نبي الله العزير

نبي الله العزير

0 المراجعات

تعرف إن فيه نبي اليهـ* ـود قالوا عليه "ابن الله"!

بالظبط زي اللي بيتقال عن سيدنا (عيسى)!

 

يعني الفكرة مترسخة في عقولهم من زمان؟

كأنهم بيحاولوا يتمسكوا بأي خطيئة؟

خليني أجاوبك وأقول لك: "أيوه"، الفكرة مترسخة في عقولهم من زمان، من زمان جدًا.

 

يعني همَ كانوا بيبحثوا عن شخص يلبسوه تهمة الإله أو ابن الإله؟

متفهمش العقول البشرية فيها إيه أو بتفكر في إيه، بس اللي معروف كدا من بداية الزمان، إن كل نبي نزل بمعجزات، ولما معجزات النبي دا تتجاوز حد المعقول بالنسبة لهم، يلبسوه تهمة "ابن الإله".

مع إنها "معجزات" من عند "الله".

 

بس يعني همَ قالوا عليه "ابن الله" ليه؟

بص، الحكاية كبيرة، بس النبي دا مش بس كان عنده معجزة أبهرتهم، دا كمان شفى الجارية بتاعته من العمى.

 

كمان، يعني زي سيدنا (عيسى)؟

مش بالظبط، كل نبي وله معجزاته، بس أه، نفس المعجزة اللي كانت مع سيدنا (عيسى)، بس الفرق إن النبي دا عملها مرة واحدة، على عكس سيدنا (عيسى) اللي عملها كتير.

 

تحب ابهرك كمان؟ وازيدك من الشعر بيت؟

إيه قولك إن النبي دا كمان مات وقام من الموت.

 

نعم؟

اللي اعرفه على حسب معتقد المسيحيين إن اللي مات وقام من الموت هو المسيح، همَ بينقلوا من اللي قبلهم ولا إيه؟

 

يا صديقي المسيح مقامش أصلًا، المسيح اترفع.

واللي مات وقام من الموت هو سيدنا (عزير) -عليه السلام-.

 

يعني سيدنا (عزير) كمان قالوا عنه "ابن الله"؟

أه، ولو متعرفش، فلازم تعرف، وأنا جاي النهاردا اعرفك، وهتلاقي نفسك بتقول:

" ياااه، ما أشبه اليوم بالبارحة".

 

فأنا عاوزك تروق كدا، وتركز معايا، علشان موضوعنا كبير.

 

جاهز؟

يلا بينا.

 

زمان، من زمن طويل، بني إسـ* ـرائيل كانوا جامدين جدًا، حياتهم كلها رخاء ومُلك، في عصر سيدنا (سليمان) -عليه السلام- كانوا أقوياء جدًا.

بس دوام الحال بقى.

بعد موت سيدنا (سليمان) بيحصل حروب وتفكك بينهم، وبتسقط مملكة اليـ* ـهود في أورشليم، ومن بعد الملك العظيم (سليمان)، بيمسك ملوك ضعفاء.

 

وفي يوم، فيه ملك في العراق بيظهر، اسمه (بختنصر) أو (نبوخذ نصر)، الملك دا يا سيدي اتجنن فجأة، وقرر يحتل العالم.

وهو ماشي في طريقه لاحتلال العالم، هرر يدخل القـ* ـدس وينغص على اليهـ* ـود عيشتهم.

 

اللي حصل إنه دخل بهيبته وأرهبهم، وطلب منهم جزية، الملوك بتوع اليهـ* ـود ضعفاء مقدروش يواجهوه، فقدموا له الولاء والطاعة.

 

فيجي بقى مجموعة من كبراء اليهـ* ـود يقلبوا على الحكام، ويقولوا له ازاي نسكت على المهانة دي، احنا هنحارب.

بس يا سيدي، وعينك ما تشوف إلا النور، (نبوخذ نصر) دخل عليهم وعمل فيهم ما لا يتخيله عقلك، قتـ* ـل بقى واغتصاب وذل ومهانة ومش بس كدا، دا خد النساء والأطفال سبايا يخدموا الكبراء والأشراف في العراق.

ومن هنا تحول اليهـ* ـود من ملوك مُعززين، لعبيد أذلاء.

وتشتتوا في العراق والحجاز ومصر.

 

من ضمن الأطفال الصغيرين اللي اتاخدوا أسرى في العراق، كان سيدنا (عزير).

ودخل سيدنا (عزير) بابل في العراق.

 

بيكبر سيدنا (عزير) وسط اليهـ* ـود الأسرى، وبتبدأ تظهر عليه علامات مميزة.

بيحفظ التوراة، مش بس كدا، دا بيحفظ التوراة بكل تفسيراتها الصحيحة وتأويلها، وكان أعلم الناس في عصره، ولما بيوصل لسن الأربعين ربنا بينزل عليه الحكمة والنبوة.

 

سيدنا (عزير) قدر يأقلم نفسه في العراق وبقى له بيت خاص بيه، وبني إسـ* ـرائيل نوعًا ما تأقلموا.

 

في يوم سيدنا (عزير) بيركب الحمار بتاعه وبيمر على قرية فاضية مفيهاش حد، بيدخلها وبيلاقي فيها بيوت خالية من السكان وعظام موتى في الطريق، وكأن كان فيه ابتلاء كبير حل على أهل القرية فأمات كل من فيها.

 

وهنا حصل معاه نفس اللي حصل مع سيدنا (إبراهيم)، كأنه عاوز يطمئن قلبه، فسأل نفسه ازاي ربنا ممكن يحيي قرية زي دي ويبث الروح في العظام اللي بقت تراب.

