْ جَاءَ أَمْرُ رَبِّكَ ۖ وَإِنَّهُمْ آتِيهِمْ عَذَابٌ غَيْرُ مَرْدُودٍ (76)) سورة هود.

 

سيدنا (إبراهيم) -عليه السلام- مكنش بيجادل في حكم ربنا، هو قلبه رق على ابن أخوه، ولأنه عارف إنه مؤمن وتقي فغصب عنه قال لهم إن فيها (لـ* ـوط)، فردوا عليه وطمنوه، إن ربنا أمر بنجاته هو وأهله، ولكن زوجته هتهلك من الهالكين. (وَلَمَّا جَاءَتْ رُسُلُنَا إِبْرَاهِيمَ بِالْبُشْرَى قَالُوا إِنَّا مُهْلِكُو أَهْلِ هَذِهِ الْقَرْيَةِ ۖ إِنَّ أَهْلَهَا كَانُوا ظَالِمِينَ (31) قَالَ إِنَّ فِيهَا لُوطًا قَالُوا نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَنْ فِيهَاۖ لَنُنَجِّيَنَّهُ وَأَهْلَهُ إِلَّا امْرَأَتَهُ كَانَتْ مِنَ الْغَابِرِينَ (32)) سورة العنكبوت.

 

اللي حصل إن الملائكة دخلوا القرية، وقابلوا في الطريق بنات سيدنا (لـ* ـوط)، فسألوهم عن بيته، ولما بنات سيدنا (لـ* ـوط) شافوهم شكلهم جميل بشكل لافت لأي عين خافوا عليهم من رجال أهل القرية، وخدوهم بسرعة لبيت سيدنا (لـ* ـوط)، اللي أول ما شافهم عرف إن فيه مصيبة هتحصل بسبب هيئتهم، ودخلهم بيته بسرعة وقفل الباب.

بدأ يضايفهم ويسألهم عن وجهتهم، فقالوا إن وجهتهم هنا في سدوم، فرد عليهم إن أهل قرية سدوم ناس ظالمة ووجودهم في القرية هيعرضهم للخطر، فقالوا إن دي وجهتهم ومش هيغيروها.

 

الشيء الغريب والمقزز إن زوجة سيدنا (لـ * ـوط) شافتهم، فخرجت تجري راحت لأهلها، وقالت لهم إن فيه رجالة حلوين جدًا موجودين في بيت (لـ* ـوط)، ولما سمعوا "هرولوا" وجريوا بلهفة ناحية بيت سيدنا (لـ* ـوط)، وبدأوا يخبطوا وينادوا عليه، فخرج لهم وقفل الباب بسرعة.

طلبوا منه إنه يخرج الناس اللي عنده، وإنهم اشتهوهم وعاوزينهم، حس سيدنا (لـ* ـوط) بالقهرة والضعف، ومبقاش عارف يعمل إيه علشان يحمي ضيوفه، فقال لهم دول رجال، ابعدوا عنهم، وبنات القرية موجودين خير لكم وأطهر لكم، تزوجوهم، وعيشوا حياة طبيعية، ومتكسفونيش قدام ضيوفي.

ونادى بقهر: مافيش فيكم راجل واحد عاقل يسمعني. (وَجَاءَهُ قَوْمُهُ يُهْرَعُونَ إِلَيْهِ وَمِنْ قَبْلُ كَانُوا يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ قَالَ يَا قَوْمِ هَؤُلَاءِ بَنَاتِي هُنَّ أَطْهَرُ لَكُمْ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَلَا تُخْزُونِ فِي ضَيْفِي أَلَيْسَ مِنْكُمْ رَجُلٌ رَشِيدٌ (78)) سورة هود.

 

فضل يجادل معاهم بلا أي نتيجة، وقالوا له إنهم عاوزين الرجالة اللي عنده، وبدأوا يهددوه لو مخرجوش بالسلم والهدوء، هيخرجوهم بالقوة.

دخل سيدنا (لـ* ـوط) -عليه السلام- بيته وحس بالضعف والقهر، وبدأ يدعو ربنا إنه يخلصه من اللي هو فيه، ويُقال إن مع إحساسه بالضعف بص لبناته وبعدين دعى في قلبه إن لو كان خلف رجالة كانوا وقفوا معاه ضد الظلمة الكافـ* ـرين، وحس إنه لوحده، في قرية غريبة، مبينتميش ليها، والاختبار كبير من عند ربنا، ومش عارف يعمل إيه علشان يحمي ضيوفه، وفضل يدعي ربنا، لحد ما الملايكة قامت، وقربوا منه، وطمنوه، وقالوا له إنهم ملايكة من عند الله وجايين يعذبوا أهل القرية على أفعالهم.

 

سيدنا (لـ* ـوط) حس إن ربنا بينجده، وظهرت بوادر السعادة على وجهُه، فبشروه وقالوا له إن أهل القرية كلهم هيهلكوا، وإن زوجته هتهلك معاهم لأنها بتخدعه وداعمة لأفعال أهل القرية، ومآمنتش برسالته، ولازم هو وأهله "بناته" يخرجوا من القرية الصبح، وميلتفتوش علشان ميصيبهمش أي عذاب أو يشوفوا عذاب أهل القرية. (قَالُوا يَا لُوطُ إِنَّا رُسُلُ رَبِّكَ لَنْ يَصِلُوا إِلَيْكَ فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ بِقِطْعٍ مِنَ اللَّيْلِ وَلَا يَلْتَفِتْ مِنْكُمْ أَحَدٌ إِلَّا امْرَأَتَكَ إِنَّهُ مُصِيبُهَا مَا أَصَابَهُمْ) سورة هود.

