الأنبياء الي احنا منعرفش عنهم حاجة يبقُوا مين..

مقال  جديد كفيل بأنه يغيّر من رُؤيتك للقُرآن الكريم ويكشف لك حقيقة جديدة..

مُستعد..؟

سر عظيم مُخبأ وراء سؤال مُخيف..

الأنبياء الي احنا منعرفش عنهم حاجة يبقُوا مين..؟

دعوتهم كانت إزايّ والمُعاناة الي قضُوها وسط الناس مداها أيه..؟

الإجابة عن سؤال زيّ ده بنحتاج منك إطلاع كبير جدًا على أحوّال الأمم السابقة والشخصيات المُتفردة الي ظهرت وسطهم..

بس نُقطة الانطلاق الحقيقية هي الآية الكريمة الي فيها قال ربك سُبحانهِ وتعالى..

بسم الله الرحمن الرحيم..

"وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلًا مِّن قَبْلِكَ مِنْهُم مَّن قَصَصْنَا عَلَيْكَ وَمِنْهُم مَّن لَّمْ نَقْصُصْ عَلَيْكَ"..

يعنّي فيه أنبياء أنتَ عرفت عنهم لأن القرآن قصّ عليكَ قصصهم وأنبياء تانيّة مجهُولين لم يقصص القرآن قصتهم..

أبو ذرّ الغفاري واحد من الصحابة المشهُورين جدًا بأمانته ونزاهته وتمسُكه التام بالتعاليم الدينية لما سمع الآية دي راح يسأل النبيّ عن عدد الأنبياء عامةً، لأن بحسب النصّ ده كده قُرآنيًا فأنتَ قُدام مُعضلة حقيقية وفي مُنتهى الخطُورة..

مين هُما الأنبياء التي لم يقُص القُرآن قصصهم..؟ هُما كتير..؟

فبيحكي أبو ذرّ ويقُول:

"قلت: يا رسولَ اللهِ كمِ الأنبياءُ؟ قال: مائةُ ألفٍ وأربعةٌ وعشرونَ ألفًا قال: قلت: كم الرسلُ من ذلك؟ قال ثلاثمائةٌ وثلاثةَ عشرَ جمٌّ غفيرٌ"..

يعنّي عدد الأنبياء عامةً يصل ل١٢٤ ألف وعدد الرُسل منهم ٣١٣..

القُرآن الكريم نفسه ذكر من ال١٢٤ ألف نبيّ دُول تخيّل كام يا رفيق..؟ ٢٥ نبيّ فقط..

وده يوّدينا للنُقطة التانيّة قبل ما نتوّسع في التفكير ونسأل السؤال الأول خلينّي أطرح سُؤال فرعي..

ليه ال٢٥ نبيّ بس دُول الي تم ذكرهم في القرآن وتم تنحيّة قصص الآخرُون..؟

الإجابة الجاهزة بتكُون لأن الأنبياء الخمس وعشرُون دُول قصصهم مليانة الوعظ والأحكام الضرُورية، أو الإجابة التانية بتاعة هذه حكمة لا يعلمها الا الله..

الشِق الأول من الإجابة مش حقيقي، لأن فكرة بعث نبيّ بأيّ عصر وفي أيّ مكان تاريخيًا وعالميًا هي فكرة منُوطة بالرفض..

يعنّي قوّم ضال يعبدُون غير الله، فيُرسل الله من بينهم نبيًا يدعُوهم للعبادة والتوحيد وانهم يتركُوا عبادة آلهة اباءهم وأجدادهم، ده شيء عامل زيّ شنّ حرب ضارية ضد الموروث والمُتعارف عليه يقُوده شخص واحد بس ضد مُجتمع كامل..

ده أكيد شيء وفِعل لا يُبشر بالخير على الإطلاق وانما استدعاء حقيقي لمُواجهة قوية ضد قوتين ..

الأولى في الغالب مُستقرة والثانية وليدة وجديدة ولا تزال بمرحلة البناء من العدم، فده بكُل تأكيد هيوّلِد صراع قوي جدًا..

فأيّ نبيّ بُعث أكيد هيقدم فكرة جديدة سَتُقابل بالرفض، والصراعات الي بتبدأ في قصص الأنبياء الي احنا نعرفهم كانت هي سبب الحكمة والموعظة الي بعد كده بنستخلصها..