 

وهو ماشي شاف شجرة فقعد تحتها يتظلل بظلها، فقبض الله روحه ومات، فلبث مائة عام، يعني مات 100 سنة.

 

وبعد 100 سنة وعند غروب الشمس، أرسل الله ملَك أيقظ سيدنا (عزير)، وبعدين سأله عن المدة اللي قضاها في نومه، فقال:

- يومًا أو بعض يوم.

فقال له:

- بل إنك نائم منذ مائة عام فانظر إلى حمارك وطعامك وشرابك.

 

يا عزيزي، مستوعب اللي بيحصل ولا لا؟

دا شخص مات، 100 سنة، وقام من الموت.

 

بص للحمار فلقاه عظام متراكمة جنب الحائط، والطعام كان زي ما هو مفيش أي عفن مسه، آية له.

نادى الملَك الحمار فانتصبت عظامه وأكسيت لحم وجلد، وبعدين نفخ فيه فنهق.

 

سيدنا (عزير) مكنش بيشك في قدرة ربه ولكنه كان متعجب من الكيفية، (أَوْ كَالَّذِي مَرَّ عَلَىٰ قَرْيَةٍ وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَىٰ عُرُوشِهَا قَالَ أَنَّىٰ يُحْيِي هَٰذِهِ اللَّهُ بَعْدَ مَوْتِهَا ۖ فَأَمَاتَهُ اللَّهُ مِائَةَ عَامٍ ثُمَّ بَعَثَهُ ۖ قَالَ كَمْ لَبِثْتَ ۖ قَالَ لَبِثْتُ يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ ۖ قَالَ بَل لَّبِثْتَ مِائَةَ عَامٍ فَانظُرْ إِلَىٰ طَعَامِكَ وَشَرَابِكَ لَمْ يَتَسَنَّهْ ۖ وَانظُرْ إِلَىٰ حِمَارِكَ وَلِنَجْعَلَكَ آيَةً لِّلنَّاسِ ۖ وَانظُرْ إِلَى الْعِظَامِ كَيْفَ نُنشِزُهَا ثُمَّ نَكْسُوهَا لَحْمًا ۚ فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ قَالَ أَعْلَمُ أَنَّ اللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (259)) سورة البقرة.

 

رجع سيدنا (عزير) لأهل قريته وعرفهم بنفسه فكذبوه، راح لبيته فلقى جاريه له كان عمرها 20 سنة وقت خروجه، فلقاها عجوز عمياء وصل عمرها 120 سنة، فسألها:

- هل هذا منزل عزير؟

فبكت واتعجبت إن فيه حد لسه فاكر سيدنا (عزير)!

 

فقال لها إنه هو (عزير)، اتمنت تشوفه فطلبت منه يدعي ربنا يرجع لها بصرها، ولأنها عارفة إن دعاءُه كان مستجاب.

 

سيدنا (عزير) دعى الله واستجاب له فرجع لها بصرها، ولما شافته مصدقتش نفسها، فخرجت تنادي على ولاده وأحفاده، ولما قابلوه، قال أكبر أولاده إن أبوهم كان عنده شامة سودا على كتفه، أظهرها لهم فصدقوه.

 

ولكن بني إسـ* ـرائيل قالوا إن الشامة مش دليل كافي، فطلبوا منه إنه يتلوا أمامهم التوراة، لأن سيدنا (عزير) هو الوحيد فيهم اللي كان حافظ التوراة كلها.

 

فجمع بني إسـ* ـرائيل وتلا عليهم التوراة كلها شفاهية.

 

بس يا سيدي.

ما صدقوا بقى.

صرخوا وقالوا: "إنتَ ابن الله".

 

دا بس لأنه قال التوراة شفاهية كأنها اسمه من غير ما يخطئ في حرف واحد، ولأن سيدنا (موسى) جيه بيها مكتوبة من الله.

 

فقالوا مستحيل شخص يتلو التوراة بالطريقة دي إلا إذا كان هو الله نفسه أو ابن الله، (وَقَالَتِ الْيَهُـ* ـودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللَّهِ وَقَالَتِ النَّصَارَى الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ ۖ ذَٰلِكَ قَوْلُهُم بِأَفْوَاهِهِمْ ۖ يُضَاهِئُونَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِن قَبْلُ ۚ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ ۚ أَنَّىٰ يُؤْفَكُونَ (30)) سورة التوبة.

كفـ* ـروا وأشركوا بالله كعادتهم وكأنهم لا يتعلمون.

 

أنكر سيدنا (عزير) اللي بيدَّعوه وبيقولوه عن ربنا، سبحانه عما يشركون.

 

عاش سيدنا (عزير) بينهم يحفظهم التوراة ويعلمهم دينهم مرة تانية بعد ما ضاع وحرقه (بختنصر) لما هجم على بيت المقـ* ـدس.

 

توفى سيدنا (عزير) في العراق، واتدفن وسط أهله فيها.

 

بس يا سيدي.

اليهـ* ـود زمان قالوا لسيدنا (موسى) -عليه السلام- عاوزين نشوف ربك.

فهما أغلبية إيمانهم دايمّا بتكون قايمة على رؤية الشيء.

 

والإله يا عزيزي مش لازم يظهر للبشر علشان يؤمنوا بيه، الإله بتشوفه في كل مخلوق حواليك، بتشوفه في عظمة الكون والمخلوقات.

فاللي يخلق الكون بكل التعقيدات دي، مش لازم يظهر للبشر علشان يؤمنوا بيه.

 

-

وآخرًا كلها اجتهادات من العلماء في تفسير كتاب الله، والله أعلى وأعلم.

-

 

.

 

المصادر:

القرآن الكريم.

ابن كثير.

الطبري.

الميسر.

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة

articles

20

followers

28

followings

160

مقالات مشابة