 

سيدنا (لـ* ـوط) كان حرفيًا مش قادر يستحمل أفعالهم المقرفة، لدرجة إنه حاول يعجل عذابهم ويطلب من الملائكة ينزلوا العذاب عليهم في الحال، فردوا وقالوا، (إِنَّ مَوْعِدَهُمُ الصُّبْحُ أَلَيْسَ الصُّبْحُ بِقَرِيبٍ (81)) سورة هود.

 

اللي حصل من الوقت دا للصبح مش معروف، ولكن الغالب إن ربنا أنزل عليهم صمت وهدوء لحد موعد العذاب.

الصبح بيطلع، وبيخرج سيدنا (لـ* ـوط) هو وأهله، وبيبدأ العذاب.

 

العذاب بدأ بإن سيدنا (جبريل) -عليه السلام- رفع الأرض للسماء بجناحه، وقلبها، فبقت سمائها تحت، وبدأ الهلع والرعب والفزع، بعدين ربنا أرسل لهم صيحة شديدة مُهلكة من السماء.

وبعدها أنزل عليهم حجارة من طين ممزوجة بالحمم النارية مكتوب عليها أسمائهم، يعني كل شخص كان له حجارة مكتوب عليها اسمه وبتنزل عليه بتهلكه، وكانت زي السحابة.

يعني تخيل معايا المشهد، الأرض مقلوبة، الصيحة بتهلك قلوبهم، والحجارة بتمطر من كل الجهات، زي السحابة، قافلة أي منفذ للسماء أو الأرض اللي تحتهم، بتنزل عليهم زي السُحب، تضرب أجسادهم بنارها، تجرحهم، تحرقهم، تكسرهم، لحد ما أرواحهم بتطلع. (إِنَّا أَرْسَلْنا عَلَيْهِمْ حاصِباً إِلاَّ آلَ لُوطٍ نَجَّيْناهُمْ بِسَحَرٍ (34)) سورة القمر.

(فَأَخَذَتْهُمُ الصَّيْحَةُ مُشْرِقِينَ (73) فَجَعَلْنا عالِيَها سافِلَها وَأَمْطَرْنا عَلَيْهِمْ حِجارَةً مِنْ سِجِّيلٍ (74) إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِلْمُتَوَسِّمِينَ (75)) سورة الحجر.

 

العذاب مكنش موت لحظي بيحصل وينتهي، ربنا ذكر إن العذاب مستمر إلى أبد الأبدين، يعني عذابهم بيتجدد في قبورهم، وفي جهنم، لأبد الآبدين. (وَلَقَدْ صَبَّحَهُمْ بُكْرَةً عَذَابٌ مُسْتَقِرٌّ (38)) سورة القمر.

ومستقرٌ هنا معناها مستقر عليهم لأبد الآبدين.

 

فيه بعض التفسيرات قالت إن الموت كان خسف، يعني لما سيدنا (جبريل) قلب الأرض، أطبقها كلها على بعض، فمات أهل القرية، وبدأ عذابهم في القبور، لأبد آبدين، واللي خارج القرية أمطرهم الله -سبحانه وتعالى- بالحجارة. والله أعلم.

 

سيدنا (لـ* ـوط) خرج من القرية هو وبناته ويُقال إن زوجته كانت معاه، كانوا سامعين الصراخ والبكاء، لكنهم ملتفتوش زي ما الملائكة حذرتهم، لحد ما إمرأته اللي هي زوجته التفتت، فطالها نفس عذاب أهلها، حجارة من سجيل مكتوب عليها اسمها، (فَنَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ أَجْمَعِينَ (170) إِلَّا عَجُوزًا فِي الْغَابِرِينَ (171)) سورة الشعراء.

(لَنُنَجِّيَنَّهُ وَأَهْلَهُ إِلَّا امْرَأَتَهُ كَانَتْ مِنَ الْغَابِرِينَ (32)) سورة العنكبوت.

 

ومعنى إن القرية كلها تموت، يبقى النساء كمان كانوا بيعملوا نفس الأفعال، أو موافقين عليها وبيشجعوا على فعلها زي زوجة سيدنا (لـ *ـوط).

والله أعلم.

 

بس يا سيدي، دي الحكاية.

هنا كانت البداية.

بداية فعل أنكره الله وأنزل بسببه عذاب.

بداية فعل بقى شيء مُلسم بيه دلوقتي والكل بيدعمه والبعض بيتبعه.

 

خلي بالك، زوجته مكنتش بتقوم بالفعل، ولكن كانت بتدعم الفعل، كانت بتسكت على الفعل، كانت بتشجع الفعل.

إذن، مش كل المُعذبين كانوا بس أصحاب الفعل، بل الساكتين وداعمين للفعل.

 

وكم من داعم لتلك الأفعال في زمننا الحالي، وكم من ساكت، وكم من فاعل

-

وآخرًا كلها اجتهادات من العلماء، والله أعلى وأعلم.

المصادر:

القرآن الكريم.

البداية والنهاية لابن كثير.

التفسير الميسر.

التفسير الوسيط.

التفسير المنير في العقيدة والشريعة والمنهج.

سلسلة التفسير لمصطفى العدوي.

القصص القرآني لياسر بن حسين.

دعوة الرسل لأحمد علوش

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة

articles

20

followers

28

followings

160

مقالات مشابة