فالوضع أكيد كان هيكُون كده وأكيد الصراعات الي دخلها الأنبياء الي احنا منعرفش عنهم حاجة ولدت حكم ومواعظ مُتعددة قادرين نستفيد بيها ونتعلم منها..

فنُقطة إن القصص الي تم ذكرها هي الي مليانة حكم ومواعظ بتنفي وجوُد حكم ومواعظ في القصص المجهُولة وده مش صحيح، وغير مُمكن بأيّ شكل..

اومال أيه الموضوع..؟

الحقيقة إن قبل ما أرُوح بعيد خلينّي أقُولك إن التُراث العربيّ لما تدوّر فيه تندهش من الناس الي يا إما كانُوا مُدعين نِبُوّة أو مشكُوك في نبوّتهم لحد اليوم..

يعنّي عندك شخص زيّ "حنظلة بن صفوّان" المُفترض أنه قال بإنه نبيّ، وده كان قبل بعث النبيّ مُحمد بالجزيرة العربية مشهُور جدًا بأنه نبيّ وده على الرغم من غرابة قصته، لأنّ المفرُوض مُعجزته كانت قتل العنقاء الي هيَّ مخلُوق أسطُوري اصلاً..

واحد تاني اسمه "خالد بن سنان" لما بنته دخلت على النبيّ "مُحمد" صلوّات ربي وسلامهِ عليه قالها: مرحبًا ببنت أخي..

وخالد قصته في مُنتهى الغرابة برضه لما تتضمنه من تفاصيل مُريبة، زيّ إنه كان معاه ألوّاح ودفنها في مكان، وبعدين لما مات فتحُوا قبره لقُوا ثُعبان مكانه..

المُهم..

إن دي ناس من الجزيرة العربية ومشهُورين في التُراث العربي بانهم أنبياء ولكن غير مذكُورين بالقُرآن، وده قبل ما نرُوح بعيد ونسأل سؤال مُهم جدًا..

هل كان فيه أنبياء بقى من خارج الجزيرة أصلاً..؟

يعنّي في "الهند" مثلاً بلد كبير مليان بشر، وليهم حضارة مليانة ظوّاهر دينية لو دوّرت بشكل دقيق عن النُبوّة، تندهش من الي مُمكن تلاقيه..

هتلاقي مثلاً "كريشنا" عبارة عن قصة مُشابهة للرواية المسيحية عن "عيسى بن مريم" عليه السلام، زيّ أنه كان شخص يدعُو الناس للعبادة والتوحيد بالإله الهندي "فيشنوُ" الي هو الإله الأعظم عند الهنُود..

كريشنا بعد كده في الكتابات المُتأخرة هتلاقي إن قصته بتتغيّر وبيتم تعريفه على إنه "تجسيد" للإله "فيشنوُ" أو زيّ ما بيقُولو هُما "آڤاتار" يعنّي جسد حلّت فيه رُوح الإله..

يرى الباحثُون إن "كريشنا" كان نبيّ وتم تحريف دعوّته وتزييفها بطريقة شيطانية عشان تكُون بالشكل ده..

كمان عندك "بُوذا" وهو المثال الأكبر قُدامنا والأشهر لما تيجي تتكلم عن "الهند" لأنه ظهر سنة ٥٦٣ قبل الميلاد ومات سنة ٤٨٣ قبل الميلاد..

اتولد في "نيبال" لأسرة ملكيّة وعاش حياة القصُور لحد وتزوّج في سن صغيرة، لكن عند سن ال٢٦ قرر أنه يسيب كُل ده وراه ويعيش حياة الزُهد والرهبنة، فساب أسرته وبلده وبدأ يتجوّل في السهُول والجبال..

لحد ما وصل للهند وهناك تحوّل بشكل جذري، لأنه عرف الي سمّاه الهنُود "التنوير" والي بيه وصل لمفاهيم جديدة عن الحياة، الروح والكوّن..

قدر من خلالها تأسيس مذهب ديني مُحدد يقُوم على تعاليم سمحة وأخلاقية رفيعة المستوى، وقام بتدريس منهج جديد للفهم الكوّني يُؤسس لوحدانية خالق الكوّن واستقبال التعاليم الروّحية منه..

بس برضه متنساش إن التعاليم الي ألقاها تم تحريف الكثير منها، وأصبحت مُحرفة وغير حقيقية "هذا إن كانت بالأصل سماوية" يعنّي..

نسيب الهند ولسّه في آسيا وتحديدًا نرُوح على الصين..

برضه سؤال "إزايّ الصين بعدد سُكانها الغفير ده مكنش ليها أنبياء..؟ " اممم سؤال حقيقي مُثير للدهشة..

بس لو اطلعت على قصة "كونفوشيوس" تندهش مِن كمية الحكمة الي جُوّة شخصيته ودعوته والصحوة الي قدمها للمُ امه الصيني والي لحد النهاردة بيتم تمجيده وتقديسه فيها..

طيب نسيب آسيا خالص ونرُوح على حضارة تانيّة، وتحديدًا الحضارة الإغريقية القديمة والي ظهر فيها شخص زيّ "سقراط" والجدل الي عليه من كوّنهِ نبيّ أم لا..

خلينّي أقُولك إن آخر خطاب لسقراط كان قبل إعدامه بتُهمة إفساد الشباب من خلال دعوتهم لمُعتقدات تُناقض تعاليم الأجداد والآباء، تقتضي بالإيمان بإله واحد..

الحقيقة العُلماء والفُقهاء على مرّ السنين وقفوا حائرين قُدام المُعضلة دي، سُقراط كان مُوّحدًا نبذ عبادة الآلهة الإغريقية المُتعددة ووصل لأن هناك إلهًا واحد..

إلهًا خلق كُل شيء..

رحلته للحكمة المُطلقة كان لُه آراء كُلها تبحث عن الفضيلة والسمّو الروّحاني ونقل تعاليمه دي لتلاميذه..

وبناءً عليه، زادت عداوته مع كبار رجال "أثينا" وخصوصًا ذوّي السُلطة، لأن تعاليمه كانت ضد كُل المُتوارث في "أثينا" فلو أنتَ قرأت نبذة بسيطة عن "الميثولوجيا الإغريقية" القديمة هتلاحظ تعلُق الرجال هناك بفكرة تعدُد الآلهة..

سُقراط رفض كُل الأفكار دي وبدأ في طرح أفكار جديدة ونقلها عنه تلاميذه والي كان منهم أبناء لرجال السُلطة في "أثينا" وده أثار غضبهم بشدة..

فتم تقديمه للمُحاكمة، والي كانت مُكوّنة من "ثلاثة حُكماء من أثينا" وهيئة مُحلفين عُبارة عن 500 من الشعب الأثيني، يشوُفوا المُحاكمة ويحكموا على "سُقراط" في الأخير..

التُهم كانت "نبذ عبادة الآلهة وإفساد الشباب الأثيني"والحُكم بالأخير كان القتل بالسُم..

طيب كُل الشخصيات دي عليها اختلاف حوّل هويتها الحقيقية وتوحيدها من عدمه، وتعاليمها الموجُودة دلوّقتي هل هي مُنزلّة أم موضوعة، وهل تم تحريفها أو لأ..

يمكن الفكرة توّضح معاك أكتر لما تبُص على مدينة زيّ "بوُمبي" الإيطالية والشهيرة بأنها كانت مدينة "الفُحش" لانتشار الزنا والمعازف فيها..

شُوف الي حصل فيها من انفجار بُركان ضخم تسبب في إن الناس تمُوت في مكانها وده في ثواني واحد النهاردة جثامينهم لسّه مُحنطة في مكانها زيّ ما هي..

القصة بتاعتهم تُوّافق العذاب الي كان بينزل على الأقوام الي أفعالها زيّ نفس الأفعال وأوصافها نفس الأوصاف..

وعلى الرغم من كده لا سمعت عن "نبيّ" كان فيها ولا دعوة، رغم قُرب القصة جدًا من وقائع قصص أقوام تانية زيّ ما قولت لك..

بس يظل كُل شيء حولها..

مجهـُول..

خلينّي بعد ما لقيت العالم وخرجت عن منطقة الشرق الأوسط، أرجع بيك مرة تانية للقُرآن الكريم ونشُوف تسلسُل الآيات بيقُول أيه..؟

واسأل سُؤال هو القُرآن الكريم فعلاً كان منُوط بحكيّ قصص الأنبياء ولا كان بيحكي قصة واحدة أعم وشملت في طياتها قصص الأنبياء المذكُورين سلفًا..

خلق الله البشر وأولهم كان آدم ونتوقف هنا مع الآية القرآنية، الي بيحكي فيها ربنا سُبحانه وتعالي عن خلق آدم فقال:

( إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً ).. [البقرة: 30]

لاحظ كلمة "خليفة" دي وإزايّ مُقترنة بخلق أول إنسان على وجه الأرض..

الخليفة الأول كان "آدم" أول البشر وبعدين من نسله المُباشر باقي الخُلفاء..

بسم الله الرحمن الرحيم..

"وَسَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا ".. (الجاثية: 13)..

أيه بقى حكاية الخلافة والخُلفاء..؟

فبدأ القُرآن يحكي عن "الخلافة" ودي مفهُوم واسع جدًا، الي محتاج منك تفهمه دلوّقتي انها عبارة عن زيّ "قُوة" يمنحها الخالق للبشر بناءً على استيفاءهم للعهد الي قبلُوه بعالم الذر..

ببداية الخلق وعصر الإنسان على الأرض هتلاقي إن الخلافة نزلت في أفراد "آدم-إدريس-نُوح" ثُم تنتقل بشكلٍ تلقائي لأقوام نظير التوّسُع البشري على الأرض..

بعد الطُوفان بدأ ينتشر البشر وعدهم يزيد فيُقيمُوا مجتمعات، فكان لزامًا إنتقال الخلافة من شخص لقوم كامل، وهنا يظهر استخلاف الأرض مبقاش لشخص بعينه وإنما لأقوام زيّ "عاد" بدايةً..

بسم الله الرحمن الرحيم..

"أَوَعَجِبْتُمْ أَن جَاءَكُمْ ذِكْرٌ مِّن رَّبِّكُمْ عَلَىٰ رَجُلٍ مِّنكُمْ لِيُنذِرَكُمْ ۚ وَاذْكُرُوا إِذْ جَعَلَكُمْ خُلَفَاءَ مِن بَعْدِ قَوْمِ نُوحٍ وَزَادَكُمْ فِي الْخَلْقِ بَسْطَةً ۖ فَاذْكُرُوا آلَاءَ اللَّهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ".. (69) الأعراف.

والآية بتتكلم عن انتقال الخلافة لقوم "عاد" دلوّقتي، فأرسل الله فيهم نبيّهُ "هُود" يُنذرهم لبُعدهم عن الله وتماديهم في الطُغيان بعذابٍ قادم عظيم، فلم يستجيبُوا وقد كان العذاب..

ثُمَ انتقلت الخلافة لقوم تاني "ثمُود" من بعد قوم "عاد" وتشُوف ده في الآية القُرآنية..

بسم الله الرحمن الرحيم..

"وَاذْكُرُوا إِذْ جَعَلَكُمْ خُلَفَاءَ مِن بَعْدِ عَادٍ وَبَوَّأَكُمْ فِي الْأَرْضِ تَتَّخِذُونَ مِن سُهُولِهَا قُصُورًا وَتَنْحِتُونَ الْجِبَالَ بُيُوتًا ۖ فَاذْكُرُوا آلَاءَ اللَّهِ وَلَا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ (74)" الأعراف.

فأرسل الله لهُم نبيّهُ "صالح" يُنذرهم لعقابٍ شديد إن طاغُوا واستكملُوا في انكارهِ، فكابرُوا وقد كان عقاب الله عليهم بالحق..

بعد كده نشُوف القُرآن بيكلمنا في نُقطة تُشفي الفضُول فيقُول..

بسم الله الرحمن الرحيم..

"ثُمَّ أَنشَأۡنَا مِنۢ بَعۡدِهِمۡ قُرُونًا ءَاخَرِينَ ﴿٤٢﴾مَا تَسۡبِقُ مِنۡ أُمَّةٍ أَجَلَهَا وَمَا يَسۡتَ‍ٔۡخِرُونَ ﴿٤٣﴾ ثُمَّ أَرۡسَلۡنَا رُسُلَنَا تَتۡرَاۖ كُلَّ مَا جَآءَ أُمَّةٗ رَّسُولُهَا كَذَّبُوهُۖ فَأَتۡبَعۡنَا بَعۡضَهُم بَعۡضٗا وَجَعَلۡنَٰهُمۡ أَحَادِيثَۚ فَبُعۡدٗا لِّقَوۡمٖ لَّا يُؤۡمِنُونَ" ﴿٤٤﴾ المؤمنون..

أيّ أن بعذ انتهاء عصُور خلافة الأقوام دي انشأ الله من بعدهم قرُونًا آخرين، وهنا بدأنا نتكلم بالبُعد الزمني، أيّ أن الخلافة هتنتقل بشكل مش مُرتبط بقوم مُحدد وانما أزمان، يعنّي دولة عايشة في العصر ده ليها الخلافة ودولة تانية هتقُوم بالعصر ده ليها الخلافة..

الدُوّل والحضارات دي تقدر تلمسها بقراءات التاريخيه وتستنبط صعُود وهبُوط الدول بشكل زمنيّ..

زيّ ما هتشُوف مثلاً في موسوعة القُوى العالمية عبر التاريخ الي هتشُوف فيها قيام قُوى عُظمى بتسيطر وتُهيّمن على الأرض لفترة حتى سقُوطها وقيام قُوى عُظمى مُنافسة عشان تستحوّذ على الهيمنة دي..

عشان كده ذكر القُرآن انشاء قرُون المرة دي، والشكل الي هتقُوم عليه الدُوّل لو درستها تاريخيًا هتكتشف بشكلٍ صادم إن كُل عصر كان فيه بالفعل "قُوة" مُسيطرة، تقُوم من العدم وتقوى ثُمَ تضعف وتتهاوى سقُوطًا لدولة تانية..

كأنه Pattern أو نمط مُتكرر مش بيقف..

شُوف مثلاً لينك المَوسوُعة من هنا:

http://histropedia.com/timeline/6xhrtpg9bg0t/Superpowers

الوضع ماشي بشكل زمني، حضارة بتسلم حضارة، وقُوة بتسقُط لتحلّ محلها قوة تانية، القوة ثابتة وبنتحرك بشكل أفقي ثابت، الحضارات لتتصاعد وتسقط بشكل أفقي مُتزحزح..

طيب..

نرُوح بقى عند قوم مُحدد في مسألة الخلافة دي وهتلاقيه ام يخضع للنمط ده وخرج عن الpattern "مُؤقتًا" وبشكل مُريب..

بني اسرائيل يا رفيق..

ودي النُقطة الي عندها بتتحلّ المُعضلة وبجاوب عن سؤالك الي سألته ليا أو سألته لنفسك وأنا بكتب لكَ..

اشمعنى هُما دُول المجموعة الي تم ذكرها من الأنبياء تحديدًا دُونًا عن غيرهم..؟

الحقيقة إن من بين ٢٥ نبيّ تم ذكرهم صراحةً بالقرآن الكريم فيه بس ٨ مش من بني اسرائيل وعِلة ذكرهم حكيتهالك لأنهم كانُوا منوُطين بالخلافة أو لأن قصصهم كانت مُنفردة ليها رسالة بحد ذاتها..

مثال على الشِق الأول "آدم- ادريس- نُوح- صالح- هُود" ومثال على الشق الثاني كان "يُونس- لوط" ..

نرُوح بقى للباقي مِن الأنبياء هتلاقيهم كُلهم ذُكرُوا في بني إسرائيل..

زيّ ما قولت لك القُرآن مكنش نازل يحكي قصص أنبياء وانما بيحكي قصة الخلافة على الأرض، فلما رُوحنا عند بني إسرائيل ووقت خلافتهم على الأرض ده شمل ذِكر أنبياء كتير وعشان كده هتشُوف الآيات بتتكلم عن انتقال الخلافة لبني إسرائيل خرُوجًا عن النمط والنمُوذج الي كانت الأرض ماشيّة عليه آنذاك..

يعنّي وقت صعُود دول وهبُوط أخرى، تشُوف عودة تانية لخلافة قوم مُحدد بعينه، وتحديدًا بعد ما خلاص فرعُون كان هيقضي عليهم تمامًا يرجعُوا من تاني..

بسم الله الرحمن الرحيم..

"وَلَقَدْ نَجَّيْنَا بَنِي إِسْرَ‌ائِيلَ مِنَ الْعَذَابِ الْمُهِينِ . مِن فِرْ‌عَوْنَ ۚ إِنَّهُ كَانَ عَالِيًا مِّنَ الْمُسْرِ‌فِينَ . وَلَقَدِ اخْتَرْ‌نَاهُمْ عَلَىٰ عِلْمٍ عَلَى الْعَالَمِينَ".. [الدخان:30-32]..

وكمان شُوف الآية دي..

بسم الله الرحمن الرحيم..

"وَلَقَدْ آتَيْنَا بَنِي إِسْرَ‌ائِيلَ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ وَرَ‌زَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ . وَآتَيْنَاهُم بَيِّنَاتٍ مِّنَ الْأَمْرِ‌ ۖ فَمَا اخْتَلَفُوا إِلَّا مِن بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ ۚ إِنَّ رَ‌بَّكَ يَقْضِي بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ".. (الجاثية:16-17).

إذًا الخلافة وصلت لبني إسرائيل عشان كده توارد ذكر الأنبياء الي نزلُوا فيهم، بس هُما طغُوا ولم يقع عليهم العذاب زيّ بقيّة الأقوام..

تفتكر..؟

سبق وقُولت لك ان إسرائيل هي مُعجزة القُرآن الحية وسطنا..

حتى شوُف الآية دي..

بسم الله الرحمن الرحيم..

"وَقَضَيۡنَآ إِلَىٰ بَنِيٓ إِسۡرَٰٓءِيلَ فِي ٱلۡكِتَٰبِ لَتُفۡسِدُنَّ فِي ٱلۡأَرۡضِ مَرَّتَيۡنِ وَلَتَعۡلُنَّ عُلُوّٗا كَبِيرٗا (4) فَإِذَا جَآءَ وَعۡدُ أُولَىٰهُمَا بَعَثۡنَا عَلَيۡكُمۡ عِبَادٗا لَّنَآ أُوْلِي بَأۡسٖ شَدِيدٖ فَجَاسُواْ خِلَٰلَ ٱلدِّيَارِۚ وَكَانَ وَعۡدٗا مَّفۡعُولٗا (5) ثُمَّ رَدَدۡنَا لَكُمُ ٱلۡكَرَّةَ عَلَيۡهِمۡ وَأَمۡدَدۡنَٰكُم بِأَمۡوَٰال وَبَنِينَ وَجَعَلۡنَٰكُمۡ أَكۡثَرَ نَفِيرًا (6) إِنۡ أَحۡسَنتُمۡ أَحۡسَنتُمۡ لِأَنفُسِكُمۡۖ وَإِنۡ أَسَأۡتُمۡ فَلَهَاۚ فَإِذَا جَآءَ وَعۡدُ ٱلۡأٓخِرَةِ لِيَسُـُٔواْ وُجُوهَكُمۡ وَلِيَدۡخُلُواْ ٱلۡمَسۡجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٖ وَلِيُتَبِّرُواْ مَا عَلَوۡاْ تَتۡبِيرًا (7)" الاسراء..

في الآية الكريمة يقُول الله تعالى لبني إسرائيل، ستُفسدُوا في الأرض مرتين، وهتعلوا علوّا كبيرًا في المرتين..

اول مرة هنبعت لكم عبادًا لنا أولي بأسٍ شديد "المقصُود نبوخذ نصر رالسبيّ البابليّ" وده حصل وانتهى بالفعل ومع حدُوثه سقطت دولة إسرائيل أول مرة..

ثُمَ تعلوُن ثانيةً، وده الوعد الثاني وقتها هتكُون معاكم أنفار اكتر ومال أكتر "إسرائيل الحالية" والي هييجي عليها وعد الآخرة زيّ ما قرأت بالآيات..

العذاب والعقاب الي هينزل على بني إسرائيل في نهاية العام هيكُون شبه العذاب الي نزل على الأقوّام الي نزلت عليها "الخلافة" فطغت بالأرض..

ربنا حكى لنا في القرآن رحلة انتقال الخلافة من أول يد عند سيدنا آدم ووصُولاً للقرُون أو الخلافة الزمنية مُتخللاً في ذلك خلافة بني إسرائيل الأولى والي انتهت بعصر نبُوخذ نصر بحسب العُلماء ووصُولاً للدولة الأخيرة "إسرائيل" آخر الزمان..

صدق أو لا تُصدق ان أول ما تشُوف إسرائيل بقّت القُوّى المُسيطرة عالميًا تعرف فورًا إن الوعد الثاني اقترب، وده الوعد المُقترن بنهاية الزمان..

وبكده أنتَ عرفت علة ذِكر الأنبياء المنُوطين بالقصص بالقرآن الكريم وعرفت علة عدم ذكر آخرُون..

إذًا أنا كده جاوبتك عن كُل الأسئلة المنُوطة بالموضوع وريّحت دماغك تمامًا المفروض..

وبس كده..